ما هي أهمية مارون الراس وماذا عن الأوضاع الميدانية ومستقبل الحرب؟
نشرت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، لقطات فيديو تظهر جنودًا إسرائيليين يرفعون العلم الإسرائيلي في بلدة مارون الراس جنوب لبنان.
هذه الحادثة أثارت قلقاً في لبنان، وطُرحت تساؤلات عما إذا كانت هذه الحادثة تشير إلى سيطرة القوات الإسرائيلية على بلدة مارون الراس فعلياً، علماً أن رفع العلم حصل في “حديقة إيران” القريبة من الخط الأزرق.
في هذا السياق، أكّد العميد يعرب صخر في حديث لـ”أخبار الآن” أنه لا يمكن إعطاء أهمية كبرى لرفع العلم الإسرائيلي في مارون الراس.
وإذ قال “إنها رسالة معنوية لا تقدم ولا تؤخر”، أوضح أن المسافة بين الحدود ومارون الراس تتراوح بين الـ 600 و 700 متر فقط لا غير.
وأكّد صخر أن الإسرائيليين عادوا وانسحبوا من تلك النقطة، وبالتالي ما من مركز ثابت لهم هناك. وتحدث عن أهمية موقع قرية مارون الراس، مشيراً إلى أنها استراتيجية وحساسة وحيوية لأنها مشرفة على القرى والبلدات الإسرائيلية.
واستعرض العميد عبر “أخبار الآن” للوضع الميداني في جنوب لبنان، قائلاً: إسرائيل لا تزال متمسكة بالمسافة الفاصلة على العمق اللبناني بحدود 1000 متر أقصاه، لكنها تحاول تطوير هذه المساحة شيئا فشيئا وتجري بهذا الصدد مناولات برية، واستطلاعات وجمع معلومات، ولكن لم يحصل اختراق حتى الآن.
وعن مستقبل الحرب، قال: الحرب البرية لها ضرائب من القتلى، فإسرائيل سوف تتكبد الكثير من القتلى وكذلك حزب الله، لكن إلى متى يصمد عناصر حزب الله، وهل يكبدون الإسرائيليين خسائر كبيرة، وهل يؤخرون تقدمهم، ويدفعونهم الى الخلف، هذا الأمر ممكن على المدى القصير، لكن ليس على المدى المتوسط، لأن هناك حشد وعناد إسرائيليين، وسياسة تدمير شاملة وبالتالي الإسرائيليون مستمرون حتى النهاية.
وكانت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” كشفت أن الجنود الإسرائيليين انسحبوا من الحديقة على أطراف بلدة مارون الراس. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي زعم أن الجيش الإسرائيلي احتل منطقة مارون الراس ودمّر المنازل التي أطلق منها “حزب الله” صواريخ باتجاه إسرائيل.
وأوضح المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي أنه “لا يمكننا التحقق من الوضع الحالي على الأرض في منطقة مارون الراس”، لافتاً إلى أن “الوضع لا يزال غير واضح وغير آمن”.
وأشار تيننتي إلى أن “ما نعرفه هو أن القوات الإسرائيلية غادرت المنطقة القريبة من الموقع الإيرلندي، حيث كانت متواجدة بالأمس”، موضحاً أنهم ” كانوا في منطقة مارون الراس، لكننا لم نؤكد بعد ما إذا كانوا قد انسحبوا، وينطبق الأمر نفسه على منطقة اللبونة”. ولفت إلى أن منطقة الناقورة تشهد قصفاً عنيفاً من البحر.
وكان حزب الله قد أعلن الثلاثاء تصدّيه لقوة اسرائيلية “تسللت” خلف موقع لقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) داخل اللبونة، غداة قوله إنه أمر مقاتليه بـ”التريث” في استهداف تحرّكات لجنود اسرائيليين خلف موقع آخر للقوة الدولية.
أما اليوم، فأشار حزب الله، الى أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية “بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية” لدى محاولتها التقدم “عند الساعة 4:55 (01,55 ت غ)” فجر الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة في جنوب غرب البلاد.
وفي بيان منفصل، أفاد الحزب بأن مقاتليه قاموا عند الساعة 00,15 (21,15 ت غ الثلاثاء) “بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا”.