أصحاب المنازل في سوريا يفضلون مستأجرين محليين
تشهد محافظات سورية عدة حالة متزايدة من التخوف من تأجير منازل للبنانيين والعراقيين الميسورين الذين يدخلون سوريا على شكل أفراد وليس عائلات، هذا التخوف يأتي في سياق نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين من لبنان بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر هناك، حيث يعبر الكثير من الأهالي عن خشيتهم من أن بعض هؤلاء الأفراد قد يكونون مرتبطين بـ “حزب الله” اللبناني، مما يجعلهم أهدافاً محتملة للغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع الحزب وأفراده.
خريطة توضيحية لموقع حي المزة في دمشق
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هذا الهاجس دفع العديد من الأهالي في مختلف المحافظات، وعلى رأسها دمشق، ومن ثم حمص، حماة، اللاذقية وحلب، إلى رفض تأجير منازلهم بشكل قاطع لهؤلاء الأشخاص، رغم العروض المالية المغرية التي يقدمها هؤلاء الأفراد مقابل الإيجار، ويركز المدنيون بشكل خاص على رفض تأجير المنازل للبنانيين والعراقيين القادمين من لبنان دون عائلات، حيث يُشتبه بأنهم قد يكونون مرتبطين ب “حزب الله” اللبناني.
خريطة توضيحية لموقع حي أبو رمانة في دمشق
ووفقاً للمصادر، فإن هذا التخوف ينتشر بدرجة أكبر في بعض الأحياء الراقية مثل المالكي، أبو رمانة، والمزة، وكذلك في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة. وقد تصاعدت هذه المخاوف بشكل أكبر بعد حادثة اغتيال صهر “حسن نصر الله”، على يد إسرائيل التي استهدفت شقة داخل مبنى في حي المزة فيلات الغربية في الثالث من الشهر تشرين الأول الجاري، حيث كانت الشقة جزءاً من مبنى مكون من 3 طوابق، يتردد إليه قيادات من “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني، وهو ما عزز المخاوف لدى المدنيين من أن المنازل التي يتم تأجيرها لشخصيات غير معروفة قد تصبح أهدافاً للغارات الإسرائيلية.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن غالبية المنازل التي يقطنها حالياً أشخاص مرتبطون بالحزب تم شراؤها مسبقاً عبر سماسرة، وطالبت العديد من العائلات السورية الأفراد القادمين من لبنان بإخلاء المنازل خوفاً من أن تتعرض للقصف الإسرائيلي، وخلال أسبوع واحد فقط، تم تسجيل 8 حالات لعائلات طالبت بإخلاء منازلها، منها حالة واحدة في طرطوس، وحالتان في حمص، والبقية في أحياء العاصمة دمشق.
وشهدت العاصمة دمشق ارتفاعاً كبيراً في أسعار إيجارات المنازل خلال الأيام القليلة الماضية. نتيجة زيادة الطلب على المنازل من قبل العائلات التي فرت من لبنان بسبب التصعيد العسكري هناك. ورغم أن الحكومة افتتحت مراكز إيواء مؤقتة لاستيعاب هؤلاء النازحين، إلا أن العديد من العائلات الميسورة تفضل استئجار منازل خاصة بدلاً من التوجه إلى هذه المراكز.
ويعرض هؤلاء الأشخاص مبالغ مالية كبيرة لاستئجار المنازل، ما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في الأسعار، خصوصاً في المناطق الراقية من دمشق.
هذا الارتفاع انعكس سلباً على السوريين، حيث عبر الكثير منهم عن الاستياء، مشيرين إلى أن الارتفاع يعود لقلة العرض وارتفاع الطلب بشكل غير مسبوق، بينما طالب آخرون بخفض الأسعار وتحديدها بشكل يتناسب مع السوريين وليس مع الوافدين من لبنان بسبب التفاوت بالأوضاع المادية، وأكد بعض الأهالي طمع الكثير من الملاك، إذ يعتبرون أن هذه الزيادة بسبب استغلال الوضع الراهن.