مطار بيروت يشكل البوابة الجوية الوحيدة لإيصال المساعدات للسكان والسفر من لبنان وإليه
على وقع تكثيف الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، تتزايد الدعوات لتحييد مطار بيروت الذي يشكل البوابة الجوية الوحيدة لإيصال المساعدات للسكان والسفر من لبنان وإليه.
فيما كانت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة المتاخمة للمطار جراء غارة، أكدت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة بنت راشد الخاطر أن مطار رفيق الحريري الدولي هو “الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية” إلى لبنان.
وقالت الوزيرة التي وصلت الثلاثاء إلى بيروت في طائرة مساعدات قطرية، إنه يجب حماية المطار باعتباره منشأة ذات “حاجة مطلقة”.
وجاء هذا التصريح غداة دعوة وجّهتها واشنطن أقرب حلفاء أسرائيل، إلى الدولة العبرية بعدم شنّ أي هجوم على مطار بيروت أو الطرق المؤدية إليه.
منذ بدء التصعيد الأخير في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، استقبل مطار بيروت الكثير من شحنات المساعدات من الإمارات وتركيا والعراق ومصر والأردن فضلا عن فرنسا وقطر مؤخرا.
وتصل إلى مطار بيروت وتقلع منه أيضا طائرات تجارية تابعة لشركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية وهي الشركة الوحيدة التي لا تزال تسيّر رحلات تربط لبنان بالعالم، بعدما ألغت كل خطوط الطيران الأجنبية رحلاتها من بيروت وإليها بسبب القصف اليومي.
وسبق أن قصفت إسرائيل المطار مرات عدة في صيف 2006 خلال حرب خاضتها مع حزب الله واستمرّت 33 يوما ما أدى إلى إغلاقه منذ اليوم الأول. وراهنا، تسود مخاوف بشأن تكرار ذلك وسط تهديد إسرائيل بتدمير لبنان على غرار ما فعلت في غزة، حيث تخوض حربا مدمرة مع حركة المقاومة الإسلامية منذ عام أعقبت حماس غير المسبوق على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر. وتبادل الحزب وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى الأشهر الماضية. ورفض حزب الله مرارا وقف النار في لبنان ما لم تتوقف حرب غزة.
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف مختلفة لحزب الله في لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر تسبّبت بدمار وتهجير كبيرين، وأعلنت بدء عمليات برية في جنوب لبنان في 30 منه.
وكانت آليات تفرغ حمولة طائرتين من حزمات مساعدات على مدرج مطار بيروت الثلاثاء في ظلّ هدير محرّكات طائرات عسكرية.
وتضمنت صناديق المساعدات الإنسانية، التي طُبع عليها العلم الفرنسي أو شعار “المساعدات القطرية”، أدوية ومعدات طبية وخياما.
“يعتمد على الاستيراد”
وخلال مؤتمر صحافي عقدته في بيروت لإعلان إطلاق “جسر جوي” لنقل مساعدات إلى لبنان، قالت الوزيرة القطرية لصحافيين إن المطار يجب أن يُحيّد وأن يتمّ التعامل معه كـ”ممر إنساني”.
من جانبه، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية إن السلطات تلقت خلال اتصالاتها الدولية “تطمينات” لناحية عدم استهداف إسرائيل لمطار بيروت، لكنها لا ترقى إلى “ضمانات”.
وجاء كلام الوزير بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف معبر المصنع الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، ما ألحق أضرارا كبيرة بالطريق وأعاق حركة عبور السيارات.
ومعبر المصنع هو بوابة لبنان الرئيسية برا إلى العالم العربي. وتمر عبره البضائع والمنتجات الزراعية المصدرة، عدا عن حركة المسافرين من وإلى سوريا.
وشدّدت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة على أهمية أن يبقى المطار بمنأى عن الضربات.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان ماثيو هولينغوورث إنه “من المهمّ أن يبقى المطار مفتوحا. ومن المهمّ جدا أن تبقى الموانئ مفتوحة. ومن المهم جدا أيضا أن تبقى الممرات البرية المؤدية إلى لبنان مفتوحة”.
وأكد خلال مؤتمر صحافي أن “هذا بلد يعتمد على الاستيراد لتأمين معظم حاجاته، إن لم يكن كلها، من حيث الوقود والغذاء”.
من جانبه، شدد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف جيريمي لورانس على “الأهمية القصوى للقانون الإنساني الدولي”، مشيرا إلى أنه “ينبغي على كافة الأطراف أن تحترم ليس فقط المدنيين ولكن الأهداف المدنية”.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 1150 منذ 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. ونزح أكثر من مليون شخص، بحسب السلطات.
وخلال المؤتمر الصحافي مع الوزيرة القطرية، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن لبنان كان “واضحا جدا في مراسلاته مع المجتمع الدولي، أولا بشأن أهمية الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية، وثانيا بشأن إبقاء هذه المرافق مفتوحة حتى يستمرّ تدفق المساعدات”.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية ضرورية ليس فقط بالنسبة للجرحى القابعين في المستشفيات “إنما أيضا لتلبية حاجات النازحين”.