العراق يرد على إسرائيل ويرفض الإساءة للمرجع علي السيستاني
أثارت صورة نشرتها القناة 14 الإسرائيلية والتي تضمنت لائحة الاغتيالات، التي تنوي إسرائيل استهدافها وكان من بينها صورة المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني الكثير من اللغط.
خاصة أن صورة السيستاني وضعت إلى جانب صور لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ونائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لـ”حماس” يحيى السنوار، وقائد “فيلق القدس” اسماعيل قآني، والمرشد الإيراني علي خامنئي.
ظهرت الصور على القناة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء مع عبارة “هدف” على رأس كل من الشخصيات، من دون أن توضح أسباب وضع السيستاني ضمن القائمة. وورد ذلك في إطار تقرير عن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على اسرائيل مطلع الشهر الجاري.
رد أمريكي
المكتب الإعلامي للسفارة الأمريكية في بغداد عبّر عن رفضه أي استهداف للمرجع الشيعي، مؤكدا أن السيستاني “قامة دينية بارزة” تحظى باحترام كبير في المجتمع الدولي، ويمثل “صوتاً حاسماً ومؤثراً في تعزيز منطقة أكثر سلاماً”.
وقالت السفارة إن “الولايات المتحدة ترفض أي استهداف للمرجع الديني السيد علي السيستاني”، مبينة أن “السيد السيستاني قامة دينية بارزة تحظى باحترام كبير في المجتمع الدولي”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة ترى أن السيستاني، يمثل صوتاً حاسماً ومؤثراً في تعزيز منطقة أكثر سلاماً”.
وفي المقابل، ذهب البعض الى القول إن إدراج السيستاني في اللائحة قد لا يكون أكثر من خطأ.
العراق يرفض المساس بالسيستاني
أعربت رئاسة الجمهورية العراقية، عن رفضها أي مساس بمكانة المرجعية الدينية العليا في البلاد، وقالت رئاسة الجمهورية في بيان: “نرفض مثل هذه الإساءات لمقام المرجعية ونؤكد ضرورة احترام المقدسات لكل الأديان والمذاهب إسلامية كانت أو غير إسلامية”.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى “التحرك الفاعل وإبداء مواقف عاجلة في رفض أية دعوات للكراهية بين الشعوب”.
وأكدت الرئاسة سعي العراق إلى “تعزيز الجهود” من أجل وقف الحرب في لبنان والأراضي الفلسطينية.
من هو المرجع علي السيستاني؟
هو أحد أكبر المرجعيات الدينية للشيعة في العراق والعالم، خلف أبا القاسم الخوئي في زعامة الحوزة العلمية في النجف. وهو من أصل إيراني.
نشأته
ولد السيستاني عام 1930 في مدينة مشهد الإيرانية، وأسماه والده عليا تيمنا باسم الإمام علي بن أبي طالب، اسمه بالكامل علي بن محمد باقر بن علي الحسيني السيستاني، ولقبه السيستاني نسبة إلى محافظة سيستان في إيران.
انتقل عام 1949 إلى مدينة قم في إيران ليكمل دراسته العلمية. وفي العام 1951 هاجر إلى مدينة النجف في العراق وحصل على إجازة بالاجتهاد من شيخيه أبي القاسم الخوئي وحسين الحلي.
مرجعيته:
في السنوات الأخيرة من حياة أبي القاسم الخوئي، كان البحث عمن سيخلفه هاجسا لدى رموز شيعية في النجف وغيرها، إلى أن اختار الخوئي السيستاني للصلاة في محرابه في جامع الخضراء، فبدأ ينتشر صيته في أوساط العامة بعد أن كان محصورا في الأوساط العلمية والحوزوية.
وبعد وفاة الخوئي عام 1992 تصدى السيستاني لشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس على منبر الإمام الخوئي في مسجد الخضراء.
مواقف سياسية
يقول المقربون من السيستاني إنه رفض الانخراط في أي عمل سياسي في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، مما أثار حفيظ الأخير وقد أنهكته حرب إيران ففرض الإقامة الجبرية على السيستاني بمنزله الواقع في النجف.
ورغم ما يقوله مؤيدو السيستاني عن ابتعاده عن السياسة، فقد قام بدعم قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي تتركز القوة فيها للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحلفائه، مما دعم هذه القائمة كثيرا في الانتخابات العراقية الأولى بعد سقوط نظام صدام حسين.
ويتهمه خصومه بأنه كان داعما للمشروع الأمريكي في العراق، ولم يصدر عن السيستاني فتوى تدعو ملايين الشيعة الذين يتبعونه في العراق للمشاركة في المقاومة المسلحة، التي انطلقت عقب سقوط بغداد يوم 9 أبريل/نيسان 2003، وبرر ذلك بأن الظرف لم يحن بعد لمثل هذه الفتوى.