ستة قتلى بينهم رئيس بلدية النبطية في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان
كثّفت إسرائيل ضرباتها على لبنان الأربعاء مستهدفة مجددا ضاحية بيروت الجنوبية بعد أيام من تحييدها، ومدينة النبطية في جنوب لبنان، غداة رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أي وقف لإطلاق النار “أحادي الجانب” في لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضرباته استهدفت مخزن أسلحة وبنى تحتية لحزب الله.
ونفّذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على مدينة النبطية التي تعتبر معقلا لحزب الله وحليفة حركة أمل، استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية، ما تسبّب بمقتل خمسة أشخاص، بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل.
وقالت محافظة النبطية هويدا الترك “طالت 11 غارة إسرائيلية بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكّلة ما يشبه حزاما ناريا”، مشيرة الى مقتل رئيس بلدية المدينة مع عدد من فريق عمله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ “سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في منطقة النبطية” تشمل “بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنيى تحتية مدنية”.
وندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالغارات الإسرائيلية التي قال إنها استهدفت عن “قصد” اجتماعا للمجلس البلدي في المدينة.
في ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت غارة جوية صباحا منطقة حارة حريك بعيد توجيه الجيش الإسرائيلي نداء لإخلائها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مخزن “أسلحة استراتيجية” تابعا لحزب الله.
وهذه أول ضربة منذ أيام عدة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله. وكان الجيش الإسرائيلي استهدفها بعنف مع تحوّل المواجهة بينه وبين حزب الله الى حرب مفتوحة في 23 أيلول/سبتمبر، إلى جانب قصفه معاقل أخرى للحزب في شرق البلاد وجنوبها ومناطق أخرى في البلاد.
ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، قتل ما لا يقل عن 1356 شخصا وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف نازح.
وفتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل في 30 أيلول/سبتمبر بدء عمليات برية “محدودة” في جنوب لبنان.
وتقول الدولة العبرية إنها تريد إبعاد مقاتلي الحزب عن حدودها الشمالية وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب لبنان، بشكل يسمح لعشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل بالعودة الى مناطقهم التي نزحوا منها قبل سنة.
رشقات صواريخ
ورغم الضربات الموجعة التي لحقت بحزب الله وأكبرها ربما اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في ضربة إسرائيلية مدمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر، يواصل الحزب المدعوم من إيران، إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وأعلن الحزب خلال الليل الماضي أنه قصف مدينة صفد الواقعة في شمال الدولة العبرية بـرشقة صاروخية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ 50 مقذوفا أطلقت من لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية فجر الأربعاء، من دون أن ترد في الحال تقارير عن إصابات بشرية أو خسائر مادية.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الثلاثاء “بما أن العدو الاسرائيلي استهدف كل لبنان، فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو الاسرائيلي سواء في الوسط أو الشمال والجنوب”.
وشدّد قاسم على أن “الحلّ هو بوقف إطلاق النار”، لكنه أكّد أن الحزب ماض في معركته، وأن إسرائيل “ستهزم”.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء من جهته معارضته لأي وقف إطلاق نار “أحادي الجانب” في لبنان إذا كان لن يمنع حزب الله من إعادة تشكيل صفوفه في المنطقة الحدودية.
“ردّ حازم”
وفيما تواصل إسرائيل هجومها على حزب الله في لبنان وحماس في غزة وكلاهما حليف لإيران، يؤكد مسؤولوها أنهم يعدون الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني على الدولة العبرية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء أن بلاده مستعدة لردّ “حازم” إذا هاجمت إسرائيل الجمهورية الإسلامية.
ونقل مكتب عراقجي عنه قوله في اتصال مع غوتيريش “إيران جاهزة بالكامل لردّ حازم على أي مغامرة” تقوم بها إسرائيل و”ستندم عليها”.
لكن الوزير الإيراني الذي يقوم بجولة واسعة في الشرق الأوسط أكد أن بلاده “تبذل كل الجهود لحماية السلام والأمن في المنطقة”.
ودعا الرئيس الإيراني الأربعاء إلى “تكثيف الضغط على داعمي النظام الصهيوني لوقف المجازر” في غزة ولبنان.
وبعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشنّ الجيش الإسرائيلي منذ السادس من الشهر الحالي هجوما في شمال القطاع لا سيما في منطقة جباليا مشيرا الى أن حماس تعيد تشكيل صفوفها فيها.
وقتل ما لا يقل عن 42409 أشخاص في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من سنة.
وتسبّب هجوم حماس على إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.