دعوات لوقف الحرب في غزة بعد مقتل يحيى السنوار
مقتل يحيى السنوار ربما يراه الكثيرون نصرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمامين نتنياهو بيما يراه آخرون بأنه وبال عليه.. خاصة وأنه كان يسعى لإطالة أمد الحرب، بحجة ملاحقة عناصر حماس وقادتهم الذين يمثلون خطرا على الشعب الإسرائيلي.
مقتل السنوار كما مقتل حسن نصر الله سيشكل نطقة تحول في الحرب التي تشنها تل أبيب على غزة.
الصدفة التي ساقت الجنود الإسرائيليين إلى مكان تواجد السنوار في منزل بمدينة رفح، ربما ستكون كفيلة بوقف معاناة الفلسطينيين الذين قتل وأصيب الآلاف منهم وهجر الملايين.
الدعوات لوقف الحرب كانت متلاحقة ومتسارعة من دول عديدة:
بادين يدعو لوقف الحرب
حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، وذلك بعد الإعلان الإسرائيلي عن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار.
وقال بايدن للصحافيين بعيد وصوله الى ألمانيا “حان الوقت لتنتهي هذه الحرب ويعود هؤلاء الأسرى، وهذا ما نحن مستعدون للقيام به، وأنا سأرسل أنتوني بلينكن إلى إسرائيل”، مشيرا الى أن الزيارة ستحصل في غضون “أربعة أو خمسة أيام”.
في السياق، قال البيت الأبيض إن “بايدن ونتنياهو ناقشا كيفية استغلال قتل السنوار لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب مع ضمان أمن إسرائيل”.
وأضاف “بايدن ونتنياهو ناقشا كيفية منع حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى”، وتابع: “بايدن ونتنياهو اتفقا على البقاء على اتصال وثيق سواء بشكل مباشر أو عبر فرق الأمن القومي”.
كامالا هاريس
من جانبها، أكدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس مقتل السنوار، حيث قالت إن حرب غزة أدت إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن هذه اللحظة تمنح الولايات المتحدة فرصة لإنهاء حرب غزة أخيرًا.
وأكدت هاريس على أهمية إطلاق سراح الرهائن ووقف المعاناة، مشددةً على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
الموقف الفرنسي
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد دعا إلى اغتنام فرصة مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار لوقف الحرب في غزة، مطالباً من ناحية ثانية إسرائيل بوضع حد لعملياتها العسكرية في لبنان.
وإثر إعلان الجيش الإسرائيلي أنّه قتل السنوار في غزة، قال ماكرون للصحافيين في بروكسل على هامش قمة للاتحاد الأوروبي: يجب أن نغتنم هذه الفرصة لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ولكي نتوصل أخيراً إلى نهاية للحرب، مضيفاً: يجب أن نضع حداً للعمليات العسكرية.
وأضاف ماكرون أن فرنسا تقف إلى جانب إسرائيل للحفاظ على أمنها ووجودها لكن هذا لا يمنع الخلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والسنوار (61 عاماً) المكنّى أبو إبراهيم كان بمثابة الرجل الحي الميت وهدفاً رئيسياً لإسرائيل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية، وأشعل شرارة حرب في غزة، تمددت إلى لبنان، ويُخشى أن تتحول إلى نزاع إقليمي.
نتنياهو يريد استمرار الحرب
أكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن هذه الخطوة “المهمة” تمثّل “بداية النهاية” للحرب وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “بختام عملية مطاردة استغرقت عاما كاملا، قضت أمس قوات في جنوب قطاع غزة على الإرهابي المدعو يحيى السنوار زعيم حماس.
واعتبر نتنياهو الذي كان قد توعد بـ”القضاء” على حماس بعد الهجوم، أن مقتل السنوار “محطة مهمة” في تراجع الحركة لكن “الحرب لم تنتهِ بعد”.
من جهته، اعتبر الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن السنوار “كان لسنوات مسؤولا عن أعمال شنيعة ضد المدنيين الإسرائيليين”، بينما رأى وزير الخارجية يسرائيل كاتس أن السنوار كان “المسؤول عن مجزرة وفظائع 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
واعتبر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أن إسرائيل “صفّت الحساب” مع السنوار الذي أمضى أكثر من عقدين معتقلا في سجونها.
وقال “لن نتوقف حتى نقبض على جميع المتورطين في مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ونعيد جميع الرهائن إلى ديارهم”.
من هو يحيى السنوار؟
ولد أبو إبراهيم عام 1962 في مخيم للاجئين في خان يونس، في قطاع غزة. كان عمره خمس سنوات عندما استولت إسرائيل على القطاع من مصر في حرب الشرق الأوسط عام 1967.
كانت عائلته من بين أكثر من 700 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم على يد القوات الإسرائيلية في حرب عام 1948 التي انتصرت فيها إسرائيل وأعلنت استقلالها.
تنحدر عائلته من المدينة المعروفة الآن باسم عسقلان، والتي تقع بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة.
في العشرينيات من عمره، أدين من قبل إسرائيل بقتل أربعة مخبرين فلسطينيين، وخلال 22 عاماً في السجن، تعلم العبرية وممارسات إسرائيل واعتقد أنه توصل إلى كيفية محاربتهم.
وهو ما يعني أيضاً أن إسرائيل لديها سجلات طبية عن أسنانه وعينة من حمضه النووي، ما يُمكّنها من تحديد هوية الجثة إذا كانت له أم لا.
تم إطلاق سراح السنوار ضمن أكثر من 1000 سجين فلسطيني في صفقة تبادل في عام 2011 مقابل جندي إسرائيلي واحد، جلعاد شاليط.
في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، في سلسلة من الهجمات المخطط لها بعناية، ألحق السنوار ورجاله أسوأ هزيمة بإسرائيل على الإطلاق، وصدمة جماعية لا تزال محسوسة بعمق.