الصحة العالمية توقف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
وسط التحذيرات من تفشي مرض شلل الأطفال في غزة، كانت هناك جهود متسارعة لتطعيم الأطفال لكن على ما يبدو فإن القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع أرجأ عمل المنظمات الإنسانية.
حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ الأربعاء بسبب “القصف الكثيف”.
وقالت المنظمة في بيان إن “الظروف الحالية.. تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمرا مستحيلا”.
قصف مكثف
وعزت منظمة الصحة العالمية هذا التأجيل إلى “تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر الانتقال الجماعي وغياب الهدن الإنسانية في غالب مناطق شمال قطاع غزة”.
وبدأت الحملة الثانية من التلقيح في 14 تشرين الأول/أكتوبر في وسط غزة، لتطعيم نحو 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء القطاع.
وبعد يومين طالبت منظمة الصحة العالمية إسرائيل بتمكينها من استكمال حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال بشكل آمن في غزة، خصوصا في شمال القطاع.
وبعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، وهي الوحيدة حتى الآن، في قطاع غزة منذ 25 عاما، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من أيلول/سبتمبر لمنع تفشي الوباء.
ويشهد قطاع غزة حربا بين حماس وإسرائيل اندلعت قبل أكثر من عام عقب الهجوم غير المسبوق للحركة على اسرائيل في 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023.
نجاح الحملة الأولى
وكانت وكالة الأونروا قد قالت سابقا إن الجولة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال نجحت في الوصول إلى تغطية تطعيم بنسبة 90 في المائة في جميع أنحاء القطاع، مؤكدة أن التحدي القادم سيكمن في توفير الجرعة الثانية التي ستكون مطلوبة في الأسابيع المقبلة.
من جانبه، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن أكثر من 560 ألف طفل دون سن العاشرة تم تطعيمهم ضد شلل الأطفال خلال الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة في سائر أنحاء غزة.
وفي منشور على منصة إكس، أعرب عن إعجابه بجميع الفرق الصحية التي شاركت في العملية المعقدة، مضيفا: “نحن ممتنون للغاية للعائلات على ثقتهم وتعاونهم”. وقال: “هذا نجاح هائل وسط واقع يومي مأساوي للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة. تخيلوا ما يمكن تحقيقه إذا توقف إطلاق النار”.
وقال أحمد صلاح، أحد مواطني شمال قطاع غزة، إن الجميع في المنطقة يحتاجون إلى مثل هذه الخطوات العملية مع انتشار سوء التغذية والمياه الملوثة. وأضاف: “منطقة شمال غزة بحاجة ماسة إلى الدعم في التطعيمات والغذاء والمياه والمأوى وجميع جوانب الحياة. الحياة لدينا شبه معدومة. نطالب المجتمع الدولي إلى الارتقاء إلى مسؤولياته تجاه أطفالنا وأطفال غزة”.