وفد من حماس في القاهرة ورئيس الموساد يزور الدوحة لبحث استئناف وقف حرب غزة
أعلن مسؤول في حماس أنّ وفدا من الحركة ناقش في القاهرة الخميس مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار في غزة، مؤكدا “جاهزية” الحركة لوقف القتال إذا التزمت إسرائيل وقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.
وقال المسؤول في الحركة طالبا عدم نشر اسمه إنّ “وفدا قياديا من الحركة وصل إلى القاهرة حيث اجتمع مع المسؤولين المصريين، وتمت مناقشة افكار واقتراحات تتعلق باستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
وشدد المسؤول على أنّ “حماس أبدت جاهزية لوقف النار، لكن المطلوب التزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات”.
في المقابل، يتوجه رئيس الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية (الموساد) الأحد الى الدوحة لبحث استئناف المفاوضات بهدف الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة حيث قتل 770 فلسطينيا خلال أقل من ثلاثة أسابيع في العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد حماس، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن رئيس الموساد ديفيد برنياع سيتوجه الى الدوحة “للقاء رئيس السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية) بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري”.
وأضاف البيان أن “الأطراف سيناقشون مختلف الخيارات لاستئناف المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس”.
وقال منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة في بيان “نطلب أن يمنح رئيس الوزراء الاسرائيلي فريق المفاوضين كل السلطة للتوصل الى هذا الاتفاق. الوقت ينفد بالنسبة الى الرهائن”، مطالبا “القادة الدوليين بممارسة أكبر قدر من الضغط على حماس لتقبل بهذا الاتفاق وتضع حدا للكارثة الانسانية”.
ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات فيما تخوض إسرائيل حربا على جبهة مزدوجة، ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يزور قطر إنه يتوقع أن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة في غزة التي تشهد حربا اندلعت اثر هجوم نفذته حركة حماس في اسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت قطر عن اجتماع مرتقب مع المفاوضين الأمريكيين والإسرائيليين في الدوحة، وأوضح رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الاتصالات تجددت مع حماس بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في عملية إسرائيلية جنوب قطاع غزة في 16 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تعلق الحركة على هذا الإعلان.
وجرت آخر جولة من المفاوضات لإرساء هدنة في غزة في آب/أغسطس، وباءت بالفشل على غرار سابقاتها.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرحب باستعداد مصر للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.
قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ترى واشنطن في مقتل يحيى السنوار الذي كانت تعتبره عقبة أمام المفاوضات، فرصة لإنهاء الحرب، على الرغم من المخاوف بهجوم اسرائيلي على إيران ردا على إطلاقها صواريخ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
بعد أكثر من عام على بدء الحرب، يشنّ الجيش الإسرائيلي منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر هجوما جديدا على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلا خلال 19 يوما، بحسب الدفاع المدني.
وخلال قمة مجموعة بريكس المنعقدة في مدينة قازان الروسية، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إسرائيل بالتخطيط “لإفراغ” قطاع غزة من سكانه و”خاصة الآن في شمال قطاع غزة”.
في وسط القطاع، قُتل 17 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تم تحويلها إلى ملجأ للنازحين في مخيم النصيرات، حسبما أعلن الدفاع المدني الخميس.
وأوقع هجوم حماس 1206 قتلى، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
ومن بين 251 شخصا خطفوا، لا يزال 97 في غزة، وأعلن الجيش أن 34 منهم في عداد الموتى.
وردا الهجوم توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، وشنت هجوما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 42847 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
كما تسببت الحرب في نزوح جميع سكان القطاع المحاصر البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين يستعدون لشتاء ثانٍ في ظل ظروف إنسانية كارثية مع نقص في الغذاء والدواء والمأوى.