استهداف صحافيين بغارة إسرائيلية على حاصبيا في جنوب لبنان
أدّت غارة إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح الجمعة إلى مقتل ثلاثة على الأقل من العاملين في وسائل الإعلام كانوا يقيمون في بيت ضيافة يقيم فيه العديد من المراسلين الآخرين في حاصبيا بجنوب لبنان.
وكان من بينهم مصور ومهندس يعملان لصالح قناة الميادين الموالية لإيران ومصور يعمل لصالح قناة المنار التابعة لحزب الله. وأفادت “الميادين” عن “مقتل المصور في القناة غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا”، فيما أعلنت “المنار” عن “مقتل المصور في القناة وسام قاسم في حاصبيا.
وقال مراسلون آخرون في مكان الحادث إن بيت الضيافة الذي كان ينام فيه أعضاء تلك الوسائل الإعلامية المحددة كان مستهدفًا بشكل مباشر. في حين أشارت المعلومات إلى أن الصحافيين الآخرين المتواجدين في تلك النقطة والتابعين لوسائل إعلام عديدة، محلية أو دولية، لم يصابوا بأي أذى على الرغم من سقوط بيوت الضيافة فوق رؤوسهم، والدمار الذي لحق بالمباني.
ويروي بعض الصحافيين أنهم وفيما كانوا نياماً فجر الجمعة سمعوا صوت الانفجار ودوي الاستهداف، مشيرين إلى أن نحو 7 فرق من الصحافيين لجأوا إلى حاصبيا وبيوت الضيافة تلك بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء منطقتي مرجعيون وإبل السقي منذ أكثر من أسبوعين.
وبعد الغارة، خرج صحافيون في رسائل مباشرة قائلين إن الدروع الواقية والخوذ وشارات “الصحافة” التي كانوا يحصرون على ارتدائها للحفاظ على سلامتهم وحياتهم، “لم تعد تفيد بشيء” بحسب تعبيرهم.
وقال محمد فرحات، مراسل قناة الجديد اللبنانية، لرويترز “سمعنا الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض للغاية – وهذا ما أيقظنا – ثم سمعنا الصاروخين”.
وقال إن العديد من البنغلات (bungalow) تضررت. وأظهرت لقطاته سيارات مقلوبة ومتضررة، بعضها مكتوب عليها “صحافة”.
وقال فرحات “كنا نغطي من هناك لمدة شهر تقريبا دون أن يحدث أي شيء. لا أعرف حتى كيف خرجت من تحت الأنقاض”.
واعتبر وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري أن ما حصل هو “اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم، إذ كان في المكان ١٨ صحافياً يمثلون ٧ مؤسسات إعلامية. ” وقال: هذه جريمة حرب. الرحمة للشهداء غسان نجار، محمد رضا ووسام قاسم والعزاء لعائلاتهم، ولمؤسساتهم تحديداً قناة الميادين والمنار”.
انتظر العدو الاسرائيلي استراحة الصحافيين الليلية لكي يغدر بهم في منامهم، وهم لم يتوقفوا خلال الأشهر الماضية عن تغطية الخبر في الميدان ونقله كشفاً عن جرائمه الموصوفة.
هذا اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم، إذ كان يتواجد في المكان ١٨ صحافياً يمثلون ٧ مؤسسات إعلامية.
هذه…— Ziad T. Makary (@ZiadMakary) October 25, 2024
من جهتها، وصفت نقابة المصورين الصحافيين الحادثة بأنها “مجزرة جديدة مماثلة لاستهداف إسرائيل منذ اشهر الزملاء فرح عمر وعصام عبدلله وربيع معماري. وبعد امعانه في قتل أهلنا وزملائنا في غزه ولبنان، ارتكب فجر اليوم جريمة واستهدف الطواقم الإعلامية”.
وأكّدت أن “الاعتداءات الإسرائيلية لن تنجح في تحقيق أهدافها، فالطواقم الإعلامية مستمرة في توثيق إجرام العدو الاسرائيلي ونقله للعالم لإدانته وفضح جرائمه”، وشددت على أن “هذه الاعتداءات ستضاعف عمل الطواقم الإعلامية لنقل حقيقة خرق العدو للقوانين الدولية من دون أي تراجع”.
ورأت النقابة أن “اعتداء اليوم يؤكد أن العدو يحاول النيل من وسائل الإعلام لإخفاء جرائمه، وعلى الرغم من التزام وسائل الاعلام بكل القوانين إلا ان العدو لم يلتزم يومًا بها وها هو يتعرض للطواقم الاعلامية خلافًا للقوانين الدولية”.
وتجدر الإشارة إلى أنه قُتل خمسة صحفيين في ضربات إسرائيلية سابقة في لبنان أثناء الصراع، بمن فيهم الصحفي البصري في رويترز عصام عبد الله.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إنه حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول، أظهرت تحقيقاتها الأولية مقتل 128 على الأقل من العاملين في وسائل الإعلام منذ بدء حرب غزة، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات في عام 1992.
ومن بين هؤلاء، كان هناك 123 فلسطينيًا وإسرائيليان وثلاثة لبنانيين.
بعد شهر من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله المدعوم من إيران، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة من أن “هذا لا يمكن أن يؤدي، ولا ينبغي أن يؤدي، إلى حملة مطولة”.
وقال بلينكن أيضًا إنه يأمل أن تتلقى إيران الرسالة بأن المزيد من الهجمات على إسرائيل من شأنه أن يعرض مصالحها للخطر. تعهدت إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي إيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
يأتي هذا في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر إحياء محادثات وقف إطلاق النار.