تجار المخدرات ييستغلون الفوضى على الحدود اللبنانية السورية

كانت وما تزال سوريا مرتعا لتجار المخدرات.. تصنيع وبيع وتهريب إلى دول الجوار.. واليوم ساهمت الفوضى على الحدود السورية اللبنانية في تغذية هذه التجارة ورفع سعر المنتج المحظور.

وأفادت شبكة “السويداء 24“، نقلاً عن مصادر خاصة، بأن عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى سوريا شهدت ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة للتصعيد الإسرائيلي في لبنان والفوضى على الحدود، التي استغلها تجار ومهربو المخدرات المرتبطون بـ”حزب الله”.

وأضافت المصادر أن الأسابيع الأخيرة شهدت تدفقاً كبيراً للمخدرات إلى سوريا، كما ارتفعت أسعار بعضها بنسبة 100%، فقد وصل سعر حبة الكبتاغون في سوريا إلى 5000 ليرة سورية بعد أن كان 2500، ويعود هذا الارتفاع إلى حاجة “حزب الله” المتزايدة للمال.

الفوضى والضربات الإسرائيلية.. ترفع أسعار المخدرات في سوريا وتكثف عمليات التهريب

تعد منطقتا بعلبك والهرمل مركزين رئيسيين لإنتاج الكبتاغون وزراعة الحشيش، وتتعرضان بشكل مستمر لقصف إسرائيلي مكثف نظراً لوقوعهما تحت نفوذ الحزب. هذا النفوذ يوفر حماية شاملة لمصانع ومهربي المخدرات في الجانب اللبناني.

مخازن جديدة

وبحسب مصادر الشبكة، فإن معظم شحنات المخدرات الأخيرة يتم تهريبها عبر جرود عرسال في لبنان باتجاه القلمون الغربي في سوريا، ثم تُنقل وتحظى بحماية “الفرقة الرابعة” إلى مدينة الضمير في ريف دمشق.

ومن مدينة الضمير، تُنقل المخدرات إلى منطقة “الحرّة” في البادية السورية، حيث تُخزن في غرف تحت الأرض جرى تجهيزها مؤخراً، بعد أن أبدى المهربون تخوفهم من تخزينها في البيوت والمزارع نتيجة للضربات الأردنية.

وتقع المخازن الجديدة للمخدرات في منطقة الحرّة التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود السورية الأردنية. وتتوزع هذه المخازن بشكل غير منتظم في المنطقة، ويشرف عليها سكان محليون لإعادة تهريبها لاحقاً إلى داخل الأردن.

ورجحت المصادر زيادة عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يُعتبر “الموسم المثالي” إذ يستغل المهربون الأجواء الضبابية، مما يعيق مراقبة الحدود.

الفوضى والضربات الإسرائيلية.. ترفع أسعار المخدرات في سوريا وتكثف عمليات التهريب

طرق تهريب متعددة

تشير تقارير إلى أن النظام السوري وشبكات في لبنان مرتبطة بميليشيا “حزب الله”، تدير عمليات إنتاج وتهريب المخدرات في المنطقة.

وعلى مدى السنوات الماضية وبالتدريج، حوّل النظام السوري البلاد إلى “دولة مخدرات”، إذ كان يصدر حبوب الكبتاغون عبر طرق التهريب وأكف الحشيش إلى الجيران، وقد وصلت شحناته إلى دول أوروبية ودول خليجية.

وصدرتْ تقارير كثيرة سلطت الضوء على حجم هذه التجارة والعائد المادي على خزينة نظام الأسد، وحاولت الدول المجاورة محاربة هذا الأمر ولكن لم يكن هناك تغيّر جذري.

وسبق أن قالت الحكومة البريطانية إن 80 في المئة من إنتاج “الكبتاغون” في العالم يصدر من سوريا، وإن ماهر الأسد يشرف شخصيا على هذه التجارة العابرة إلى الخارج.