قوة إسرائيلية تنفذ إنزالا بحريا في البترون وتختطف شخصا تقول إنه مسؤول بحزب الله
لا تزال تفاصيل عملية الإنزال البحري التي اختطفت خلالها قوة إسرائيلية رجلا في مدينة البترون شمال لبنان تتكشف ساعة بعد أخرى، بعدما كشفت وسائل إعلام محلية ومصادر إسرائيلية معلومات جديدة متعلقة بالعملية.
وفي حين زعمت وسائل الإعلام العبرية أن المختطف ويدعى عماد أمهز هو مسؤول في العمليات البحرية لـ”حزب الله“، نفت مصادر الحزب الخبر، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية، مشيرة إلى أن “ليس لدينا معلومات عن مسؤول بالحزب يدعى عماد فاضل أمهز”.
وأوضح مصدر عسكري لبناني أن “المخطوف في الإنزال على البترون لا ينتمي الى البحريّة اللبنانيّة ولا إلى جهاز أمني”، مؤكدا أن “التحقيقات جارية لتحديد أسباب الخطف ونشاط المخطوف”.
وأشارت الوكالة إلى أن أمهز كان يخضع لدورة قبطان في مدرسة العلوم البحرية في البترون التابعة لوزارة الاشغال والنقل ونفت المعلومات عن أنه ضابط في الكلية البحرية.
في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن قوات كوماندوز بحرية إسرائيلية “اعتقلت عنصرا رفيعا في حزب الله” في مدينة البترون الساحلية في شمال لبنان ونقلته إلى الدولة العبرية للتحقيق معه.
وصرّح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “خلال عملية خاصة بقيادة شاييطت 13 في بلدة البترون اللبنانية، تم اعتقال عنصر رفيع في حزب الله”.
وأضاف المسؤول أن الرجل “تم نقله إلى الأراضي الإسرائيلية” وهو “يخضع للتحقيق حاليا”.
وتابع أنه يعتبر “خبيرا في مجاله” وتتولى استجوابه وحدة في الاستخبارات العسكرية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
في وقت سابق، أفاد مصدر عسكري لبناني لوكالة فرانس برس أن “فرقة بحرية” خطفت “مدنيا” لبنانيا وأن التحقيق جار لمعرفة ملابسات الواقعة.
وأشار مصدر قضائي لبناني بأصابع الاتهام إلى فرقة “كوماندوز إسرائيلية”.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن “أهالي المنطقة أفادوا بأنّ قوة عسكرية” قامت بتنفيذ “عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون”، على بعد نحو خمسين كيلومترا شمال بيروت.
وأضافت أن القوة “انتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيا كان موجودا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر”.
كذلك، أفاد مصدر مطلع على الملف بأنّ الرجل المختطف كان يتدرّب في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا (مرساتي) وهو في الثلاثينات من عمره، موضحا أنّه كان في المراحل التعليمية الأخيرة قبل حصوله على شهادة قبطان بحري.
وأضاف أنّه يتردّد إلى المعهد منذ فترة طويلة في إطار دراسته، مشيرا إلى أنه كان يقيم في السكن الجامعي.
من جهته، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق ما جاء في بيان لمكتبه أوضح أن الجيش وقوة اليونيفيل يجريان تحقيقات في الموضوع.
وظلت مدينة البترون ذات الغالبية المسيحية إلى الآن في منأى من القصف الإسرائيلي المدمّر الذي يستهدف بشكل رئيسي معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، أسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل أكثر من 1900 شخص، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 37 عسكريا قتلوا في لبنان منذ بدأ العمليات البرية في 30 أيلول/سبتمبر.