اليونيسف: كل طفل في لبنان بحاجة إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار
مع تصاعد الأعمال الحربية بين حزب الله وإسرائيل منذ سبتمبر/أيلول الماضي، قُتل أكثر من 3100 شخص ، بما في ذلك 200 طفل في لبنان، بحسب تقرير لمكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في لبنان.
وجاء في بيان اليونيسف المنشور على منصة “إكس”: “الهجمات المروعة التي شهدها لبنان يوم الأحد أودت بحياة 7 أطفال إضافيين، ليرتفع العدد إلى أكثر من 200 طفل”.
وأكّد البيان أنه “بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجب أبداً أن يكون الأطفال أهدافاً، حمايتهم هي التزام قانوني”.
وبحسب مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة اللبنانية منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، أصيب أكثر من 14 ألفا شخص نتيجة القصف الجوي والهجمات المدفعية.
تأثيرات بدنية وعاطفية مدمرة
أكّدت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن “الحرب الجارية في لبنان قَلبت حياة الأطفال رأساً على عقب، وتسبّبت في العديد من الحالات بإصابات بدنية شديدة وندوب عاطفية عميقة”.
وتحدّثت في بيان عن أن ثمة آلاف الأطفال الذين نجوا من القصف المستمر منذ أشهر عديدة ولم يُصابوا بأذى بدني يعانون الآن من إجهاد نفسي حاد من جراء العنف والفوضى المحيطَين بهم.
وقالت: يُظهر الأطفال في جميع أنحاء لبنان علامات مثيرة للقلق من الإجهاد العاطفي والسلوكي والبدني.
وأضافت: وقد التقت فرق اليونيسف بأطفال يكابدون مشاعر خوف طاغية وقلقاً متزايداً، بما في ذلك القلق من الانفصال عن ذويهم، والخشية من فقد أحبائهم، كما يُظهرون علامات على الانعزال والعدوانية وصعوبة التركيز.
وأشارت راسل إلى أن العديد منهم يعاني من اضطراب النوم، والكوابيس، والصداع، وفقدان الشهية. وقالت: وإذ يُحرم العديد من الأطفال من الأمان والاستقرار والدعم الذي توفره المدارس، فإنهم يخسرون الأماكن التي يحتاجونها للعب والتعلّم والتعافي.
وفي السياق، شددت على أن الحرب تؤدي إلى تمزيق البيئات الآمنة والراعية التي يحتاجها الأطفال، موضحةً أنه عندما يُجبر الأطفال على تحمّل فترات ممتدة من الإجهاد الناجم عن الصدمة، فإنهم يتعرضون لأخطار صحية ونفسية شديدة، ويمكن أن تستمر تبعات ذلك مدى الحياة.
وبحسب راسل، تعمل اليونيسف في الميدان لتوفير الدعم النفسي الطارئ لآلاف الأطفال والقائمين على رعايتهم، وقد وفّرت منذ 23 أيلول/ سبتمبر 2024 إسعافاً نفسياً إلى أكثر من 9,600 من الأطفال والقائمين على رعايتهم، كما قدّمت دعماً مجتمعياً لزهاء 10,000 طفل.
وأكّدت أنه لا يمكن أن يبدأ التعافي الحقيقي إلا عندما ينتهي العنف، لافتةً إلى أن الأطفال في لبنان يحتاجون إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ليتمكنوا من الحصول على الخدمات الأساسية بأمان وليبدؤوا بالتعافي من صدمة الحرب. وقالت: “يجب أن نعمل الآن على منع إصابة أو قتل أي أطفال آخرين، وأن نحمي مستقبل كل طفل في لبنان”.