تركيا تمنح سوريا الفرصة الأخيرة من أجل إعادة العلاقات
مستقبل التطبيع أو عودة العلاقات بين سوريا وتركيا مرهون بعدة أمور، لم تستطع الأطراف المتبنية للمصالحة حلها، وما تزال تركيا تدعو لإعادة العلاقات ولعقد لقاء بين أردوغان والأسد الذي يرى أنه لا داع لمثل هذا اللقاء طالما أنه لن يبنى على نتائج.
شرط سوريا للتطبيع متمثل بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا قبل أي اتفاق مع تركيا.
أما تركيا فقد أكدت عبر وزير دفاعها يشار غولر، أن قوات بلاده لن تنسحب من سوريا، إلا بشرط أيضا.
شروط معقدة
أضاف غولر في مقابلة مع قناة تلفزيونية، بأن بلاده أوضحت مرارا أنها لا تملك أي نوايا للانسحاب، وكشف عن شرط لهذا الأمر، وهو أن تركيا تشترط انضمام قوات المعارضة السورية المتمركزة شمال البلاد، لتصبح جزءاً من الجيش السوري ومستقبل سوريا.
ورأى أن هذا الشرط إيجابي من وجهة نظره بالنسبة للأسد، خصوصا أنه لا سيطرة للجيش السوري على مناطق الشمال، وفي حال تم تنفيذ الشرط التركي فإن هؤلاء السوريين سيبقون جزءا من بلادهم.
أما فيما يتعلق بلقاء الأسد وأردوغان ودعوة الرئيس التركي المتكررة للقاء الأسد، فاعتبر غولر أن “على الأسد استغلال الفرصة لإنقاذ بلده الممزق”، على حد تعبيره.
وتابع أن العرض التركي فرصة للتحول نحو السلام في الشرق الأوسط الذي أصبح بؤرة للصراعات، معتقداً أن “الأسد سيُحسن استغلالها”.
لافرنتيف يوضح
وبشأن التطبيع التركي مع النظام السوري واحتمال انسحاب القوات التركية من سوريا، أكد ألكسندر لافرنتيف مبعوث روسيا الخاص إلى سوريا، مدى تعقيد هذه المسألة فمن جهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد عبّر عن استعداده عدة مرات للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد.
لكن في المقابل فإن إجراء لقاء كهذا يقابله مجموعة من العوائق بينها عدم استعداد أنقرة لتحديد موعد الانسحاب من الأراضي السورية بحسب المسؤول الروسي.
وتابع أن الجانب التركي يشير إلى أنّ الوقت الحالي ليس مناسبا للانسحاب، وأضاف أن نقاش هذه المسألة ومسائل أخرى ستساعد في الدفع بالتطبيع التركي مع النظام السوري.
وأكمل: “كيف يمكن لرئيس النظام السوري أن يلتقي مع شخص من دون نتائج مرئية لهذا اللقاء”. وتابع: “المسألة معقدة ولكننا نعمل على هذا الموضوع”.
وأضاف أن بوتين يرى مسألة التطبيع التركي مع النظام السوري “يجب أن تكون ضمن الأولويات وهي كذلك”.
دعوات تركية
تأتي هذه التطورات عقب أسابيع من دعوات تركية لحلحلة الملف مع الأسد، واستئناف العلاقات، إذ دعا الرئيس التركي نظيره السوري مرارا لزيارة بلاده أو عقد اجتماع مشترك ينهي القطيعة.
كما أعلن عن رغبته بفصل جديد في العلاقات التركية السورية.
بالمقابل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية عبر انسحاب القوات التركية من المناطق التي سيطرت عليها.