فصائل المعارضة سيطرت على ريف حلب الغربي بعد معارك لأكثر من 36 ساعة متواصلة
أعلنت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على كامل المنطقة الإدارية لريف حلب الغربي، بعد يومين من إطلاق عمليتها “ردع العدوان” ضد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وقال المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في المعارضة المسلحة حسن عبد الغني، إن الفصائل سيطرت بشكل كامل على ريف حلب الغربي بعد معارك “عنيفة” ضد قوات النظام استمرت لأكثر من 36 ساعة متواصلة.
وذكر عبد الغني اليوم، الجمعة 29 من تشرين الثاني، أن الوحدات المختصة بإزالة الألغام لا تزال تكمل عمليات نزعها وتأمين المناطق المسيطر عليها من مخلفات الحرب، وحتى الانتهاء من ذلك سيبقى ريف حلب الغربي منطقة عسكرية مغلقة.
وأطلقت فصائل عسكرية، الأربعاء 27 من تشرين الثاني، عملية “ردع العدوان” التي سيطرت فيها على قرى وبلدات بريفي حلب الغربي وإدلب الشرقي، وأصبحت على مشارف مدينة حلب وقطعت الطريق الدولي “M5”.
وأسفرت المعارك في شمال سوريا حيث تشن مجموعات مسلّحة هجوما واسع النطاق ضد قوات النظام، عن مقتل 242 شخصا على الأقل منذ الأربعاء، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد أفاد في حصيلة سابقة بمقتل حوالى 200 شخص، معظمهم من المسلّحين.
ووصل مقاتلو هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها الجمعة إلى مشارف حلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية” الخاضعة لسلطة النظام مضيفا أنه “إذا تمكن المتمردون من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب النظام في المنطقة منذ خمس سنوات”.
وأوضح أن المسلّحين “سيطروا الآن على نحو 50 بلدة وقرية” في محافظتي إدلب وحلب، لافتا إلى أنه “من الغريب أن نرى قوات النظام تتلقى ضربات قوية كهذه رغم الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية”.
وفي محور جنوب شرقي إدلب، سيطرت فصائل المعارضة على كفر بطيخ ومعمل الزيت وداديخ وجوباس وميزناز وكفر داعل والبرقوم وبابيص وبشقاتين وباشنطرة والكسيبية والأربيخ.
وكانت “إدارة العمليات العسكرية” أغلقت، الخميس، المناطق التي سيطرت عليها الفصائل حتى إشعار آخر، لضمان إزالة الألغام والمخلفات العسكرية.
واستطاعت الفصائل خلال العمليات في ريف حلب الغربي وإدلب الشرقي اغتنام 27 دبابة وست عربات مدرعة من نوع “BMP” وثلاثة مدافع هاون، وخمسة رشاشات مضادة للطيران من عيار 23 ملمترًا، ومستودع صواريخ “كورنيت” المضادة للدروع، وست سيارات “زيل” عسكرية، بحسب عبد الغني.
ودمرت الفصائل أربع راجمات صواريخ ودبابة وسيارة محملة بالعناصر، كما دمرت “كتائب شاهين”، المتخصصة بإدارة عمل الطائرات المسيّرة خلال “ردع العدوان”، طائرتين مروحيتين في مطار “النيرب”، وقتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والميليشيات الرديفة.
بالمقابل، شن طيران النظام وروسيا غارات جوية استهدف خلالها مناطق سكنية في ريفي إدلب وحلب، إلى جانب قصف مدفعي وصاروخي ما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين، وفق “الدفاع المدني السوري، أحدثها غارات جوية على الأتارب أدت إلى مقتل 11 مدنيًا وإصابة 5 آخرين.
وطلب “الدفاع المدني” من الأهالي فض التجمعات والتخفيف من التنقل.
كما شهدت مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق في إدلب محاذية لخطوط جبهات القتال نزوحًا إلى مناطق أكثر أمنًا داخل مناطق الشمال السوري، قبيل بدء العمليات العسكرية.