طائرات حربية تشن غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2016

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت سيطرة فصائل المعارضة على “غالبية مدينة حلب” في شمال سوريا، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.

وقال المرصد إن فصائل المعارضة “سيطرت على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون”.

للمرة الأولى منذ 2016.. غارات جوية على حلب وغالبية المدينة بقبضة فصائل المعارضة

كذلك افاد المرصد أن “طائرات حربية روسية شنت بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016”.

وأوضح أنّ “الغارات الروسية استهدفت حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة”.

وقال إن “محافظ حلب وقيادات الشرطة والأفرع الأمنية انسحبوا من وسط المدينة”.

ودخلت مجموعات مسلّحة الجمعة مدينة حلب، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد.

وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.

وأودت العمليات العسكرية بحياة 311 شخصا، وفق المرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم مدنيون قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.

ويعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام، أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.

للمرة الأولى منذ 2016.. غارات جوية على حلب وغالبية المدينة بقبضة فصائل المعارضة

ومنذ بدء العملية، أحصت وسائل إعلام أكثر من 40 نقطة سيطرت عليها فصائل المعارضة، معظمها في ريف حلب الغربي، المحور الرئيس لمعارك “ردع العدوان” نستعرض أبرزها فيما يلي.

“البحوث العلمية”

من بين المواقع المهمة التي سيطرت عليها الفصائل، الجمعة، مبنى “البحوث العلمية” غربي حلب.

ولا يفصل عن “البحوث العلمية” ومباني أحياء حلب الجديدة سوى بضعة أمتار.

ومهدت السيطرة على “البحوث العملية” لدخول الفصائل إلى أحياء حلب الغربية، إذ أعلنت توغلها في الحمدانية وحلب الجديدة.

وليست المرة الأولى التي تسيطر فيها فصائل المعارضة على مجمع مبنى “البحوث العلمية”، إذ سبق واستولت عليه في تموز 2015، في إطار عملياتها للدخول إلى أحياء حلب الغربية.

للمرة الأولى منذ 2016.. غارات جوية على حلب وغالبية المدينة بقبضة فصائل المعارضة

خان العسل

تقع بلدة خان العسل التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، الخميس، على مشارف مدينة حلب، وخلال السنوات الـ13 الماضية، تبادلت أطراف النزاع السيطرة على بلدة خان العسل.

وبدأت فصائل المعارضة محاولة السيطرة على البلدة في تشرين الثاني 2012، بالتزامن مع دخول فصائل “الجيش الحر” إلى الأحياء الشرقية، أواخر تموز من نفس العام.

وبعد معارك ضد فصائل المعارضة، سيطر النظام على البلدة في 2020، كما استولى على بلدات أخرى في ريف حلب الغربي، حتى عادت إلى خارطة سيطرة الفصائل بعد أربع سنوات.

وتعرضت المدينة لهجوم بالسلاح الكيماوي، وتبادل الطرفان (النظام والمعارضة) الاتهامات حول منفذ الهجوم، إلا أن تقارير للأمم المتحدة في آذار 2014 نقلتها “رويترز” قالت إن الهجوم “على ما يبدو مصدره مخزونات الجيش السوري”.

خان طومان

بعد سيطرة فصائل المعارضة على بلدات الزربة وزيتان وخلصة، أعلنت عن سيطرتها على بلدة خان طومان جنوب غربي المدينة.

وتعد خان طومان من أهم المناطق الاستراتيجية في المنطقة، وتضم مستودعات كانت سيطرت عليها فصائل المعارضة في آذار 2013.

وكانت مدفعية قوات النظام المتمركزة فيها تستهدف بلدات الريف الغربي بشكل مستمر، بعد سيطرتها في 2016.

الحاضر

تعتبر بلدة الحاضر بوابة خان طومان الجنوبية، ومعقل الميليشيات الإيرانية.

سيطرت عليها فصائل المعارضة، الجمعة، بعد ثلاثة أيام على بدء “ردع العدوان”.

وكانت قوات النظام سيطرت على بلدة الحاضر في تشرين الثاني 2015، بدعم من ميليشيات إيرانية نشطت في تلك الفترة، بعد أن كانت بقبضة فصائل المعارضة منذ كانون الأول 2012.

وكانت عدة ميليشيات إيرانية أو مدعومة من طهران ساندت النظام في معاركه بريف حلب الجنوبي والجنوب الغربي، على رأسها “حركة النجباء”.

“الفوج 46”

يشكل “الفوج 46” أهمية لكلا طرفي الصراع في سوريا، فهو من أكبر القطع العسكرية مساحة في المنطقة.

سيطرت فصائل المعارضة على “الفوج 46” لأول مرة في أواخر 2012، بعد معارك ضد قوات النظام، ثم خسرته في 2020، حتى عاد إلى خريطة سيطرة المعارضة في اليوم الأول من عملية “ردع العدوان”، في 27 من تشرين الثاني الحالي.

وخلال فترة سيطرة النظام على “الفوج 46” قبيل بداية العمل العسكري لفصائل المعارضة، بين 2020 و2024، اتخذه لقصف مناطق محيطة بالفوج، أبرزها بلدة الأتارب.