مطار حلب الدولي ومطارات عسكرية تحت سيطرة الفصائل
الساعة في سوريا تسير بشكل متسارع.. فالدقيقة على الأرض تحمل الكثير من المتغيرات، دقائق ما بين النصر أو الموت، فمنذ أيام كانت مدينة حلب تنعم بنوع من الهدوء، وسط أسواقها، وأحيائها التي ما تزال تحمل آثار الدمار، وشظايا الرصاص والقذائف التي حفرت على جدرانها، في ظل سعي الحكومة السورية لإعادة ترميم المدينة العريقة، خاصة قلعتها الصامدة منذ آلاف السنين ومسجدها الكبير الذي يحمل اسم المسجد الأموي، وسوقها الشهر الأثري “سوق المدينة” الذي حرق بأكلمه إبان اقتحام المدينة في وقت سابق،، ولكن الدقائق التي تلت هذا المشهد كانت كفيلة بإعادته إلى الوراء لعشرات السنين، بعد أن اقتحمت قوات هيئة تحرير الشام “النصرة سابقا” المدينة، دقائق معدودة فر فيها جنود الجيش السوري، لتحل محلهم تلك القوات معلنة سيطرتها الفعلية على المدينة.
هل ستستخدم المعارضة الطائرات التي استولت عليها؟
قبل الخوض والتعريف بالمطارات العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة السورية، والإشارة إلى طبيعة وانتماء تلك الفصائل، أوضح أن هذه المطارات بما فيها من طائرات، ربما تستخدم لضرب مواقع الجيش السوري.
محمد صحفي سوري معارض عاش حياته مهجرا من في إدلب بعد أن اعتقل في حلب لعدة أشهر بسبب إطلاقه شعارات معارضة، قال لأخبار الآن: إن الفصائل السورية المعارضة أحكمت سيطرتها على عدد من المطارات العسكرية التي كانت تنطلق منها الطائرات المحملة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، والتي كانت تستهدف المدنيين خلال السنوات الماضية، واليوم أصبحت تحت سيطرة الثوار.
مبينا أن بعضا من تلك الطائرات ما تزال تعمل، والبعض الآخر بحاجة إلى صيانة، مع الإشارة إلى السطرة على كميات كبيرة من الصواريخ والذخيرة وقطع الغيار لتلك الطائرات.
وحول سؤالنا ما إذا كانت الفصائل سوف تستخدم هذا الطائرات أجاب محمد: إلى هذه اللحظة لم تصدر أية أوامر حول استخدام الطائرات، خاصة وأن النظام السوري ربما يستهدفها عاجلا أم آجلا، والسبب الآخر أن قوات ردع العدوان تمتلك عددا كبيرا من الطائرات المسيّرة والتي يكون تأثيرها أكبر على النظام.
إضافة إلى عدم وجود طيارين متدربين بشكل جيد في صفوف المعارضة، ومن كانوا في السابق في سلاح الجو السوري، فهم لم يركبوا هذا الطائرات منذ ما يزيد عم 8 سنوات.
مطارات خارج الخدمة
عمليتا فجر الحرية وردع العدوان، انطلقتا في وقت متزامن فالأولى عملية مدعومة من تركيا بشكل مباشر، الهدف منها تحرير المدن القريبة من الحدود التركية من سيطرة الأكراد الذين يشكلون مصدر قلق لأنقرة.
والثانية خاضها جيش أبو محمد الجولاني لإعادة النازحين والمهجرين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها.
لكن المتغييرات على الأرض شهدت انسحابا مفائجا للجيش السوري تاركا خلفة مقارا عسكرية، مليئة بالأسلحة والذخيرة، فضلا عن مطارات عسكرية أصبحت الآن خارج الخدمة، أو تحت تصرف الفصائل المسلحة بما فيها طائرات ميغ الروسية، وأنظمة الدفاع الجوي، وأسلحة وعتاد.
مطار منغ العسكري
فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا أعلنت سيطرتها على مطار “منغ” العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، ليكون أحد أهم المطارات التي تقع تحت قبضتها، السيطرة تمت من خلال “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا.
ويقع “منغ” قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وهو عسكري ومخصص للمروحيات ويضم مدرجين طول الواحد منهما 1.2 كيلومتر.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت عليه وخسرته عام 2016 لصالح الجيش السوري و”الوحدات” الكردية.
مطار منغ العسكري الذي تم تحريره اليوم من قبل الجيش الوطني الحر pic.twitter.com/zpOiXYgIin
— ها.. ما..ن.. (@Almdenaoomo) December 1, 2024
مطار كويرس العسكري
الإدارة العسكرية لعملية “فجر الحرية” وكما قلنا هذه العملية تضم فصائل مدعومة من تركيا أعلنت سيطرتها على الكلية العسكرية ومطار كويرس العسكري بما فيه من أسلحة وذخائر وقطع منظومة الدفاع الجوي.
ويقع كويرس إلى الشمال الشرقي من بلدة كويرس بريف حلب الشرقي، ويضم مدرجا أساسيا و10 حظائر للطائرات.
هذا المطار في الأساس كان لغرض التعليم والتدريب، ولكن مع بداية تحول التظاهرات في سوريا بعد عام 2011 إلى نزاع مسلح، بدأ جيش النظام يستخدم مطار كويرس العسكري لإقلاع الطائرات الحربية لقصف مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي عام 2012.
فصائل الجيش الحر في ذلك الوقت شنت عددا من الهجمات على المطار في محاولة للسيطرة عليه واشتبكت مع الحماية العسكرية التابعة لنظام الأسد، وفي 21 كانون الأول/ديسمبر 2012 تمكنت الفصائل من حصار المطار بشكل كامل.
في 27 نيسان/أبريل 2013 اقتحمت فصائل الجيش الحر كتيبة الدفاع الجوي في المطار وسيطرت عليها، لكنها لم تنجح في السيطرة على المطار، وحتى بدايات عام 2014 حاولت الفصائل عدة مرات السيطرة على المطار بشكل كامل عبر عدد من المعارك دون أن تنجح في ذلك، حيث استهدفت المطار خلال تلك العمليات بعدد من الصواريخ والقذائف محلية الصنع.
مطار أبو الظهور
يعتبر ثاني أكبر قاعدة جوية في شمال سوريا بعد مطار تفتناز، وسبق أن سيطرت عليها الفصائل المسلحة وخسرته في يناير 2018 بعد عمليات عسكرية واسعة شنتها قوات النظام السوري.
ويتمتع المطار بموقع استراتيجي حيث أنه يقع بين ثلاث محافظات هي حلب وحماة وإدلب، ومساحته بلغ نحو 16 كيلو مترا مربعا، كما يعتبر مدخلا إلى البادية من جهة الشرق.
وكان المطار العسكري نقطة ارتكاز مهمة في العمليات العسكرية في المنطقة.
وسيطرت عليه قوات عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها قوات هيئة تحرير الشام.
مطار حلب الدولي
هذا المطار الذي كان يخرج عن الخدمة بين حين وآخر بسبب القصف الإسرائيلي بذريعة هبوط طائرات إيرانية، تحمل أسلحة وذخائر للجيش السوري، كان أيضا فريسة سهلة للفصائل السورية المعارضة.
فمنذ انطلاق العمليات العسكرية في ريف حلب الغربي، سارعت قوات كردية مدعومة من قسد للسيطرة عليه، وبعد وصول جحافل هيئة تحرير الشام، خرجت القوات الكردية تاركة المطار بما فيها لقوات الجولاني.
ويتعبر أول مطار مدني يخضع لسيطرتها منذ عام 2011.
ويعتبر مطار حلب الدولي، الذي يقع في حي باب النيرب، على بعد 10كيلومترات من وسط مدينة حلب، ثاني أكبر المطارات في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. وتتجاوز مساحة أرض المطار 3 كيلومترات مربعة.
مطار النيرب
وهو مطار عسكري صغير بجانب مطار حلب الدولي، كانت تستخدمه قوات الجيش السوري وميليشيات إيران، للإمدادات العسكرية القادمة من طهران، وتعرض المطار لعدة غارات إسرائيلية خلال الأعوام الماضية.