ميليشيات موالية لإيران تريد زج الجيش العراقي في سوريا
منذ تجدد الأزمة في سوريا بين هيئة تحرير الشام والجيش السوري، لم يكن العراق بعيدا عن الأحداث، فرئيس مجلس الوزراء العراقي أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد لبحث التطورات الجارية على الأرض، وأكد تقديم المساعدات اللازمة لدمشق لمواجهة الإرهاب والتطرف.
وفي ظل المتغيرات السريعة، طالبت ميليشيا “كتائب حزب الله العراق”، الحكومة العراقية بإرسال قوات إلى سوريا للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد.
“الكتائب” هي من أهم الفصائل الموالية لإيران في العراق، قالت في بيان إنها لم “ترسل مجاهديها” إلى سوريا بعد، لكنها تقترح على الحكومة “التفاهم” مع نظيرتها السورية لإرسال قوات “رسمية” إلى سوريا للتصدي لما “يهدد” الأمن القومي العراقي، بحسب زعمها.
خطة إيرانية
وبحسب مراقبين إن هذه الكتائب لا تريد الانخراط في الصراع السوري خوفا من استهدافها من قبل طيران التحالف الدولي، لذلك هي بحاجة إلى صبغة رسمية من خلال اتفاق بين حكومتي سوريا والعراق على إرسال هذه القوات من الجيش العراقي حصرا لتكون بمنأى عن هذا الصراع من جهة وتكون نفذت أجندة طهران من جهو أخرى.
هذه الدعوة تأتي بعد ساعات فقط من نفي رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وجود قوات من الحشد تقاتل في سوريا، أو تنوي دخولها، مع الإشارة إلى انتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قوات تابعة للحشد الشعبي تدخل الأراضي السورية.
وعلى ما يدبو فإن استغلال الجماعات الجهادية للوضع السوري لا يقتصر على العمليات المسلحة فقط، بل يمتد إلى تجنيد عناصر جديدة مستغلين الفقر والبطالة والنزوح الناتج عن الصراع المستمر يعد بيئة خصبة لاستقطاب الأفراد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية والدعم الحكومي.
ومع نشر العراق آلاف المدرعات والدبابات وعشرات آلاف الجنود على الحدود مع سوريا، وأيضا بناء جدار مزود بأحدث التقنيات والكاميرات، إلا أنه لا يستطيع أن يمنع الميليشيات المسلحة من التسلل إلى سوريا إذا أرادت ذلك.
ميليشيات إيران
وتشارك مجموعة من الفصائل العراقية الموالية لإيران في القتال الدائر بسوريا منذ عام 2011، وبقي بعضها حتى بعد أن هدأت الأوضاع بشكل نسبي هناك.
وتعتبر “حركة النجباء” بقيادة أكرم الكعبي أبرز هذه الفصائل، بالإضافة إلى كتائب حزب الله التي يقودها أبو حسين الحميداوي، فضلا عن “عصائب أهل الحق” بقيادة قيس الخزعلي، وهي فصائل مدرجة على الائحة الأمريكية للمنظات الإرهابية.
ويخشى العراق من تكرار سيناريو عام 2014 عندما احتل تنظيم “داعش” ثلث مساحة البلاد بسيطرته على مدن في نينوى والأنبار وصلاح الدين.
ورغم نفي وزارة الداخلية العراقية عبر المتحدث باسمها مقداد ميري خلال مؤتمر صحفي، المعلومات التي تفيد بدخول مسلحين عراقيين إلى الدولة الجارة، إلا أن الأنباء تشير إلى “تسلل” جماعات مسلحة عراقية إلى الأراضي السورية عبر معابر غير رسمية في منطقة البو كمال.
تجدر الإشارة إلى أن “كتائب حزب الله” تمتلك منفذا حدوديا مع سوريا، لا تتدخل فيه السلطات العراقية، ويعرف باسم منفذ “السكك” في قضاء القائم. استخدمته طيلة السنوات الماضية لعمليات تهريب وإدخال بضائع بعيدا عن أعين السلطات، فضلا عن نقل السلاح الإيراني إلى نظام الأسد.