حمص معركة طاحنة على الأبواب.. زحف للفصائل وتحشيد للنظام
منذ انطلاق عملية ردع العدوان، تواصل هيئة تحرير الشام تقدمها، فقد أحكمت سيطرتها على كامل مدينة إدلب ومحافظة حلب وأخيرا وصلت إلى حماة، وهي طريق زحفها إلى حمص.
وتعتبر مدينة حمص مهمة واستراتيجية بالنسبة للجيش السوري، والفصائل المسلحة لعدة أسباب نحاول أن نوجز بعضها:
حمص الاستراتيجية
هي ثالث أكبر مدينة في سوريا بعد العاصمة دمشق، وحلب التي سقطت بالفعل في يد الفصائل ومعركتها ستكون الأصعب وهي من سيحدد مستقبل سوريا، وسقوطها قد يعني النهاية.
من الصعب تقدير عدد سكانها بدقة بسبب عمليات النزوح والهجرة، إلا أنها بالتأكيد أكبر بكثير من بقية المدن باستثناء حلب ودمشق.
أهميتها الاستراتيجية تكمن في كونها مركز النقل الرئيسي في سوريا.
وطوال فترة الحرب، سمح الأسد للمليشيات بالسيطرة على مناطق عديدة، حتى في ضواحي دمشق، لكنه حرص دائماً على الحفاظ على المحور المركزي: خط دمشق-حمص- حماة- الساحل (طرطوس واللاذقية).
وسقوط المدينة يعني قطع دمشق عن بقية البلاد، خاصة الساحل، مما سيؤدي إلى انهيار سوريا.
الساحل هو القاعدة الأساسية
سقوط المدينة الاستراتيجية سيعني أن النظام قد يظل مسيطراً على مناطق واسعة في الجنوب، لكن سيكون معزولا فعلياً عن بقية البلاد، وقد يواجه الجيش صعوبات في العمل، ولا أحد يعرف كيف ستتصرف القيادات المنتشرة على الجبهات المختلفة.
كما أن سقوطها قد يسبب أزمة كبيرة للنظام كون حزب الله اللبناني بات أضعف مما كان عليه سابقاً، وقد لا يكون كافياً للحفاظ على الارتباط بين دمشق والساحل.
اتساعها وقربها من لبنان
حمص كانت المدينة الرئيسية للاحتجاجات في 2011 وأول مدينة كبرى يستعيدها الأسد.
ولها وضع خاص، بقربها من لبنان، وشهدت المعارك الأولى لحزب الله ضد المليشيات المعارضة للأسد، بما في ذلك معركة القصير الشهيرة التي رجحت الكفة ضد المعارضة إلى حد كبير.
في حال دخول هيئة تحرير الشام والفصائل المنضوية تحتها إلى المدينة، ستكون هناك معارك طاحنة ودمار وخراب أكبر مما حدث في حماة وحلب، كون الجيش السوري أعد العدة ووضع قواعد تمركز في المدينة، وفي حال دخولها سيكون من الصعب السيطرة على منطقة بهذا الحجم.
مساحتها تصل إلى 42 ألف كم، وابرز أحيائها أبز أحيائها، الخالدية والحميدية وحمص القديمة، وتضم المحافظة عددا من القواعد العسكرية للجيش السوري، وأهمها
أكاديمية حمص العسكرية وقاعدة التياس الجوية العسكرية: وهي قاعدة جوية عسكرية ويطلق علهيا مطار تياس العسكري المعروف أيضا باسم مطار التيفور، هو مطار عسكري للقوات الجوية العربية السورية.
يقع قرب قرية التياس على بعد حوالي 60 كيلومتر شرق مدينة تدمر في محافظة حمص السورية، يحتوي المطار على 54 حظيرة ومدرج رئيسي ومدرجين ثانويين طول كل مدرج يقارب 3 كيلومتر.
ويعد هذا المطار أكبر مطار عسكري في سوريا ويليه مطار الضمير الذي يقع في مدينة الضمير.
مكانتها الاقتصادية
من خلال موقعها الجغرافي تعتبر مركز خطوط الربط السوري ولعل وجود مصفاة حمص يبرر ذلك، كما يوجد في باديتها أهم مخزون للفوسفات المستثمر والغاز المكتشف، فضلاً عن إمكانية جلب استثمارات للمحافظة في الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية والريحية، إضافة إلى أنها تمتلك اكتفاء ذاتي زراعي مميز.
ويعتبر الجانب الديموغرافي من أهم المميزات وأخطرها في المحافظة ، فشعبها المتميز بالذكاء و الدعابة، نسيج متنوع من المسلمين والمسيحيين بمن فيهم الأكراد والتركمان والشركس والإسماعيلية والمرشدية مع وجود بعض القرى العلوية.
و تعلم روسيا جيداً أن بقاء حمص بأيدي الجيش السوري يؤدي إلى ضمان خطوط الاتصال بين حدود لبنان في ريف دمشق إلى اللاذقية مروراً بحمص، كما يؤدي إلى فتح خطوط الاتصال بين حدود العراق وسوريا عبر البادية لطرد بقايا تنظيم داعش.