محطات في تاريخ الرئيس السوري السابق بشار الأسد

منذ ساعات تم الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.. والاسئلة المتداولة الآن في الشارع السوري وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.. أين بشار؟

وقال مسؤولان سوريا كبيران لرويترز، إن الرئيس، بشار الأسد، غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة، وذلك بعد أن أعلنت المعارضة أن قواتها بدأت بالدخول إلى العاصمة من دون وجود مؤشر على انتشار الجيش النظامي.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأسد غادر البلاد عبر مطار دمشق، إلى جهة غير معلومة.

بعد سقوط نظامه.. أين بشار الأسد؟

محطات في تاريخ بشار الأسد

ظل الأسد في دمشق إلى السبت، وفقا لمسؤولين أمنيين سوريين وعرب، تحدثوا لصحيفة وال ستريت جورنال، وفي الأسبوع الماضي، سافرت زوجته وأولاده إلى روسيا.

ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر أن “مسؤولين مصريين وأردنيين دعوا الأسد إلى مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى”، وهو ما نفته السفارة الأردنية في واشنطن بشدة، في بيان شديد اللهجة هاجمت فيه الصحيفة التي دعتها إلى “تصحيح الخطأ”، فيما لم تصدر القاهرة أي تعليق على الأمر.

الحكم

في 17 يوليو 2000، أقسم بشار الأسد اليمين أمام مجلس الشعب. وانتخب رئيساً بنسبة تصويت بلغت 97,29 في المئة في انتخابات كان المرشّح الوحيد فيها ونُظمت بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد، الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاماً.

استبق مجلس الشعب انتخاب الأسد الابن بإدخاله في العاشر من يونيو، يوم وفاة الأسد الأب، تعديلاً على مادة في الدستور، خفّض بموجبه من 40 إلى 34 عاماً الحد الأدنى لسنّ الترشّح للرئاسة، في قرار فُصّل على قياس الأسد الابن المولود العام 1965.

ثم أصبح بشار الأسد قائد القوات المسلحة والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في البلاد منذ الستينيات من القرن الماضي.

 

طبيب العيون

قدم الأسد نفسه في كثير من الأحيان على أنه رجل بسيط من عامة الشعب، إذ ظهر في مقاطع مصورة وهو يقود سيارة عائلية متواضعة، وفي صور مع زوجته أثناء زيارتهما لمحاربين قدامى في منازلهم.

تولى بشار الأسد منصبه بعد وفاة والده حافظ الأسد، رغم أنه لم يكن المقصود بخلافه والده، فقد أعد حافظ الأسد ابنه البكر، باسل، لخلافته. ولكن عندما توفي باسل في حادث سيارة عام 1994، تحول بشار من طبيب عيون في لندن، حيث كان يكمل دراسته، إلى الوريث الجديد.

وبعد أن أصبح رئيسا، بدا أن الأسد قد تبنى إصلاحات جرى تصويرها بتفاؤل باعتبارها “ربيع دمشق”، وأطلق سراح مئات السجناء السياسيين وقدم مبادرات إلى الغرب وفتح الاقتصاد أمام الشركات الخاصة.

وساعد زواجه من أسماء الأخرس وهي مصرفية سابقة مولودة في بريطانيا، والتي له منها ثلاثة أطفال، في تعزيز الآمال في قدرته على قيادة سوريا على مسار إصلاحي أكثر.

بعد سقوط نظامه.. أين بشار الأسد؟

الربيع السوري

في 15 مارس 2011، انطلقت تظاهرات واحتجاجات سلميّة ضد النظام السوري، لكن النظام قمع هذه التظاهرات بعنف.

وسعى إلى سحق الثورة الشعبية فخاض حرباً ضد مقاتلين معارضين اعتبر تحركهم “إرهاباً مدعوماً من الخارج”. وبدأ عام 2012 استخدام الأسلحة الثقيلة ولا سيّما المروحيات والطائرات، وحتى أسلحة محرمة دوليا.

واتّهم الغرب مراراً النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيمياوية، وهو ما نفته دمشق على الدوام.

توغل إيران وروسيا

في عام 2013، أقر حزب الله اللبناني بانخراطه في القتال إلى جانب قوات النظام، وأرسل الآلاف من عناصره إلى سوريا، وأصبحت إيران الحليف الإقليمي الأكبر للنظام.

في 30 سبتمبر 2015، وبعدما تراجعت قوات النظام على جبهات كثيرة، بدأت روسيا تدخلها العسكري في النزاع، بعدما كانت داعماً رئيسياً لدمشق في مجلس الأمن الدولي منذ اندلاع النزاع.

كان تدخل روسيا نقطة تحوّل في النزاع، وتمكن النظام بفضله من استعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات استراتيجية في مواجهة الفصائل المعارضة .

وأقرت تهدئة في مارس 2020 بعد اتفاق روسي-تركي.

ولاية جديدة

في 26 مايو 2021، أعيد انتخابات بشار الأسد رئيسا لولاية رابعة مع 95,1% من الأصوات.

في 15 نوفمبر 2023، أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية في حق بشار الأسد بشبهة شن هجمات كيمياوية في سوريا العام 2013.

في اليوم التالي، طالبت محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، سوريا بوضع حد للتعذيب وسوء المعاملة المهينة.

ليلة سقوط الأسد

ليل السابع ديسمبر 2024، وبعد 11 يوما على بدء هجوم خاطف، أعلنت فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، دخول قواتها دمشق و”هروب” الرئيس السوري بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.