ماذا قال وزير التربية والتعليم السوري بعد الجدل الواسع حول تعديل المناهج الدراسية؟
بعد موجة كبيرة من الجدل إثر ما كشفت عنه وزارة التربية والتعليم السورية من تعديلات على المناهج، أكد وزير التربية والتعليم السوري نذير القادري أن المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا مازالت على وضعها حتى تُشَكل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها.
وأوضح القادري بحسب الصفحة الرسمية للوزارة أنه تم التوجيه فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتماد صور علم الثورة السورية بدل العلم السابق في جميع الكتب المدرسية.
وكشف وزير التربية والتعليم السوري أن ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، حيث تم اعتماد شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة.
وكان القادري، قد أصدر أمس، سلسلة قرارات منها إلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية في سوريا للعام الحالي؛ لما تحتويه من معلومات مغلوطة تعزز الدعاية للنظام السابق وحزب البعث.
وأوضح حينها أن درجات مادة التربية الوطنية ستعوض بمادة “التربية الدينية” الإسلامية أو المسيحية، أي أنه ستُعاد مادة التربية الدينية إلى المجموع العام وتدخل في مجموع الشهادة الثانوية العامة بفروعها، فيما كشفت الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم في سوريا عن إجراء تعديلات على المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي في الجمهورية العربية السورية للعام الدراسي 2025.
وشملت التغييرات التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل اعتبار الملكة السورية المعروفة زنوبيا شخصية خيالية وحذف تاريخ الآراميين والكنعانين وحذف تاريخ الآلهة القديمة.
🚨⚡️تعديلات على المناهج التعليمية من الصف الأول وحتى البكلوريا، أصدرها وزير التربية السوري:
بعض التغيرات على منهاج الديانة الإسلامية في سوريا:
▪️حذف زنوبيا وخولة بنت الازور
▪️تعريف (غير المغصوب عليهم ولا الضالين) بأنهم: اليهود والنصارى.
▪️استبدال عبارات (في سبيل الله) بعبارات… pic.twitter.com/090B5vqZzA— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) January 1, 2025
بالإضافة إلى ذلك وجهت الوزارة بحسب وسائل إعلام، بحذف ما يتعلق بذكرى “6 أيار”، وما يتعلق بتطور القانون وفق شريعة حامورابي، كذلك تم حذف بحث تطور الدماغ.
وبمجرد الإعلان عن هذه التعديلات، أثيرت موجة من التحفظات والجدل الواسع في الأوساط السورية، حيث قد اعتبر بعض السوريين أن الحكومة الحالية بصفتها حكومة مؤقتة غير مخولة بإصدار قرارات ترسم المنهج العام الذي سيعطى لطلاب سوريا، لاسيما في الأمور التي تعتبر حساسة أو لها علاقة إلى حد ما بالدين أو التاريخ حتى.
فيما رأى آخرون أن التعديلات لا تبشر بخير ولا تتماشى مع التصريحات التي تصدر عن السلطة الجديدة في دمشق، ولا تحترم التعدد الديني ولا الطائفي ولا تحترم حتى العِلم.
من أشرف على تعديل المناهج في سوريا ليس أحمد الشرع بل أبو محمد الجولاني. التعديلات لا تبشر بخير ولا تتماشى مع التصريحات التي تصدر عن السلطة الجديدة في دمشق، ولا تحترم التعدد الديني ولا الطائفي ولا تحترم حتى العِلم، بهذه المناهج سنكون خلال بضعة سنوات أمام جيل يتبنى فكر داعش بامتياز pic.twitter.com/K2sdi9b29f
— علي البخيتي (@Ali_Albukhaiti) January 1, 2025
كما دفعت هذه القرارات المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، ومقره السويد، إلى إصدار بيان بشأن التعديلات التي اقترحتها الحكومة الجديدة على مناهج التعليم في سوريا، معتبرا أن هذه التعديلات تمثل انتهاكاً صارخاً للتراث السوري المتنوع وتدفع إلى مفاهيم متطرفة تهدد مستقبل التعايش السلمي في سورية
وأكد المرصد أن حذف الإشارات إلى الآلهة القديمة، وتجاهل هذه الجذور التاريخية يفقد الأجيال القادمة فهماً شاملاً لتاريخ وهوية بلادهم.
كما انتقد بشدة حذف شخصيات تاريخية سورية بارزة مثل الملكة زنوبيا واعتبر هذا الإجراء تهميشا للشخصيات الوطنية التي لعبت دوراً هاماً في تاريخ سوريا، كما يعد إنكارا للتاريخ السوري المشترك والتراث الغني.