انتخاب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان ينهي شغورا في المنصب استمر أكثر من سنتين
انتخب مجلس النوب اللبناني في جسلته الثانية قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للبلاد بعد حصوله على الأغلبية المطلقة لينهي شغورا في المنصب استمر أكثر من سنتين وساهم في تعميق أزمات أمنية واقتصادية وسياسية.
وفاز عون بتأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 128 الذين شاركوا في العملية الانتخابية.
وأبقى العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني الذي انتخب رئيسا جيشه على الهامش في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة وأمره بإعطاء الأولوية للسلم الأهلي حتى مع مقتل جنود.
وأصبح عون، وهو عسكري يبلغ من العمر 60 عاما، خامس قائد للجيش اللبناني ينتخب رئيسا في تاريخ لبنان، منهيا فراغا في المنصب دام أكثر من عامين.
ومنذ توليه قيادة الجيش في عام 2017، قاد المؤسسة عبر أزمة مالية وطنية دمرت العملة ومعها قيمة رواتب جنوده، مما أدى إلى اهتزاز مؤسسة دعمت الاستقرار الداخلي منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
كما أبقاه بعيدًا عن الحرب التي استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، المجموعة المدعومة من إيران والتي أعربت منذ فترة طويلة عن تحفظاتها بشأن ترشيح عون.
وقُتل أكثر من 40 جنديًا لبنانيًا في ضربات إسرائيلية خلال تلك الفترة، لكن الجيش لم يشتبك مع إسرائيل بشكل مباشر.
وقد خرج حزب الله من الصراع متضرراً ، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل معظم كبار قادته وإلحاق الدمار بمعاقل المجموعة.
وتعتبر ظهورات عون الإعلامية نادرة للغاية، ولم يبدِ رأيه بشأن ترسانة حزب الله، التي تعتبر على نطاق واسع أقوى من ترسانة الجيش اللبناني.
ويلعب عون دوراً رئيسياً في تعزيز وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً الذي توسطت فيه واشنطن وباريس في نوفمبر/تشرين الثاني. وتنص شروطه على نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية وحزب الله.
وفي اجتماعات مع مشرعين في الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت يوم الخميس، أعرب مسؤولون أمريكيون وخليجيون عن موافقتهم عليه كرئيس جديد، دون دعمه صراحة، حسبما قال برلمانيون حضروا الاجتماعات لرويترز.
وفي مقابلة نادرة مع صحيفة الأخبار اللبنانية المؤيدة لحزب الله في عام 2017، قال عون إنه “سيحد من التدخل السياسي” في الجيش.
ولم يتحدث الحريري عن ترشحه للرئاسة في أي منتدى عام، ولم يقم بجولات على الفصائل السياسية المنقسمة في لبنان لحشد الدعم له، كما يفعل المرشحون الآخرون عادة قبل الانتخابات.
تصريحات سياسية نادرة
ولد عون في سن الفيل بالقرب من بيروت والتحق بالجيش عام 1983 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
كانت مهمته الأولى قائد فصيلة في فوج المشاة في الجيش عام 1985 وشمل تدريبه دورتين لضباط المشاة في الولايات المتحدة.
وبعد وقت قصير من تعيينه قائدا للجيش، شن الجيش هجوما لتطهير جيب على الحدود السورية من مسلحي تنظيم داعش، وهو ما أشاد به السفير الأميركي في ذلك الوقت الذي قال إن الجيش قام “بعمل ممتاز”.
ومن خلال توليه منصب الرئيس، وهو المنصب المخصص للمسيحي الماروني في النظام الطائفي في لبنان، سوف يسير على خطى قادة الجيش السابقين الآخرين الذين تولوا المنصب، بما في ذلك آخر رئيس دولة ميشال عون، الذي لا تربطه به أي صلة قرابة.
وفي تصريح سياسي غير معتاد لقائد الجيش، انتقد عون الساسة الحاكمين بسبب الانهيار المالي في لبنان في عام 2021، قائلا إن الجنود يعانون من الجوع مثل بقية السكان، وسأل الساسة “ماذا تنوي أن تفعل؟”
وتدخلت الولايات المتحدة، التي قدمت أكثر من 2.5 مليار دولار من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية منذ عام 2006، بتقديم مساعدات إضافية، بما في ذلك المساعدة في دعم رواتب الجنود.
وفي عهد عون، استمر تدفق المساعدات الأمريكية إلى الجيش، كجزء من سياسة أميركية تركز على دعم مؤسسات الدولة للحد من نفوذ حزب الله، الذي تعتبره واشنطن جماعة إرهابية.
