درعا، سوريا، 8 فبراير 2014، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن) –
عشرات القذائف تتساقط كل يوم على المدن والقرى السورية وفق سياسة تدمير ممنهجة لم تترك في طريقها المنازل والمساجد ولا حتى المقابر التي طالها نصيب من القصف. فلم يسلم من بطش النظام لا الأحياء ولا حتى الأموات.
حمزة الخطيب، هو ذلك الطفل ذو الثلاثة عشر ربيعا والذي تم اعتقاله في التاسع والعشرين من نيسان 2011 من أمام المساكن العسكرية في بلدة صيدا عندما ذهب مع عشرات الآلاف لكسر الحصار عن مدينة درعا ليعود جثمانه إلى بلدة الجيزة مسقط رأسه جثة هامدة لم تسلم من حقد سجانيه. أسابيع قليلة كانت كفيلة بعودته إلى ذويه وآثار التعذيب تتحدث عن قصة موته لتصبح شرارة خرج من أجلها الآلاف ضد نظام الأسد، وقد تم دفنه ليرقد بسلام.
حاول بعدها النظام إغلاق صفحته وطي سجلاته من ذاكرة الناس. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل إلى أن طاف به الكيل ووجه مدافعه باتجاه مقبرة الشهداء التي دفن فيها. إحدى هذه القذائف قدر لها أن تسقط بجانب قبره، قذيفة عمياء حطمت جزءا من شاهده الذي أصبح شاهدا جديدا على جريمة معتقلات النظام وسجانيه الذين حطموا جسده البريء منذ عامين.
لدى وصولي إلى المقبرة التقيت بـ”خالد الخطيب” وهو أحد سكان البلدة ممن يقطنون بجانب المقبرة فحدثني قائلا: “استيقظنا صباحا على أصوات القذائف وسحب الدخان تتصاعد من البلدة وككل مرة هرعنا إلى مكان سقوطها ولكن الأمر غير الاعتيادي الذي وجدناه أن جميع القذائف التي سقطت وعددها ثمانية استهدفت مقبرة الشهداء والمنطقة المحاذية لها فكان نصيب الشهداء منها ثلاثة قذائف أدت إلى تخريب عدة قبور ومنها قبر الشهيد حمزة الخطيب”.
هي محاولة من نظام بائس لطمس إحدى جرائمه بحق الشعب السوري، محاولة قام بعدها أهالي البلدة بتغيير اسم المقبرة لتصبح مقبرة الشهيد حمزة الخطيب ليوجهوا بذلك رسالة إلى هذا النظام مفادها ” لن ننسى ولن نسامح”.