أخبار الآن | بيروت – لبنان – (موقع أورينت)
أفادت مصادر إعلامية، أن حالة من الارتباك الكبير تسود إحدى الدوائر العسكرية التابعة لحزب الله، والمعنية بالقتال في سوريا إلى جوار نظام الأسد، بعد أن اختلس ثلاثة من القيادات العسكرية التابعة للمنظمة اللبنانية، قرابة 20 مليون دولارا، كانت مخصصة لتمويل عمليات ومهام عسكرية في سوريا، وبالتحديد بشأن معارك جبال القلمون، وأنهم فروا خارج البلاد.
ولفت تقرير نشره موقع (orient) إلى أن تلك الأموال كانت مخصصة لإقامة تحصينات وأنفاق وبناء أبراج مراقبة، بالإضافة إلى القيام بأمور لوجستية أخرى، مضيفة أن ثلاثة ضمن مجموعة مؤلفة من 10 أشخاص نجحوا في تهريب الأموال إلى دولة أوروبية، ومنها إلى دولة أخرى، وذلك بالتعاون مع أجهزة استخبارات غربية معنية بالأزمة السورية، ولكن الموقع لم يحدد إلى أي دولة تنتمي تلك الأجهزة.
وحددت مصادر للموقع اسما من بين الأسماء الثلاثة، وقالت إنه كان المسؤول عن تجهيزات "حزب الله" في الجنوب اللبناني، وكانت له اليد الطولى في جلب الشركات الكورية الشمالية إلى جنوب لبنان، والتي عملت على بناء أنفاق تحت الأرض، وتوزيع كاميرات مراقبة بين الأشجار والصخور، قبيل حرب لبنان الثانية، يوليو/ تموز 2006.
وبحسب المصادر، تأتي صدمة قيادة حزب الله على خلفية كون الثلاثة من أكثر العناصر الموثوق بهم، وأنهم كانوا على رأس وحدات التمويل الخارجي التي تنشط في دول أمريكا الجنوبية، كما أنهم يمتلكون حسابات مصرفية كبيرة مودعة بأسمائهم في عدد من المصارف المحلية والدولية.
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيانات من حزب الله في هذا الصدد، لكن مصادر لبنانية كانت قد أكدت في وقت سابق أن طهران أرسلت وحدة تحقيقات تابعة لأجهزتها الاستخباراتية، متخصصة في ملفات الشؤون المالية إلى لبنان، للتحقق من الحسابات والكشوفات المالية داخل مؤسسات حزب الله، وذلك تزامنا مع تبادل الاتهامات بين مسؤولين إيرانيين كبار بالفساد المالي المستشري داخل الأجهزة الحكومية في أعلى مستوياتها.
وأشارت المصادر وقتها إلى أن وحدة التحقيقات الإيرانية كشفت أكبر عملية اختلاس منظمة يديرها المدير المالي لهذه الشبكات والقيادي في حزب الله، وأنها اكتشفت أن هناك مبالغ مختلسة تقدر بقرابة 5 ملايين دولارا في أقل من عامين.
ولا تعتبر تلك هي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن اختلاس وفساد مالي داخل المنظمة اللبنانية، حيث أفادت العديد من التقارير في وقت سابق أن تحقيقات داخل الجهاز المالي لحزب الله، والذي يتكون من ثلاث مؤسسات، هي "بيت المال، والقرض الحسن، وتسهيلات"، كانت قد كشفت في السنوات الأخيرة عن اختفاء ملايين الدولارات من الحسابات، ووقتها تم اتهام عدد من كبار الكوادر المالية في الحزب في مقدمهم مدير فرع مؤسسة "القرض الحسن" في النبطية ونائبه، فضلا عن مدير مؤسسة "تسهيلات".