أخبار الآن | الرقة – سوريا (نجم الدين النجم)
أصدر داعش عبر مواقعه الإعلامية الرسمية التابعة له، شريطاً مصوراً يظهر فيه أحد مسيحيي مدينة الرقة وهو يعلن تركه للمسيحية واعتناقه الدين الإسلامي.
وبعد أكثر من سنتين على احتلال داعش لمحافظة الرقة السورية أعلن "أيمن مصطفى أبو زر" والمشهور بين أبناء المدينة باسم "واهي"، اعتناقه للإسلام بفضل اللقاءات التي جمعته مع دعاة داعش في المدينة.
"واهي" يمتلك شعبية كبيرة بين أهالي مدينته كونه خفيف الظل ويغني بشكل شبه دائم، فهو يتمشى في الشوارع ويجلس مع أية مجموعة من الناس في الطرقات ويغني لهم الأغاني والطقطوقات الشعبية الفراتية القديمة.
يقول "ن. أبو زر" أحد أقارب واهي الذين هاجروا عقب احتلال داعش للمدينة: "كنا نعلم يقيناً أنهم سيجبروننا على تغيير ديننا خصوصاً بعد دخولهم الكنائس وتحطيمهم الصلبان وحرقهم لمقتنيات هذه الكنائس، لذلك فضل معظمنا مغادرة المدينة"، ويتابع: واهي رجل فقير و"على البركة" لذلك لم يستطع الخروج ولا يملك دفع الجزية خصوصاً أنه يعيش وحيداً ولا معيل له، وقد ساءت أحواله كثيراً بعد حرمانه من راتبه الذي كان يتقاضاه من النظام السوري، فقد كان يعمل موظفاً في مديرية الزراعة بالمدينة.
وأضاف: نحن نقطن في الرقة منذ فترة طويلة جداً ويوجد في عائلتنا الكبيرة العديد من الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام، لكن لم يكن الأمر إجبارياً كما هو الآن. فداعش يفرض الجزية على كل العائلات المسيحية.
وتقدر الجزية التي يفرضها داعش على المسيحيين بـ 13 غراماً من الذهب أو ما يقارب الآن 500 دولارا أمريكيا؛ والتي ترهق معظم العائلات الفقيرة التي عجزت عن الخروج إلى مناطق أخر ، في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه مقاتلو داعش على مخارج ومداخل الرقة.
والجزية في الإسلام هي مبلغ من المال يفرض على الذين يستطيعون القتال من غير المسلمين، مقابل توفير الحماية لهم. ويعفى من الجزية كبار السن والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والذين يقاتلون في صفوف جيش المسلمين.
جدير بالذكر أنه كان يقطن في الرقة قبل احتلال داعش لها نحو 1500 عائلة مسيحية، فيما لا يتجاوز عددهم الآن بضعة عائلات فقط.