أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)

بعد عدة مواسم درامية ومنذ اندلاع الثورة السورية، بات المستوى الفني والمقولة السياسية للأعمال الدرامية أسوأ من سابقتها. حيث يشهد المتابع لحال الدراما أنها وصلت الحضيض في عام 2015 وتجاوزته في الموسم الحالي رمضان 2016.

غنى في الكم وفقر في النوع

أنجزت شركات الإنتاج السورية أكثر من 24 عملاً في موسم رمضان 2016 بينها 3 لشركة الإنتاج الحكومية وهي: "لست جارية" و"زوال" و"بلا غمد". وجميعها تخدم وتكرّس وجهة نظر النظام، ولم تخرج باقي الأعمال عن هذا السياق بما فيها دراما البيئة الشامية.

من الناحية الدرامية فقد شهدت الدراما السورية التي حملت في فترة من الفترات مشروع تطويري للدراما العربية، قفزة هائلة للخلف، فكل ما في المسلسل يعاني، من الإخراج إلى التمثيل، وصولا للنصوص المبتذلة والسخيفة، حتى هرب المتفرج السوري نحو الدراما المصرية التي ما لبثت تتألق منذ ثلاثة أعوام على الأقل.

مسلسل "باب الحارة" يسقط في خطأ كارثي مرة ثانية! (صور)

يقول الناقد الدرامي محمد الوهاب : "كانت الدراما السورية قبل اندلاع الثورة، مكان سباق للمواهب، وباتت تستقطب المواهب العربية، وبدأت تتوسع حتى رأينا أعمالا تنتج في دول الخليج، ورأينا مشاركات لسوريين في الدراما المصرية والعكس صحيح، أما اليوم، فقد تقوقعت الدراما السورية على نفسها، وتبنت خطاب النظام الهزيل والمضحك، فبات حتى السوريون لا يحتملون متابعتها".

رسائل تنضح غباء

تندرج الدراما كفن، تحت بند التسلية ويعلم الجميع من مواطنين وفنانين وحكومات أنها لا تقتصر على التسلية فقط، إنما هناك رسائل سياسية وثقافية واجتماعية تمررها شركات الإنتاج للمتلقي، فإن كانت شركات الانتاج حكومية وصلت رسائل الحكومة، وإن كانت خارجية مررت رسائل من نوع مختلف وهكذا.

شهر رمضان في حماة .. غلاء وفقر ونشاط إغاثي متعثر

ولأن نظام الاسد يعرف براعة السوريين في الدراما فقد حاول أن يفرض عليها خطابه الهزيل، الذي يخرج من فم الأسد بطريقة مضحكة، فباتت المسلسلات السورية مليئة بكلمات كالأزمة بدلا من الثورة، أو الحرب التي لا تفهم منها شيئا سوى أنها حرب فرضت على السوريين ولم يكن لأحد فيها دور وكأنهم شعب غبي لعبت الدول الغربية بهم.

"تالا العلي" طالبة فنون جميلة، تقول: "أشعر عند متابعة المسلسلات السورية أنني طالبة في الصف الأول، والممثلين الجدد الهزيلين يحاولون تلقيني خطاب النظام السخيف عن طريق حكاية مأساوية، مليئة بالزخارف والمكياج".

لعنة باب الحارة

موسم إثر موسم يكره السوريون مسلسل "باب الحارة" حتى بات يشكل عقدة لديهم، إذ يصدّر النظام الشعب السوري على أنهم من أصحاب أصول التخلف والغباء في العالم، فما إن انطلق الموسم الثامن من المسلسل هذا العام حتى ثار السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبين بإيقافه، وأكثر ما استفزهم فيه هو تجسيد أكثر من شخصية غبية تعود لمناطق معينة من سورية اندلعت فيها الثورة وحافظت على عدائها للأسد لغاية اللحظة.

الممثلون والفنيون الذين عملوا بباب الحارة في موسمه الحالي اعتذر بعضهم على صفحات التواصل الاجتماعي مبررين ذلك بأنهم لم يكونوا يتوقعون نتيجة سخيفة كهذا الذي يرونه على الشاشة الآن.