أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جمال لعريبي)
على وقع الضربات التي توجهها قوات عمليات البنيان المرصوص لتنظيم داعش في محيط مدينة سرت الليبية، يعيش داعش أيامه الاخيرة في المدينة، خاصة بعد الكشف عن خلافات بين قيادات التنظيم تتمحور حول البقاء في المدينة أو الخروج منها، اضافة إلى دلائل أخرى.
يعيشُ داعش في سرت أيامَهُ الأخيرةَ، هجماتُه الانتحاريةُ التي نفذها على مشفىً ميدانيٍ خيرُ دليلٍ على ضَعفِه، وتراجعِ قوتِه فغالبًا ما يستعينُ التنظيمُ بالهجمات الانتحاريةِ خيارًا أخيرًا في معاركه، والتي يصطلحون على تسميتِها رقصةَ الديكِ المذبوح، فضلا عن ذالك خسِرَ داعش كثيرًا من مقاتليه في حملة البنيانِ المَرصوصِ.
ومعَ اقترابِ حسمِ المعركةِ لمصلحة قواتِ البنيانِ المرصوص يرى كثيرٌ من المتابعين الأمنيين أن بقاءَ داعش في سرت هو انتحارٌ خاصةً وأن مِساحةَ المناورةِ أضحتْ ضيقةً جدًا ومحصورةً في دائرة لا يتجاوزُ قطرُها خمسةَ كيلومترات.
قوات البنيان المرصوص تستعيد ثلث مساحة سرت الليبية
اعتمادُ التنظيمِ في حربه على"القناصين" والهجماتِ الانتحاريةِ دلالةٌ على افتقادِه المبادرةَ التي كان يتميزُ بها في بداية معاركِهِومنها الهجومُ على بوابَتِي أبو قرين والسدادة.
ومن الدلائلِ التي تجدرُ الإشارةُ إليها، وتبينُأن داعش لم يبقَ له سوى أيامٍ معدودةٍ هي تواترُ معلوماتٍ تشيرُ إلى هَرَبِ بعض قادةِ داعش من مدينة سرت خوفًا من المواجهة، وهذا دليلٌآخرُ على التفكك الداخليِّ الذي يعيشُه داعش من جَرَّاءِ الضرَباتِ الموجعةِ التي أصابته ، ويحاول داعش في هذه الاثناءِ صبَّ جامِ غضبِه على السكان، واستعمالَهم دروعًا بشريةً يحتمي بها في المناطقِ المحاصرةِ التي بقيت تحتْ سيطرتِه في حين استطاع كثيرٌ من السكان الخروجَ من المدينة إلى مِنطقةِ السواوة.