أخبار الآن | منبج – سوريا (جمال بالي)
عشرات الآف من أهالي منبج، يحتجزهم داعش ويمنع خروجهم، ليستغلهم دروعا بشرية، ويستهدف كل من يحاول الهرب من المدينة، عبر تفخيخ ونشر الألغام على كافة الطرق المؤدية إلى خارج المدينة، فضلا عن نشر قناصته ليستهدفوا كل من يحاول الخروج، دون اعتبار لأي حُرمة كانت. قلة من أهالي منبج نجحوا بالهرب من المدينة، ليرووا لنا فظاعات عن رحلة الهرب.
تصل سيارات الإسعاف إلى مدينة عين العرب كوباني، قادمة من منبج ومحمّلة بالجرحى والمصابين، بعدما اصابتهم رصاصات قناصي داعش إثر محاولتهم الهرب من منبج، إذ إن مسلحي داعش يطلقون النار على كل من يحاول من المدنيين الفرار منها. لم يشفع لهذا الرجل الستيني كبر سنه في أن يكون بمنأى عن استهدافه من قبل التنظيم، تملأ الحسرة قلب محمد بعدما فرقته طلقات القناص عن أبناءه وذويه، إذ بات لا يعلم إن كانوا قد نجوا أم قتلهم مسلحو داعش.
لا تفرق طلقات القناص بين الهاربين من منبج أكانوا أطفالا ام نساءً أم شيوخا، فكل من يحاول الخلاص من انتهاكاتِ داعش والخطرِ المحدق بهم، هو هدف للتنظيم قبل أن يصل إلى بر الأمان وينجو بحياته. يسيطر الخوف على نفوس المدنيين بالرغم من خروجهم من مناطق احتلال داعش، إذ إنهم يخشون من انتقام التنظيم من ذويهم الذين لايزالون في مناطق احتلاله. غير أن ذلك لم يمنع الكثير من أهالي منبج من محاولة النزوح خارجها على الرغم من خطورة الرحلة بسبب كثافة الألغام التي زرعها داعش، وقناصته المنتشرين على أطرافها.
مجلس منبج العسكري على بعد 2 كم عن مركز مدينة منبج
عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في منبج ليس لهم سبيل للخروج، مع إغلاق داعش جميع المنافذ في وجههم، في حين تحاول قوات المجلس العسكري لمنبج توفير طرق آمنة للهاربين من المدينة التي تحاصرها القوات المشتركة من أربع جهات قاطعة بذلك طرق الإمداد عن داعش.