أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (صحيفة الشرق الأوسط)
كشفت دراسة مصرية عن «وجود ما يقرب من 35 ألف امرأة حامل في طريقهن لإنجاب صغار بأراضي داعش في سوريا والعراق، وقالت الدراسة إن مدارس الأطفال داخل تنظيم داعش الإرهابي عبارة عن معسكرات تدريبية، والكتب الدراسية تحوي صورا لـ«البنادق والدبابات».
بينما قال مصدر مصري إن «الأطفال الذين يستغلهم التنظيم الوحشي تبدأ أعمارهم من خمس سنوات، ويتم تدريبهم على القتل وقطع الرقاب وغير ذلك من الأعمال الإجرامية»، لافتا إلى أن الأطفال في داعش عنصر نشط وفعال، «حيث يحملون الرسائل ويعملون جواسيس ويشاركون في القتال».
وقالت الدراسة التي أعدها «مرصد الأزهر» بالقاهرة إن تنظيم داعش يجبر هؤلاء الأطفال على تنفيذ الإعدامات بطريقة بربرية، «حيث يسعى هؤلاء الإرهابيون لإعداد هؤلاء الأطفال، ليكونوا الجيل (الأكثر فتكا)؛ بل يمكن أن تصفهم على وجه التحديد بأنهم أطفال مكتوب عليهم الموت في القتال منذ ولادتهم».
ويقول مراقبون إن «النهج الداعشي مستوحى من النازية في ألمانيا، حيث لهما الطريقة نفسها في التعامل مع الأطفال وتربيتهم»، مؤكدين أن «التنظيم يقوم بإقحام الأطفال والقصر في حروب وأعمال قتالية لا علم لهم بها، ولا يمكن أن تتحمل تبعاتها هذه السن الصغيرة».
ماذا يجري بين داعش و فرعه في خراسان؟
وأكدت الدراسة المصرية أن التنظيم «يولى اهتماما كبيرا للأطفال من أجل تأمين مستقبله وضمان انتقال أفكاره من جيل إلى آخر، وأحد مظاهر هذا الاهتمام تتمثل في العناية بإنجاب أكبر عدد من الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم؛ وتضم المناطق الخاضعة لتنظيم (داعش) أكثر من 35 ألف امرأة حامل، في طريقهن لإنجاب أطفال ينضمون بعد ذلك لصفوف هذا التنظيم الإرهابي».
في غضون ذلك، قالت الدراسة إن تنظيم «داعش» يخطف النساء، ويستعبدهن جنسيا، ويستغل بطونهن من أجل توفير مزيد من «الأيدي العاملة» للتنظيم، مضيفة: «الكتب الدراسية لأطفال (داعش) في المرحلة الابتدائية تظهر فيها صور البنادق وفيها أيضا صور للدبابات»، لافتا إلى أن التنظيم يلجأ لأساليب تعليمية معينة من أجل التلاعب بعقول الأطفال، وأن المدارس التي يتلقى فيها أطفال «داعش» تعليمهم تعد معسكرات تدريب.
من جانبه، قال المصدر المصري إن سبيل «داعش» في التأثير على الأطفال والقصر هو عمليات غسل المخ التي تعتمد على الترغيب في الشهادة في سبيل الله من ناحية، واعتياد مشاهد العنف وألفة القتل من ناحية أخرى.
وأوضحت الدراسة المصرية أن جيلا جديدا من المجندين تم تدريبهم داخل تنظيم «داعش» الإرهابي لارتكاب أعمال إرهابية في سن مبكرة، وتم التلاعب بعقولهم من خلال تلقينهم المفاهيم المتطرفة. وتفيد الدراسة أن الجماعات الإرهابية يرون في هؤلاء المجندين الصغار، أنهم «الأفضل» و«الأكثر نقاء».
ويقول المراقبون إن بين كل ثلاثة أطفال سوريين هناك طفل قد ولد بعد بدء الصراع في المنطقة بسوريا منذ 5 سنوات، ونشأ في بيئة «من العنف والخوف والنزوح»، ولفت المراقبون إلى أن التنظيم يكثف جهوده لترسيخ فكرة ضم الأطفال إلى صفوف مقاتليه.
الأمم المتحدة: داعش يرتكب إبادة جماعية في حق الأيزيديين
وسبق أن نشر التنظيم فيديو لفتى أسترالي يحمل السلاح ويرتدي زى المتشددين، وفي فيديو آخر يظهر رجل تحت اسم «أبو خالد» ومعه 3 أطفال، فضلا عن نشر صور لأطفال يتدربون في معسكرات «داعش» في شمال سوريا، تظهر نحو 60 طفلا بزي عسكري ويعرفون باسم «أشبال الخلافة».
وعن وصف الحياة داخل تنظيم «داعش»، قالت الدراسة المصرية إن الأطفال تدربوا على كيفية القتال، حيث يقال لهم: «يجب أن تسددوا ضربة قوية للعنق، ثم يتم قطع الرأس ووضعه على ظهر الضحية» خلال بضع ثواني، فضلا عن كيفية استخدام الحزام الناسف، لافتة إلى وجود آلاف الأطفال في معسكرات «داعش» يتدربون على القتل، وذلك من أجل إعداد «جيل جديد» من المتطرفين، مضيفة أن الأطفال يخضعون لعزلة تامة خلال حياتهم اليومية داخل «داعش»، كما يخضعون لبرنامج التدريب نفسه لمدة 10 أسابيع؛ الاستيقاظ في الثامنة صباحا، فضلا عن تناول الإفطار، ثم تمارين اللياقة، كما يتوجب على الصبيان الجري من أجل فقد الوزن.
ويقول المصدر المصري إن «حب التقليد لدى الصغار قد يكون من بين الأسباب التي تساعد الداعشيين في عمليات تجنيد هؤلاء القصر الذين يرون في حمل السلاح واستعماله بطولة وفدائية يطمحون إلى تحقيقهما، وتحملهم بعض المشاهد الدموية على تقمص أدوار هؤلاء الأبطال الزائفين».
وسبق أن نشر التنظيم في أغسطس (آب) الماضي فيديو لطفل داعشي يذبح دمية مع صيحات التكبير، وقال المراقبون إن «الفيديو عكس حرص (داعش) على تأهيل القصر ليصبحوا أكثر قدرة على إراقة الدماء».
وقالت دراسة «مرصد الأزهر» إنه يتم تلقين الأطفال أن «داعش» هو تنظيم يمثل الإسلام، وأن القتال معه هو «جهاد في سبيل الله»، ثم يتم بعد ذلك شرح بعض المفاهيم الدينية عليهم، وتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، وأن «الله أمرنا بـ(الجهاد) في القرآن، ويجب علينا جميعا طاعته والجهاد في سبيل الله وفي سبيل (دولة الخلافة)»، موضحة أن كل هذا بهدف إقناعهم بأنهم سيموتون شهداء وسيفوزون بالجنة، كما كانوا يعرضونهم لمشاهدة رجال تقطع أيديهم وأرجلهم ويعلمونهم بأن هذا بسبب كفرهم وحربهم ضد التنظيم المتطرف.
وعن المساجد التي يتم تعليم الأطفال فيها داخل التنظيم، قال المصدر المصري: «يقوم المعلمون بالتدرج في تعليم الآيات القرآنية وصولا إلى شرح الجهاد، وكيف تنال الشهادة التي تورثهم الجنة، من منطلق أفكارهم، كما يجعلون الأطفال يشاهدون فيديوهات لعقوبات إسلامية بتطبيق الحدود، أو القتل، في مشاهد عنيفة للغاية».
ويقول المراقبون إن «كثيرا من الدول الأوروبية، ومن بينها إسبانيا، تعاني من تكرار وجود عشرات وربما مئات حالات التجنيد لصفوف (داعش) بين صغار السن»، لافتين إلى أن «المجندين من الأولاد القصر ينجذبون لفكرة (الجهاد) وإقامة الدولة وإيجاد هوية وهدف للحياة».
وأكدت الدراسة المصرية أن «داعش» يقوم بتجنيد عائلات بأكملها، وأنه قد ازدادت مؤخرا الصور والفيديوهات التي تُظهر أطفالا يشاركون في عمليات قطع الرقاب وإطلاق النيران.