أخبار الآن | إسطنبول – تركيا ( أسامة زين الدين)
مع صدرو نتائج الامتحانات في عدد من البلدان التي لجأ إليها السوريون هربا من الموت، وبحثا عن ملاذ آمن لأطفالهم، تصدّر الطلاب السوريون لوائح المتفوقين في بلدان اللجوء التي فروا إليها، متحدين بذلك أصعب الظروف النفسية والاجتماعية والمادية التي تعصف ببلدهم.
محمد من داريا .. الثاني في الشهداة الإعدادية على مستوى لبنان
"محمد الكوشك" طالب سوري من داريا المحاصرة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، والتي يطلق عليها اسم عاصمة البراميل، هرب والداه من الحصار والموت منذ سنتين ليلجؤوا إلى لبنان كملايين السوريين الذين غادرو بلادهم. وتمكّن رغم كل ظروفه الصعبة وتنقلاته بين المدارس وعقبة اللغة من تحقيق المركز الثاني على لبنان في المرحلة المتوسطة، بفارق علامة واحدة عن زميلته التي أحرزت المركز الأول.
يحلم "محمد" كما يقول "لأخبار الآن" بأن يصبح طبيبا في المستقبل وأن يكمل مسيرة تميزه الدراسي الذي اعتادها أهله عليه، فقد كان دائما الأول في صفه، وكان متفوقا ورائداً على مستوى الغوطة الغربية في الرياضيات.
محمد فرد من عائلة تبلغ تسعة أشخاص، تابع والده "سعيد" مهنته الأصلية كصاحب مطعم بسيط ومأكولات شعبية في لبنان، حيث افتتح مطعما هناك محاولا أن يؤمن لأطفاله جوا يناسب دراستهم ويؤمن لهم أقساط مدرستهم، وتمكن أربعة من أطفاله "نتيجة حرصه وحرص زوجته على إتمام تعليمهم" من الحصول على إعفاء من الأقساط المدرسية بعد إحرازهم درجة الامتياز في نهاية العام، وكانت ابنته الأولى على الصف العاشر في مدرستها.
طالبتان من درعا .. المرتبة الأولى في الإمارات العربية المتحدة
حوت قائمة العشرة الأوائل في الإمارات العربية المتحدة على طالبتين سوريتين كانت أولاهما "هاجر قطيفان" التي فوجئت باتصال لم تكن تتوقعه، فقد كان محدثها على الطرف الآخر الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" حاكم دبي مباركا ومبشرا لهاً بحصولها على المركز الأول على دولة الإمارات العربية المتحدة في الشهادة الثانوية الفرع العلمي، وحصولها على معدل 99.9 % لتتفوق بذلك على كل أقرانها من المواطنات والمقيمات.
"هاجر" المهاجرة من درعا مع أهلها، والتي تعاني عائلتها ظروفا صعبة جدا من حيث مرض والدتها بالسرطان، وإصابة والدها بالجلطة تحلم بأن تكون طبيبة لتشرف على علاج أبويها وترعى بنفسها أخوتها الستة التي تكبرهم جميعا. الأمر الذي دعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي لتحقيق حلمها الذي يعجز أهلها عن تحقيقه لها، والتوجيه إلى كلية الطب بقبولها استثنائيا تقديرا لتفوقها، ومراعاة لظروفها.
أما المرتبة الخامسة على الفرع العلمي فكانت من نصيب الطالبة السورية نور المفضي، التي تعيش في إمارة أبو ظبي، وتفوقت بمعدل 99.7 في المائة.
تفوق في السعودية على مستوى الذكور والإناث
رغم معايشتها في حمص لأسوأ الكوابيس وأصعب الظروف، وبعد مشاهدتها عيانا دمار بيوت حيها ومقتل جيرانها وسقوط القذائف على مدرستها؛ استطاعت "نادية جبوس" أن تتجاوز كل الذكريات الأليمة بعد هجرة والدها إلى السعودية واستقراره في جدة لتحرز المركز الأولى على مستوى السعودية في الشهادة الثانوية في الفرع العلمي بعد إجرزها المجموع كاملاً 100%.
ومن جهة الذكور فقد كانت المرتبة الأولى في الثانوية العامة من نصيب "أحمد أنور عامر الدروبي" وهو من مدينة حمص وسط سوريا بمجموع 100%
التفوق السوري .. مسيرة مستمرة
يذكر أن العام الماضي قد شهد أيضا نماذج سورية متميزة في بلاد اللجوء، فقد كرم أوباما شخصيا برسالة منه الطالبين "جاد ورام الشمعة" الدمشقيان بعد حصولها على مرتبة الشرف في عدد من موادهما الدراسية، كما احتفت الصحافة الفرنسية بشكل كبير بالطالب السوري "هيثم الأسود" الذي استطاع انتزاع مقعد له في فرع هندسة العلوم من بين 680 ألف طالب فرنسي نافسوه أشد المنافسة رغم اختلاف اللغة والثقافة.
كما أحرزت الطالبة السورية "نور ياسين قصاب" العلامة التامة في امتحان البكالوريا "الابيتور" في مدرسة ثانوية بولاية "براندنبورغ" الألمانية وحازت "نور" مناصفة مع طالبة ألمانية أخرى على جائزة امتياز جراء تفوقها الدراسي وخاصة في مادتي اللغة الإنكليزية والرياضيات والأنشطة الاجتماعية.