أخبار الآن | منبج – سوريا – (جلال زين الدين)
دخلت معركة منبج بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش مرحلة مفصلية بوصول المعارك لأطراف الأحياء من مختلف الأطراف ولاسيما الغربية والجنوبية، مما يعني اقتراب الحسم أو الدخول في معركة استنزاف للطرفين.
ويبدو من خلال ممارسات داعش أنها لن تستسلم بسهولة، فالتنظيم يعمل جاهداً في اللحظات الضائعة على استمالة الشارع وخلق حاضنة شعبية تمكنه من الصمود.
يعيش داعش وضعاً عسكرياً صعباً فهو أمام خيارين مُرّين لا ثالث لهما، يقول النقيب المنشق أبو علي: "لم يعد ثمة قرارات اختيارية فالتنظيم بعد تطويق المدينة مضطر للاستماتة بالدفاع عن المدينة أو الاستسلام" والخيار الثاني غير متعارف عليه بأدبيات التنظيم، ولم تترك قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج وريفها للتنظيم ثغرة للهرب والانسحاب من المدينة، يتابع أبو علي: "ومرجع ذلك لتطويق المدينة من محاورها كافة بعمق 10كم كحد أدنى مما يجعل خيار اختراق الحصار والهرب ضعيفاً جداً".
يذكر هنا أن المعارك وصلت من الجهة الجنوبية للمطاحن التي سيطرت عليها القوات الديمقراطية لكنها سرعان ما فقدت السيطرة عقب تفجير داعش مفخخة يقودها انتحاري، يقول أبو علي: " يتفوق داعش في المدينة بهذا السلاح، إذ يتناقص مفعول الطائرات، ويزداد مفعول المفخخات والانتحاريين مما ينذز بطول الحسم" مما سينعكس سلباً على المدنيين المحاصرين، وفي حال استعادة قوات سوريا الديمقراطية منطقة المطاحن، وتمكنها من الاحتفاظ بها فإنها تسيطر نارياً على قسم كبير من منبج كحي الحزاونة، والحارات الواقعة جنوب مقبرة الشيخ عقيل.
أما الجهة الغربية فكانت السيطرة عليها نوعاً ما سهلة إذ تتميز بأنها منطقة مكشوفة لا يوجد فيها ازدحام بالأبنية مما سهل عمل الطائرات، ويؤكد الناشط أبو عمر من منبج للآن أن سوريا الديمقراطية وصلت مزارع الشرعية، وذلك يعني إغلاق الطريق تماماً نحو مدينة الباب.
ومن الناحية الشمالية يؤكد أبو عمر أن قوات سوريا الديمقراطية التفت عبر طريق ترابي من قرية عين النخيل إلى طريق جرابلس لتفاجئ التنظيم بالسيطرة على أجزاء من حارة الجيلاوي في الشمال الشرقي من المدينة، ليصبحوا قريبين من دوار الهرم،
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً على قرية الخطاف من الناحية الشرقية ليصبحوا على مشارف المدخل الشرقي (مفرق نعسان).
ووصول المعارك لأطراف المدينة سبب حالة هلع ورعب بين السكان ولا سيما بعد وقوع عدة ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين، يقول الناشط أبو عمر: "يعاني الأهالي من القناصة والطلقات الطائشة في أطراف المدينة خصوصاً في الليل، فتوفيت امرأة جانب المستوصف الشرقي بطلقة بالرأس، وبالحي الشرقي أصيبت فتاة بصدرها، ورجل كان يقف قرب دوار البطة" مما زاد من معاناة المواطنين وحدّ من تحركاتهم وتنقلاتهم.
إقرأ أيضاً داعش يخسر آخر قرية شرق مدينة منبج بحلب
ويستعد داعش لمعركة استنزاف طويلة لأنه يعتقد أن قوات سوريا الديمقراطية لن تستطيع دفع فاتورة معركة طويلة، فيحاول داعش كسب ود الشارع، ودفعهم لحمل السلاح، فقد عمل على تخفيض الأسعار، يقول أبو عمر: "يبيع التنظيم ربطة الخبز حالياً بين 150 إلى 200 ل.س بعد أن كانت تباع بين 350 و400 ل.س" ويتم البيع ليلاً بين التاسعة والثانية عشر ليلاً.
وقام داعش بضخ كميات كبيرة من السمنة في السوق، ويذكر التاجر محمود من منبج أن السمنة مصادرة من تاجر كردي يدعى نبو لديه مستودع شرقي مدرسة القاسم في المنطقة الشرقية في منبج.
وحثّ التجار على تخفيض الأسعار، وهدد المحتكرين بل وفرض سعراً مخفضاً لما بقي من خضار، يقول أبو عمر: " البارحة لا يوجد بالسوق سوى خيار وكوسا وبقدونس وبيع الخيار ب600 والكوسا300 ليأتي عناصر التنظيم ويفرضون سع150 لخيار و100 للكوسا مما دفع الباعة للامتناع عن البيع، والعودة للبيع لاحقا بالسعر القديم" يذكر أن الخضار تأتي من بعض البساتين داخل المدينة وإنتاجها محدود، ويدعي المزارعون أن ارتفاع السعر يعود لارتفاع التكلفة بالسقي لا جشعهم. ويتحدث عناصر داعش في أوساط الأهالي عن نيّة التنظيم بيع المحروقات بأسعار مخفضة.
ولم تفلح هذه الإجراءات في جذب أي عنصر جديد، يقول الأستاذ رياض: " هذه الإجراءات جاءت في الوقت الضائع، فالأهالي ينظرون للمعركة بلامبالاة إذ لم يترك التنظيم حسنة يذكره الناس بها".