أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
لم يكن يخفى على أبناء مضايا والزبداني نوايا حزب الله ونظام الأسد في تغيير ديموغرافية المنطقة وتهجير أهلها ذوي الأغلبية السنية واستجلاب عائلات موالية للنظام ومن كوادر حزب الله اللبناني. إلا أن ذلك كان يسير بخط بطيء من خلال عمليات التبادل في صفقة "الزبداني- الفوعة" وإفراغ المنطقة الواقعة خارج سيطرته من أهلها، ليتطور ذلك بشكل خطير مؤخرا بعد بدء النظام بعمليات التهجير للسكان القاطنين في مناطق سيطرته والاستيلاء على منازلهم وحرق أراضيهم لمنع عودتهم إليها نهائيا.
فعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية قام النظام بتهجير ما يقارب 400 عائلة من مناطق سيطرته في مضايا وسهل الزبداني وإخلاء المناطق الواقعة تحت سيطرته من سكانها الأصليين، وذلك باالتزامن مع التحرك العسكري على الأرض في سبيل قضم مساحات إضافية من البلدتين وتفريغها من السكان كما حصل في المنطقة الجنوبية من مضايا في الأسابيع الأخيرة.
قضم للمناطق
يقول "سمير العلي" عضو المجلس المحلي في مضايا: "إن قوات حزب الله قامت مرارا في الأسابيع الفائتة بخرق الهدنة القاضية بعدم التحرك العسكري على الأرض واقتحام البلدة، حيث قامت وسط تغطية نارية كثيفة بالسيطرة على أكثر من خمس وحدات سكنية بالكامل جنوبي مضايا وطرد سكانها باتجاه داخل بلدة مضايا مما جعلهم نازحين ضمن مدينتهم المحاصرة".
ويضيف العلي بأنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد تكررت حوادث تقدم نظام الأسد وحزب الله داخل بلدة مضايا وخصوصا في منطقة "العقبة" والتي تم تهجير عشرات العائلات منها بعد إنذارات بإخلائها خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع، أو أنه سيتم استهداف كل من يتواجد فيها عقب انتهاء المهلة المعطاة لهم، ما دفع سكان المنطقة لترك منازلهم والتوجه لداخل بلدة مضايا وإخلاء المباني التي أصبحت قواعد عسكرية للحزب بعد أن قام بتحصينها وإنشاء السواتر الترابية حول المنطقة.
وعن عملية التهجير أيضا، يتحدث "حسام" الناطق باسم "الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا" بأن: النظام بدأ بشكل علني عملية تغيير هوية البلدتين من خلال تغيير التركيبة السكانية للمنطقة وذلك بإتباع وسائل الحصار والتجويع وتدمير كل ما يربط السكان بأرضهم من منازل وأراضٍ، فقد تم تدمير سهل الزبداني بالكامل وحرق مزارعه الممتدة إلى الحدود اللبنانية بالإضافة لتدمير حتى منازل السكان القاطنين في مناطق سيطرته والذين لم يسلموا من عملية التهجير الجارية.
تهجير ممنهج
يشير "حسام" إلى أن الهيئة الإغاثية نشرت خريطة مفصلة لعملية التهجير التي يقوم بها حزب الله والتي بدأت منذ شهر نيسان الفائت، وذلك بطرد 13 عائلة من منطقة جمعية الصديق، ليتبعها مباشرة حملة تهجير عدد أكبر من العائلات من منطقة العقبة جنوبي مضايا وإجبارهم على الدخول إلى مضايا بالرغم من أنهم كانو يعيشون تحت رحمة النظام ولا مشكلة لهم في ذلك.
ويضيف حسام أن الأمر تأزم في مطلع شهر يونيو/ حزيران الحالي حيث قام النظام بإنذار ما يقارب 150 عائلة من منطقتي "السلطاني والخربة" بضرورة إخلاء منازلهم بأسرع وقت، ثم ما لبث النظام أن بدأ بعملية التقدم العسكري إلى المنطقة والسيطرة عليها وتهجير معظم أهاليها إلى داخل مضايا "إلا بعض الحالات الخاصة والتي تم تهجيرها إلى داخل دمشق".
وينوه حسام إلى أن الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا قد ناشدت "مع عدة مؤسسات مدنية في البلدة" هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على ضرورة التدخل العاجل والسريع لإيقاف عملية التغيير السكاني للمنطقة والتي تجري على مرأى من أعين العالم كله من دون أي تحرك يوقف أكبر عملية تغيير سكاني في ريف دمشق وترك مئات الآلاف من سكان المنطقة إلى مصيرهم المجهول.