أخبار الآن | حلب – سوريا (سعيد غزول)

لم تمضِ ساعات على التمهيد الإعلامي الكثيف، حول اقتراب معركة "فك الحصار عن حلب"، تحت مسميات عدة كان أبرزها معركة "الغضب لحلب" و"ملحمة حلب الكبرى"، حتى أعلنت جميع الفصائل العاملة في حلب وريفها، بالاشتراك مع فصائل "جيش الفتح" القادم من محافظة إدلب، بدء معركة "فك الحصار عن حلب" عصر الأحد.

تزامناً مع بدء المعركة، شوهد "دخان أسود" كثيف في سماء مدينة حلب وريفها الغربي، وذلك نتيجة إشعال المدنيين والناشطين "إطارات مطاطية/ دواليب" في الشوارع والطرقات، وذلك بناء على حملة ناشطين ومجالس ثورية في المدينة، تهدف إلى تشكيل سحابات دخانية، تهدف للتشويش على طائرات النظام، وطائرات سلاح الجو الروسي، وتمنعه من استهداف الأحياء المتداخلة بين سيطرة "النظام" وفصائل الجيش الحر.

بدء المعركة .. والوصول إلى مشارف حي "الحمدانية" غربي حلب

بدأت المعركة من قبل فصائل "جيش الفتح" أولاً، بقصفٍ تمهيدي بكافة أنواع المدافع، وراجمات الصواريخ، والرشاشات الثقيلة، على قرى وبلدات في ريف حلب الجنوبي، وتلال استراتيجية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة حلب، لتندلع عقبها اشتباكات عنيفة بين فصائل معركة "الغضب لحلب" وقوات "نظام الأسد" مدعومةً بميليشيات أجنبية مساندة لها، أسفرت عن تقدم الفصائل وسيطرتهم على مواقع استراتيجية هامة في مدخل حلب الغربي، وأخرى في الريف الجنوبي.

الناشط الإعلامي "مصطفى الحلبي" أفاد لـ أخبار الآن، أن فصائل معركة "الغصب لحلب"، سيطرت على "مدرسة الحكمة" مركز تجمع ميليشيات "حزب الله" اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وكتلتها جنوب غربي مدينة حلب، وتلتي "مؤتة والمحبة" القريبتين، بعد استهداف المنطقة بـ"سيارتين مفخختين"، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف "قوات النظام"، وتمكنت من كسرِ خطوط دفاع "النظام" الأولى في المدخل الغربي لمدينة حلب، دمرت خلالها أكثر من خمس دبابات وآليات عسكرية، كما استولت على دبابتين وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأضاف "الحلبي"، أن فصائل معركة "الغضب لحلب"، بعد سيطرتها على مدرسة "الحكمة"، أطلقت المرحلة الثانية من "المعركة"، وتمكنت خلالها من السيطرة على مشروع "الريادة – 1070 شقة" في منطقة الحمدانية، وسط هروب جماعي لقوات "نظام الأسد" والميليشيات المساندة لها، مشيراً إلى المعارك تدور الآن في مشروع الـ"3000 شقة" الملاصق، وعلى أسوار "كتيبة مدفعية الحمدانية"، تزامناً مع استهداف "الأكاديمية العسكرية" شماليًّ حي الحمدانية، بعشرات الصواريخ، التي أدت إلى تشوب الحرائق بداخلها.

فصائل "الغضب لحلب" تسيطر على مواقع في الريف الجنوبي

كذلك، وبالتزامن مع سيطرة فصائل معركة "الغضب لحلب" على مواقع استراتيجية غربي حلب، تمكنت الفصائل من السيطرة على قرية "العامرية" في الريف الجنوبي، عقب سيطرتهم على "تلة المحروقات" القريبة، إضافةً لسيطرتهم على "تلة الجميعات" و"كتيبة الصواريخ /مستودعات خان طومان"، وتلة "السيرياتل" الاستراتيجية والقريبة من حي "الشيخ سعيد" الخاضع لسيطرة الجيش الحر جنوبيَّ حلب.

القائد العسكري في "كتائب أبو عمارة" أبو دجانه الأنصاري، أفاد في تصريح لـ أخبار الآن، أن "غرفة عمليات فتح حلب" ضمن معركة "الغضب لحلب"، تمكنت من تدمير دبابة متمركزة على "حاجز االراموسة" جنوبيَّ حلب، كما قتلت أكثر من 10 عناصر من قوات "نظام الأسد" والميليشيات المساندة لها، على جبهة حي "العامرية" المجاور، إضافةً لتدمير ثلاث دبابات على مشارف قرية "الحويز" غربي بلدة "الوضيحي" بالريف الجنوبي.

وأشار "أبو دجانة"، إلى أن خط معركة "الغضب لحلب" يمتد على مسافة "20 كيلومترا" ابتداء من قرية "السابقية" جنوبي بلدة "الوضيحي"، وصولاً إلى "مدرسة الحكمة" حتى مشارف الأحياء الغربية في مدينة حلب، لافتاً إلى أن جميع فصائل "جيش الفتح" تشارك في هذه "الملحمة الكبرى"، والتي تهدف إلى "تحرير مدينة حلب" بشكل كامل، على حدِّ قوله.

وكان قائد عسكري في "جيش الإٍسلام" قال قبل أيام قليلة، إن فصائل "جيش الفتح" و"غرفة عمليات فتح حلب"، توصلت بعد لقاءات واجتماعات على مدار الأيام القليلة الماضية، إلى اتفاق يقضي بإطلاق "ملحمة حلب الكبرى"، ضمن "قوة مشتركة" تزيد عن "20 ألف" مقاتل.

يشار إلى أن "جيش الفتح" بدأ بالتخطيط لمعركة "فك الحصار عن حلب"، منذ حصار المدينة قبل عشرين يوماً، عندما تمكنت قوات النظام من السيطرة بشكل كامل على طريق "الكاستيلو" المنفذ الوحيد لربط أحياء مدينة حلب الشرقية بريفي المدينة الشمالي والغربي، إضافةً لسيطرتها على حي "بني زيد"، وذلك ضمن حملة عسكرية أطلقتها قبل ثلاثة أشهر لحصار حلب، وسط غطاء جوي روسي.