بعد أن استخدم داعش غاز الكلورين في الهجمات التي تشنها في العراق، لم يعد سعي هذا التنظيم الهجين لتطوير سلاح كيماوي أو بيولوجي بالأمر المستبعد. فالدلائل واضحة ومتزايدة في هذا الشأن؛ حتى إن الأمر يعود إلى أبعد من الحاضر. فقد تردد أن “الدولة الإسلامية في العراق”، التنظيم الأم لداعش، استخدمت الكلورين في العام 2007.
الرسائل التي عُثر عليها في أبوت أباد حيث قتل أسامة بن لادن كشفت عن هذه المسألة. الرسالة رقم 11 المؤرخة في 28 آذار/مارس 2007، كانت موجهة إلى إلى عالم دين يُدعى حافظ سلطان يُسأل فيها النصح بخصوص استخدام تقنية غاز الكلور. وذكر الكاتب: “فقد قيل إن الإخوة في العراق استخدموها، ولكنهم نفوا في بيان صادر عن دولة العراق الإسلامية نفياً ضمنياً. وكذلك الإخوة في جهة محمود عندهم إمكانية لاستخدامها على قوات المرتدين (جلال طالباني ومسعود برزاني) وفكروا بالفعل في استخدامها.”
وفيما يلي دلائل أخرى من موقع معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية (ميمري).
في 16 أيلول/سبتمبر 2014، كتب أحد المشاركين في منتدى جهادي تحت اسم “متى الساعة” أن داعش يستطيع استخدام فيروس إيبولا كسلاح كيماوي ضد الولايات المتحدة والدول المشاركة في التحالف. واقترح أن يسافر شخص من المناطق الموبوءة في إفريقيا إلى المناطق المستهدفة ليترك الهواء والماء يتكفلان بنشر الفيروس.
في أواخر تموز/يوليو 2014، نُشرت على تويتر صور لأفراد من مجموعة أنصار الإسلام وهي مجموعة كردية سلفية انضمت إلى داعش في آب/أغسطس الماضي وهم يعملون فيما يشبه المختبر. أحد التعليقات أشار إلى أن هذه المجموعة لها معرفة في تصنيع السموم البيولوجية والكيماوية؛ وإنهم “عادوا ليطبخوا شيئاً.”
وفي أيلول/سبتمبر، حصلت مراسلة أخبار الآن جنان موسى على وثائق من الكمبيوتر المحمول لشاب تونسي كان يقاتل في صفوف داعش. الوثائق كانت تتعلق بتصنيع أسلحة بيولوجية مثل الطاعون. وجاء في إحداها إنه يكفي حقن الميكروب في فأر صغير حتى تظهر عليه الأعراض بعد 24 ساعة.
وفي نفس الشهر، أذيعت كلمة للناطق باسم داعش أبو محمد العدناني أشار في جزء منها إلى “دس السم” كوسيلة لقتل “الكفار”.
واهتمام الإرهابيين الذين فرختهم القاعدة بالسلاح الكيماوي أو البيولوجي ليس بالأمر الجديد. فكان أنور العولقي، الزعيم السابق للقاعدة في اليمن، من أبرز من روّج لهذا السلاح. في النسخة الثامنة من مجلته الناطقة بالإنجليزية “إنسباير” قال: استخدام السموم والأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد مواقع تمركز السكان مجاز ومحمود جداً.”
في نيسان/أبريل 2012، نشر منتدى شموخ العدد الأول من مجلة “القاعدة آيرلاينز” وكان فيها فصل عن استخدام الكلوروفورم كسلاح، باختباره على ضفدع.
وفي العدد الثالث من المجلة في آب/أغسطس، خصص فصل لتصنيع الريسين والنيكوتين، وكلاهما كيماويات سامة.