علاء سمعان
"كمال جملي" فقد ابنه عند اندلاع الثورة ولا يزال يحمله في قلبه ويحمل صورته في يده، حاله كحال كثيرين لا يزالون ينتظرون العدالة لمن أعطى حياته للثورة؛بالنسبة له لم يتحقق شيء من أهداف الثورة.
يقول كمال "لم يتحقق لنا شيء هدفنا هو كشف الحقيقة من قتل أبناءنا من قتل أبناءنا؟ لم يحاكموا؟ ماذا تحقق من الثورة؟ إذا كانوا أطلقوا سراح المجرمين فالثورة لم تتحقق كل اهدافها!! أنا أتمنى دائما الخير لتونس وان شاء الله الحكومة الجديدة تصلح نفسها."
بعد عام صادم بالنسبة لهم ضاع فيه حقوق عدد كبيرمن أبنائهم كما يقولون،وقفت عائلات شهداء الثورة تحت شعار "لن نستسلم" ونادوا بصوت عال:"المجد للشهداء".
تعددت الاحتفالات،وإن اختلف المنظمون فقد كان الهدف واحدا.
الحضور كان كبيرا للصحفيين أيضا سواء لتغطية الحدث أو للتنديد بعملية خطف الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي و نذير القطاري التي تصدرت أنباء إعدامهما المزعوم المشهد التونسي على جميع المستويات الأسبوع الماضي.
رشيد جراي ،هو مراسل وكالة أنباء دولية، بالنسبة له المكسب الوحيد الذي تحقق في تونس هو حرية التعبير ولكن بالنسبة له هذه الحرية أصبحت اليوم مهددة.
وكما في العاصمة احتفل الجميع بذكرى "ثورة الياسمين"، الثورة التي تأجج لهيبها بعد إحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه عقب أخذ عربة خضاره من قبل أحد أعوان البلدية من سيدي بوزيد فبدأت شرارتها بالتوازي في محافظة القصرين التي ثارت من أجل الحرية والكرامة ولكنها اليوم تعاني من أعتى المشاكل وهي مشكلة "الإرهاب"،مشكلة عانت منها تونس ومازلت.
الرابطة التونسية للتسامح اتخذت من إسم "الثورة ضد الإرهاب" عنوانا لاحتفالها بذكرى الثورة، هنا في ساحة 14 من جانفي بشارع الحبيب بورقيبة اتخذت مكانا لها،فشعاراتها كثيرة.
ضو جلالي هو أحد أعضائها يقول لموقع الآن اونلاين "الرابطة التونسية للتسامح شعارنا هو أن التسامح هو اكسجين الثورة وأيضا المقولة المأثورة "إنما يؤخذ الحق كمعدن" وأن هناك علاقة جدلية بين الحقوق والتسامح فلا تسامح بدون حقوق ولا حقوق بدون تسامح، نحن نرفض الإرهاب وسنقاومه مهما كان.
أما الاحتفالات الرسمية فقد شهدها قصر قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة احتفالات كان نخبوية بعض الشيء وان حضر فيها عدد من جرحى الثورة وعائلات شهداء.
أربع سنوات مرت،وإن نجحت تونس في تجاوز المرحلة الانتقالية بسلام،فإن مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة تنتظر الحكومة المقبلة خصوصا وأن المواطن يظل على الدوام المتضرر الأول من تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والامنية،مواطن مازال ينتظر ويحلم…
