أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)
أخيرا، وبعد سيل من التكهنات والأقاويل، أعلنت "جبهة النصرة" تنصّلها من "القاعدة"، وهي الخطوة التي انقسمت الآراء حيالها؛ وتجلّى ذلك في ردود الفعل المتتالية التي ملأت صفحات التواصل الاجتماعيّ عقب الظهور العلنيّ الأول لأبي محمد الجولاني، وإعلانه الطلاق الوديّ مع "القاعدة"، فيما أكّد عدد كبير من الناشطين أنّ "العبرة ليست بفك الارتباط بل بتغيّر الفكر والتصرفات" كما غرّد كثيرون.
هذا على صعيد التفاعل الخارجيّ مع هذا الإعلان، لمتابعين ومهتمّين بشؤون هذه المنظمات المتشدّدة، ولكن الأخطر هو انعكاس ذلك على داخل جسم الجبهة، إذ رأى مقرّبون منها أنّ ذلك ولّد انقسامات شديدة بين أعضائها قبل الخطوة وبعدها، ولا سيما في مجلس الشورى الذي انقسم أعضاؤه بين مؤيّد للخطوة ومعارض لها ولجدواها.
التخوّف الذي يبديه مراقبون الآن، هو في أن يلجأ الرافضون لهذا الانفصال إلى خطوة من اثنتين:
فهربا ممّا أسموه " نقض بيعة شرعية"، قد يلجأون:
إما للالتحاق بداعش، وغالبا ستكون هذه العناصر أجنبية، وهي حسب رأي كثيرين من المتابعين للشأن السوري، الأكثر تشدّدا ودمويّة،
أو تشكيل فصيل جديد ينضوون تحت لوائه، ولا يمكن التكهّن، من الآن، كيف سيكون شكله في ظل غلوّهم وتعصّبهم.
وكإجابة مبسّطة على التساؤل الأوليّ لإعلان الجولاني: "لماذا الآن؟"، فالسبب يعود لتفادي ضربات تستهدف مواقع للجبهة كمفعول مباشر للاتفاق الذي توصّل إليه الطرفان الأميركيّ والروسيّ تحت عنوان عريض هو "القضاء على النصرة وداعش في سورية".
فهل ستأمن جبهة "فتح الشام" المستجدّة ، شرّ الميراث الثقيل لجبهة " النصرة" ؟