أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)
ولاية راخين، دولةٌ مستقلة واسمها القديم أراكان. هي إحدى ولايات ميانمار وكانت دولة مستقلة أغلب سكانها من المسلمين. مساحتها 36.762 كيلومترا مربعا وتعتبر جبال الولاية حاجزا طبيعيا بينها وباقي مناطق ميانمار.
يتعرّض سكانها للاضطهاد من قبل السكان البوذيين بغضّ الطرف من الشرطة حينا، وتواطؤ منها أحيانا أخرى بزعم أنهم مهاجرون غير شرعيين.
بدأ من خلالهم ينتشر الإسلام في دولة مُجاورة اسمها بورما ذات الاغلبيه البوذية.
في عام 1784 حقَدَ البوذيون على المسلمين في "أراكان" فحاربوها وقتلوا المسلمين فيها بطرق وحشية وضمّوا أراكان لبورما وغيّروا اسمها إلى ما بات يعرف ب "ميانمار" واصبحت جزءًا من بورما فتحوّلت من دولة مستقلة إلى ولاية أصبح المسلمون فيها أقليّة نظرا لأنّ عددهم لا يتجاوز الأربعة ملايين وباتت الغلبة للبوذيين الذين يصل عددهم إلى الخمسين مليونا.
كَوَّنَ المسلمون قرى مستقلةً لهم يعيشون ويتاجرون فيها، إضافة إلى جمعيات تكفل شؤونهم وأمور دينهم ودنياهم، ما رفضه البورميّون البوذيّون فصاروا يهجمون على قرى المسلمين ليخرجوهم من ديارهم.
ورغم أن التاريخ حافل بعدد كبير من الشواهد، ها نحن نستذكر لمحة تاريخية بسيطة عن آخرها ، والتي وقعت في الألفيّة الحالية :
سنة 2001 وزّع الرهبان في جميع الأنحاء كتيبا اسمه "ميو بياوك همار سوي كياوك تاي" أو "الخوف من ضياع العرق" وغيرها من المنشورات المناهضة للإسلام لشحذ الكراهية في نفوس البوذيين ضدّ المسلمين وذلك لما أسموه انتقاما لتدمير " طالبان " تماثيل بوذا في باميان – أفغانستان ، فدمّر المجلس العسكري في البلاد في اليوم التالي ،انتقاما، وبناء على طلب الرهبان البوذيّين، مسجدي هانتا وسكة قطار توانغو، وأغلقت جميع المساجد الأخرى حتى أيار / مايو 2002 وخلال هذه السنة الدامية قتل وجرح وشرّد المئات من المسلمين في البلاد كما خرّب البوذيّون بقيادة رهبانهم مئات مقرات المسلمين وشركاتهم ومنازلهم.
ارتكب البوذيون مجازر مروّعة بحق المواطنين الجدد المسلمين ، ولعلّ من أفظعها ما حدث في بلدة " تاس وجوك " حيث، وفي 3 يونيو 2012 ، اعترضت مجموعة من الماغن البوذيين تقدّر ب 466 شخصا حافلة تمرّ عرضا في البلدة وتُقِلُّ عشرةً مِن الدعاة من حفظة القرآن الكريم الذين كانوا يطوفون على القرى المسلمة يحفّظونهم القرآن ويدعونهم الى الله تعالى ويزوّجونهم ويعلّمونهم شؤون دينهم، فأخذوا يخرجونهم من الحافلة التي كانت تقلّهم ويضربونهم ضربا مبرّحا، ثم أخذوا يربطون لسان الواحد منهم وينزعونه من حلقه ،ثم جعلوا يطعنون الدعاة بالسكاكين ويقطّعون أيديهم وأرجلهم بالسيوف حتى ماتوا الواحد تلو الآخر.
فثار المسلمون دفاعا عن دعاتهم وأئمة مساجدهم وخطبائهم ، عندها أقبل البوذيّون عليهم وبدأوا يُحرِقون القريةَ الواحدة تلو الأخرى حتى وصل عدد البيوت المحروقة إلى 2600 في أقلّ تقدير، مات فيها من مات ، وفرّ من فرّ ، ونزح من هذه القرى قرابة المئة ألف عن طريق البحر والبر ولا يزال الذبح والقتل في المسلمين مستمراً.
حتى يومنا هذا ، لا يزال الروهينغا إمّا يعيشون القمع والاضطهاد والتقتيل في ديارهم ، أو لاجئين من غير حقوق في بنغلاديش وتايلاند، وتكتفي الأمم المتحدة وسط شبه انعدام لقدرتها على مساعدتهم ، باعتبارهم "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم" !
اقرأ ايضا: