أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)
تصدر وسم #قمة_الرياض هاشتاغ تويتر ليعلن أن القمم العالمية في السعودية جاءت لإعادة ترتيب الأولويات على الصعيد الإقتصادي والعسكري والأمني بين أمريكا ودول منطقة الشرق الأوسط، وقد عملت السعودية بإتقان على جمع قادة الدول العربية والإسلامية للإجتماع مع الرئيس الأمريكي ترامب ومن هنا اكتسبت زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية أهمية كبرى لوضع أسس وركائز تساهم في كشف رؤية عربية أمريكية لسياسة عميقة في المنطقة.
المملكة العربية السعودية وكذلك دولة الإمارات تعملان على تعميق التحالف الخليجي الأمريكي وتتفقان في الرأي مع الولايات المتحدة حول مكافحة تمويل كل من تنظيم داعش وتنظيم القاعدة الإرهابيين إلى جانب إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية وفتح صفحات بيضاء تتفق مع رؤية كل من جميع الدول المشاركة نحو المستقبل.
الولايات المتحدة بدورها تسعى إلى تطوير علاقاتها مع السعودية والإمارات وباقي دول الخليج، ليس فقط لأن ترامب يرغب بتأكيد رسالته الإنتخابية عن قدرته في خلق مناخ إقتصادي عالمي ولكن أيضا لتنشيط دور أمريكا في منطقة الشرق الأوسط من جديد في ظل قمم ثلاثة عملاقة وللخروج حسب مسودة خطاب ترامب بقرارات من الممكن أن تحد من جرأة الزحف الإيراني الفوضوي المعجون بالنوايا الخبيثة والفوضى التي تسببت بها في اليمن والعراق وسوريا وقد يشتمل ذلك على تحجيم المطامع الروسية وإعادة التوازن بدقة إلى المنطقة.
بالطبع، وكما نعلم جميعا، فإن ملف الشرق الأسط يُعد حاليا الأكثر حساسية عالميا، فمن المعروف، وبشكل أساسي أنه ومنذ أواسط القرن الماضي احتلت المنطقة مكانة واهتماما كبيرين، وكذلك من الملاحظ أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي تصاعد الإهتمام بهذه المنطقة من قبل الإتحاد الأوروبي وأمريكا بعد بروز ظاهرة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والذي دفع بزعزعة الأمن عالميا وشكل نقاط سوداء في كافة ملفات وأجندة الرؤساء والجهات التنفيذية والأمنية.
التغييرات السريعة التي حدثت منذ انتقال السلطة في بريطانيا من ديفيد ماكرون إلى تيريزا ماي وعقبها انتقالها من باراك أوباما إلى دونالد ترامب وانتخاب الرئيس الفرنسي المعتدل إمانويل ماكرون ومد فترة ولاية روحاني في إيران شكل تغييرات سياسية دعت إلى اضطراب في الرؤية السياسية والإقتصادية عموما وكذلك بين دول الغرب ودول منطقة الشرق الأوسط، مما دعى إلى إعادة تنظيم وترتيب الأولويات من خلال نافذة الشرق الأوسط المهمة.
بشكل مبكر، عملت الإمارات والسعودية جاهدتين لوضع مخطط مستقبلي ناجع لشرق أوسط معتدل وآمن، وبادرتا بجهود الشيخ محمد بن زايد وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحريك العلاقات العربية الأمريكية الراكدة بعد انتخاب الرئيس الجديد دونالد ترامب في محاولة جادة لترميم الرؤية الأميريكة نحو منطقة الخليج والدفع بملفات وقضايا المنطقة وتحجيم نشاط المليشيات الإرهابية عموما والتي تدعمها الأذرع الإيرانية وخاصة في اليمن وسوريا، وكذلك رفع مستوى التحالف الأمريكي الخليجي إلى أعلى مستوياته.
وفي خطاب ترامب وخطاب التحالف العربي طرحت وستطرح قرارت كثيرة وتعهدات لا تحصى لحل مشكلة مكافحة الجماعات الإرهابية التي أصبحت الخطر الأول على المستوى العالمي إلى جانب الملف النووي الإيراني والملف السوري والقضية الفلسطينية والعلاقات مع دول الخليج وسيوضع أمام القادة التصورات والحلول لهذه القضايا مما يمكنه أن يعيد الأمن والأمل إلى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
الاستطلاعات تبين، من خلال وسوم تويتر، أن هناك آمالا كبيرة في الشارع العربي تم تعليقها على قمم السعودية وقمم الرياض وقد نوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن أمله في أن "تؤسس هذه القمم التاريخية لشراكة جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون لخدمة حاضر ومستقبل شعوب المنطقة" وكذلك أكد الشيخ محمد بن زايد خلال زيارته الأخيرة إلى أمريكا بالعمل من أجل تخليص الشرق الأوسط من الإرهاب.
قمة الرياض وبمشاركة واسعة ستكون بريق أمل لجميع صناع الأمل أن تعود هذه المنطقة لتحظى بالأمن والسلام.
—-
*نورا محمد المطيري (مواليد 8 أغسطس 1984)، إعلامية وباحثة في مجال إقتصاد الأسرة، مذيعة ومحررة أخبار إقتصادية، صدر لها كتاب: إنقاذ، وكتاب: الرفق بالحيوان.. إنسانية، وتشغل منصب رئيسة تحرير شبكة إن إم إن نيوز، مهتمة بقضايا الرفق بالحيوان وحقوق الحيوان.