أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)
الإمارات تعد الآن، بشكل لا يقبل الجدل، واحدة من الدول التي تقدمت في مجالات عديدة بسرعة وإتزان في المنطقة والعالم وتبؤت المكانة الراسخة التي استحقتها بجدارة نتيجة تركيزها العميق على النشاط والمبادرات والإنجازات في كافة القطاعات بالإضافة إلى تسخير جميع إمكانياتها لرسم وتنفيذ سياسة خارجية هادفة وواضحة وضوح الشمس فحظيت باحترام الجميع بسبب اعتدال سياستها الخارجية وجهودها في العمل على تحقيق التضامن العربي ومساندة التحالف الإقليمي والدولي للقضاء على الإرهاب وتوابعه بالإضافة إلى مساندة الدول المنكوبة بتقديم مواد إغاثة للبلدان التي تعرضت لنكبات الحروب الأهلية ومخلفاتها.
مما لا شك أن دولة متقدمة ومتطورة بحجم الإمارات سياسيا وإقتصاديا معرضة لزوابع الحاقدين الساعين للإخلال بأمنها واستقرارها كالجماعات الإرهابية ومموليها أو محاولة تعطيل مسيرتها التنموية ولا شك أيضا أن دولة الإمارات تدرك ذلك وتواجهه بشدة وحزم وقد أنجبت من رحمها رجال في كافة الميادين يقومون بحمايتها من كيد الحاقدين وغدر الخائنين والتصدي لهم بحكمة وذكاء.
أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات وحسب قرائتي في سيرته الذاتية وأعماله وإنجازاته وتغريداته المتواصلة يمتلك رؤية ثاقبة وعقلاً نافذاً ينطلق من صميم المصالح الوطنية العليا، وقد وجدت بالتحليل أنه يتمتع بـفكر عروبي وسعة أفق تستند على الخبرة السياسية والحكمة الشخصية التي تلقاها نتيجة الثقافة التي يتمتع بها، ويبدو قرقاش دائما مهموما بقضايا وطنه في كل أحوالها، لذلك يرى المتابعون أن لقرقاش دور مهم ومؤثر في الوسط السياسي وخاصة الخليجي والذي يظهر جليا أنه ينبع من منطلق إيمانه بخليجيته والدفاع عن خصوصية البيت الخليجي واستقراره، وقد برزت شخصية وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي يحوز على وسم قرقاش بواحد من الشخصيات الديبلوماسية المؤثرة على مستويين الخليجي والعالمي.
يتأثر الوسط السياسي والإعلامي بتصريحات معالي الوزير أنور القرقاش إثر الأزمة الخليجة والتي انتهت بقرار حازم بقطع العلاقات مع قطر وبات المجتمع الخليجي على وجه الخصوص يتابع تغريدات الوزير السياسي المخضرم عبر منصة تويتر ويشاركون عقب تغريدته آرائهم وتوقعاتهم وتحليلاتهم، وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور القرقاش من السباقين في وسائل التواصل الإجتماعي ولكن تصريحاته ومنذ بداية الأزمة مع دولة قطر كانت الأكثر رواجا لما تحمله من مفاهيم حول طبيعة الأزمة ومعطياتها وأبعادها ورأي دولة الإمارات وخارطة طريق للإتجاهات التي قد تمر بها الأزمة أو تتجه إليها وقد قال في يوم قرار قطع العلاقات "يوم صعب ومأزوم، تراكم سنوات من تحريض الشقيق على أشقائه، قرار الأشقاء جاء بعد سنوات من النصح والصبر، كم تمنينا تحكيم العقل والحكمة بدل المكابرة. ".
وفي مسألة قطع العلاقات مع قطر يقول الوزير قرقاش في سلسلة تغريداته "المسألة ليست حول السيادة وإستقلال القرار، بل رفضا لسياسة موجهة تضر بالأشقاء وتقوض أمن وإستقرار الخليج العربي، لا يمكن أن نكون جميعا مخطئين."، مؤكدا : "أن سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف أثبتت فشلها وجوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر، بيئة الشقيق الطبيعة غير التي إختارها." وأضاف: "اعتقد الشقيق أن المكابرة والصوت الإعلامي العالي سبيله لتفادي الأزمة، لم يدرك أن الحل في الحكمة وتغيير السلوك الذي ألحق ضررا بالجار والشقيق.
" وأشار معالي الوزير إلى محور الأزمة الحالية "بطبيعة العلاقة بين الاشقاء الشركاء الحلفاء، خيار الاشقاء الشفافية والجيرة والصدق، وصفة واضحة لعلاقة دائمة وصداقة ثابتة." ويلاحظ الخبراء ببساطة، ومن خلال تغريدات #قرقاش أين تتركز سياسة الإمارات في الرغبة بـ #تغيير_سلوك_قطر فيقول : "هل بالإمكان ان يغير الشقيق سلوكه؟ أن يكون حافظا للعهد والمواثيق، حريصا علي الإخوة والجيرة، شريكا في العسر واليسر؟ هذا هو بكل بساطة إطار الحل." يقول معالي قرقاش بكلمة واحدة تلخص المسار اننا #اخترنا_سلمان_والسعودية فتصدر هذا التصريح الترند الأكثر تداولا في تويتر وأجج المشاعر الخليجية المؤيدة والواثقة باختيار القيادات العليا فقال: "في الإمارات إخترنا الصدق والشفافية، إخترنا الإستقرار على الفوضى، إخترنا الإعتدال والتنمية، إخترنا الثقة والوضوح، وإخترنا سلمان والسعودية."
يوضح الوزير أنور القرقاش معالم المشكلة الحقيقية فيذكر أن "الأزمة الحالية في الخليج كشفت موقع تنظيم الإخوان المسلمين من السعودية والإعتدال والتطرف، لهم أجندتهم الخاصة بهم، وموقفهم التكتيكي مع من يمولهم" ثم ألمح عن التصعيد القطري واصفا اياه "المربك والمرتبك" وخاصة عندما طلبت قطر الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين "تركيا وايران" وقال: "كنت أتمنى أن تتغلب الحكمة لا التصعيد، أن يراجع الشقيق حساباته لصالح موقعه الطبيعي في محيطه، الهروب إلى الأمام والحماية الخارجية لا تمثل الحل." ، " الحكمة ومعالجة مشاغل الأشقاء هو الطريق الصحيح لحل الأزمة ويسهل مهمة الوساطات، فغريب من يطلب احترام استقلاليته ويهرع للحماية الطورانية." يؤكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في معظم تغريداته وتصريحاته على مسائل تحتاج من الجانب القطري البحث والتمحيص والتدقيق لحل الأزمة فيظل يدعو دائما "إلى تغليب العقل والحكمة ونبذ المكابرة والعناد، فالتصعيد لا ينفع، والإستقواء بالخارج لا يمثل حلا، المخرج في منهج جديد شفاف صادق". فهل تستجيب قطر لصوت العقل والحكمة الذي تؤكده الإمارات في جميع مواقفها؟
—-
*نورا محمد المطيري (مواليد 8 أغسطس 1984)، إعلامية وباحثة في مجال إقتصاد الأسرة، مذيعة ومحررة أخبار إقتصادية، صدر لها كتاب: إنقاذ، وكتاب: الرفق بالحيوان.. إنسانية، وتشغل منصب رئيسة تحرير شبكة إن إم إن نيوز، مهتمة بقضايا الرفق بالحيوان وحقوق الحيوان.