أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
النقاط الرئيسة
- علماء وشرعيون منشقون عن داعش يؤكدون عدم وجود أي شخص قيادي يحمل كنية أبو إبراهيم الهاشمي
- يرجحون أنه اسم وهمي إلى حين اعتماد شخص يحمل هذا الاسم
- استخدمت هذه الطريقة في تنصيب البغدادي أميراً على “دولة العراق الإسلامية“
نشرت مؤسسة التراث العلمي المنشقة عن داعش مطوية لـ أبي عيسى المصري وكان شرعياً وخطيباً عند داعش قبل أن ينشق عنهم، يفند فيها إعلان داعش تعيين خليفة جديد.
المطوية بعنوان “سلطان باريشا” تستند إلى العلم الشرعي وقصص مما يعرف الكاتب عن التنظيم وقد أمضى فيه خمس سنين.
وباريشا هي القرية التي قُتل فيها البغدادي.
“سلطان باريشا“
تتطرق المطوية إلى انعدام الشروط الشرعية لإقامة “دولة ” الخلافة. “فالخلافة والإمامة العظمى وإمرة المؤمنين والدولة الإسلامية .. أسماء شرعية وعرفية لها معانٍ معروفة، وليست مجرد أسماء لا معنى لها.”
وتتحقق هذه في “حال التمكين” أي عندما تبسط “الدولة” سيطرتها ويضحى أفرادها أقوياء متمكنون في الأرض.
ويشرح أبو عيسى: “وتأمل حال قيادة جماعة ’الدولة’: فهم مستخفون خائفون مترقبون، لا تكاد تفارق أحزمتهم الناسفة خصورهم، يغدون ويروحون كآحاد الناس.”
ويتابع: “أين هذا الكلام أيها الناس من دولة انتقلت عاصمتها ومقر قيادتها من الموصل إلى الرقة إلى الميادين إلى هجين إلى الباغوز إلى باريشا في نهاية المطاف؟!”
ويستهزئ أبو عيسى بإعلان “خلافة” تنعدم فيها المؤسسات التي تقيم أود “الدولة”، فيقول مثلاً: “أين هذا الكلام من دولة انتقل بيت مالها إلى الصحراء، فإذا أردت أن تأخذ عطيتك من بيت مال المسلمين فلا تحتاج إلى الذهاب إلى خازن ولا أمين، فلا خزانة ولا خازن، ولا خاتم ولا توقيع، ولا إذن ولا استئذان، اذهب واسأل رعاة الغنم في الصحراء يدلوك.”
ومن هنا ينطلق أبو عيسى لتعداد مهام “الخليفة” وهي كلها مرتبطة باستقرار ومؤسسات واضحة وثابتة.
لا إمامة لمجهول
وهنا السؤال الأهم: من هو أبو إبراهيم الهاشمي؟
يستدل أبو عيسى المصري على أن هذا الاسم إن وُجد حقيقة “فهو مجهول لا إمامة له، فإن لم يكن معدوماً حقيقةً فهو معدوم حكماً.”
فيقول: “لا يُعرف في جماعة ’الدولة’ أحد من الشرعيين اسمه ’أبو إبراهيم الهاشمي’ فهو مجهول عندنا، وقد كنت في ’الدولة’ قرابة خمس سنين، وبحكم عملي في المجال الدعوي والشرعي أعرف أكثر المشتغلين بالعلم الشرعي قضاءً ودعوةً وبحثاً وتدريساً، ولا يُعرف منهم أحد يقال له ’أبو إبراهيم الهاشمي’”
وبنفس الطريقة يستدل على أن أحداً من الصف القيادي الأول أو من “أمراء الحرب” يُعرف بهذه الكنية. ويخلص أبو عيسى المصري إلى أن الرجل غير موجود “لما علمتُ عن هذه القيادات لاكاذبة، فقد يسمون لنا رجلاً غير موجود ويطالبوننا ببيعته.”
الخليفة المؤقت
وهنا ربما الفقرة الأهم في هذه المطوية، فيستذكر حديثاً مع رجل اسمه ا[و محمد المصري وكان عضواً في اللجنة المفوضة ومقرّب من البغدادي سمع منه طريقة تنصيبه أميراً لـ”دولة العراق الإسلامية”، فيروي عن البغدادي: “إن قيادة الجماعة اجتمعوا بعد وفاة أبي عمر البغدادي، فوضعوا اسماً وهمياً هو (أبو بكر البغدادي) للأمير الجديد الذي لم يُعيّن بعد، وجاءوا بأبي دعاء السامرائي (وهي كنية قديمة استعملها إبراهيم بن عواد البدري المكنى بأبي بكر البغدادي). فقالوا له (نُعيّنُكَ أميراً حتى نجد قرشياً مناسباً)، فقال لهم أبو دعاء: (أنا قرشي)، فقالوا له: (اذهب فأتِنا بنسبك)، فذهب فجاءهم بنسبه، فقالوا: (أنت إذاً أبو بكر البغدادي)!”
خليفة لا يعلم
يعلم هؤلاء بالتجربة أن أوصاف مثل “عالم” تُطلق جزافاً داخل داعش. ويجزم أن البغدادي لم يملك من العلم ما يؤهله للخلافة. ويستطرد كيف أن البغدادي كان يتلقى دروساً في السياسة الشرعية على يد أبي بكر القحطاني، وكان مفتي داعش قبل أن يقتل في غارة للتحالف على شرق سوريا. البغدادي درس أيضاً الفقه والعقيدة على تركي البنعلي، وكان قاضياً مهماً في داعش وقتل في غارة أيضاً ولكن قبل القحطاني بثلاثة أشهر فقط.
قرداش
وعن احتمال أن يكون عبدالله قرداش أو حجي عبدالله التركماني، هو الخليفة، يقول أبو عيسى المصري، الذي يصفه بـ “المجرم السفاح”، إنه “معروف أن الرجل مبتور الرجل اليمنى، وهذا قادح في أهليته لجماعة أو كتيبة أو سرية جهادية، فضلاً عن أن يكون إماماً للمسلمين، فأهل العلم نصّوا على أن سلامة الحواس والأعضاء شرط من شروط صحة الإمامة.”
تيار البنعلي
هم الأعلم بداعش لأنهم أصلاً داعش وساهموا في تدعيم هذا الكيان بل إن “زعيمهم” الروحي كان له فضل كبير في استقطاب البيعة لأبي بكر البغدادي. هؤلاء هم أنصار تيار البنعلي نسبة إلى تركي البنعلي الذي كان قاضياً شرعياً في داعش قُتل في غارة على المنطقة الشرقية من سوريا في مايو ٢٠١٧ وكان معروفاً بمخالفته تيار المغالين والتكفيريين في داعش والمعروف بتيار الحازميين نسبة إلى أحمد الحازم وهو رجل دين متطرف ولم يكن عضواً في داعش. ويعتقد أنصاره أن البغدادي وحاشيته كان لهم دور في قتله.
انشقوا ولما ينضموا إلى أي تنظيم أو يشكلوا تنظيماً خاصاً بهم. يكتفون بنشر الأدبيات التي تفند كل ما هو داعش. ويستخدمون لذلك منصة على التلغرام هي “ناشر المؤسسات” وتضم ثلاث مؤسسات: التراث العلمي، الوفاء الإعلامية، والمعارج.
مصدر الصورة: Photo by Nasir Kachroo/NurPhoto via Getty Images
المزيد: