أخبار الآن | الأردن – عمان ( خاص )
كأي حدث عالمي، تحاول التنظيمات الجهادية أن تمرر رسائلها من خلال التعليق عليها. وباء الكورونا ليس استثناءً. وبالرغم من عوامل مشتركة بين الجهاديين، تنظيماتٍ وأفراداً، حول نظرتهم للمسألة، باعتبارها “عقاباً” من الله سبحانه وتعالى، إلا أنها اختلفت في جوانب أخرى مهمة مثل الإقرار بخطورة الوباء، ومسألة إغلاق المساجد تجنباً لانتشار العدوى، وكيف يخدم الوباء أغراض الجهاديين.
تنظيم القاعدة
بتاريخ ٣١ مارس ٢٠٢٠، نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة المركزي في أفغانستان بياناً بعنوان “السبيل لخروج البشرية من بطن الحوت: وصايا ومكاشفات بشأن وباء كورونا.”
أهم ما جاء في البيان هو دعوة الغرب إلى الدخول في الإسلام. فيعرض البيان “رغبتنا الجامعة في أن تكونوا شركاءنا في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.” ويستند البيان في هذه الدعوة إلى اعتبار الإسلام “دين وقائي نظيف.” ويختم البيان بدعوة الغربيين إلى استغلال الحجر المنزلي “في التأمل والتدبر في مزايا دين الإسلام.”
ويؤكد البيان على الحكمة في عدم دخول أرض موبوءة أو الخروج منها.
لا نقرأ في المقال أن القاعدة ترفض إغلاق المساجد؛ وهو من الأمور التي لا تزال تشكل جدلاً عند كثير من منظري الجهادية. تنظيم القاعدة يعتبر أن منع صلوات الجماعة هو “نذير وعيد وأمارة من أمارات غضب الجبار جل جلاله،” من دون أن يتطرق إلى إغلاق المساجد.
داعش
بتاريخ ١٢ مارس ٢٠٢٠، نشر داعش أول مرة عن فيروس الكورونا تحت عنوان “توجيهات شرعية للتعامل مع الأوبئة،” وذلك في العدد ٢٢٥ من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ. هذه التوجيهات ضمّت “الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض واجتنابها”، تغطية الفم عند التثاؤب والعطاس، غسل اليدين، وعدم الدخول إلى أو الخروج من منطقة موبوءة.
في العدد التالي من النبأ بتاريخ ١٩ مارس ٢٠٢٠، اعتبر داعش هذا الوباء بأنه “أسوأ كوابيس الصليبيين.” في الافتتاحية التي حملت هذا العنوان، دعا التنظيم إلى استغلال انشغال العالم والغرب خاصة بهذا الوباء لتنظيم هجمات وإطلاق سراح سجنائهم.
في العدد الأخير الصادر يوم ٢٦ مارس ٢٠٢٠، فنّد التنظيم “نظريات المؤامرة” حول مسؤولية أي من الدول عن الفيروس، واعتبر أن الأمر كله من الله تعالى وكفى.
لم يتطرق التنظيم في منشوراته الرسمية إلى مسألة إغلاق المساجد.
هيئة تحرير الشام
أحد كبار شرعيي الهيئة، يحيى بن طاهر الفرغلي، بثّ تسجيل فيديو على حسابه التلغرام بتاريخ ٢٧ مارس ٢٠٢٠ تحت عنوان “إرشادات شرعية للتعامل مع الكورونا؛” اعتبر فيه أن لا داعٍ لهذا الهلع الذي “أنتجه العالم المادي،” بحسبه. وقال إن العلاج من الكورونا يكون “بالرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء والتوكل على الله (تعالى) ألاّ يصيبنا،” حتى وإن تعاطى شخص مع آخر مصاب؛ فهو يعتبر بالقدرية وعدم وجود أي مرض يعدي.
منظرون سلفيون
أبو محمد المقدسي، منظر السلفية الجهادية، نشر بتاريخ ٣٠ مارس ٢٠٢٠ أفتى بأن “لا حرج على المسلم من الدعاء على الكفار بالهلاك بفيروس كورونا أو غيره.” ويعتبر أن الوباء جاء “منحة” لا “محنة” ويدلل على ذلك بأنه “غطى وجوه النساء.” المقدسي يستنكر كذلك إغلاق المساجد ويعتبرها “تعطيلاً”.
حاكم المطيري، وهو أيضاً من منظري السلفية (وُضع على قائمة ممولي الإرهاب في الخليج)، لا يعتقد أصلاً بوجود مرض معدٍ؛ وبالتالي كل ما يُقال عنه بخصوص أثر المرض لا أصلاً شرعياً له. ومن نافلة القول أنه يستنكر إغلاق المساجد؛ ويعتبر الأمر مؤامرة لتدعيم العلمانية على حد قوله.
مصدر الصورة: ( AFP )
للمزيد :