محكمتين بين إيران والعراق لمحاكمة قادة أمريكيين في قضية سليماني

بعد أيام قليلة من زيارة رئيس السلطة القضائية في إيران “ابراهيم رئيسي” إلى العراق،، أعلن السفير الإيراني في بغداد أن البلدين اتفقا على تشكيل محكمتين في كل من طهران وبغداد لمحاكمة قادة أمريكيين في قضية مقتل قاسم سليماني..طبعا أول الامر كانت الزيارة تحمل عنوان “تطوير العلاقات القضائية والقانونية بين البلدين” ،تحت هذا العنوان العريض التقى رئيس السلطة القضائية الإيراني عددا من المسؤولين العراقيين،،بدءا من رئيس الجمهورية ولغاية اصغر عنصر في الحشد الشعبي..ولم تستقبل إيران يوما أي مسؤول عراقي مهما كان منصبه بهذه الحفاوة التي استُقبل فيها “رئيسي”.

الزيارة التي تحمل في طياتها اسئلة كثيرة كشف فحواها ناشطون ومتابعون للشأن السياسي,قبل تصريح السفير الإيراني حيث ذكروا أن هدف الزيارة هو معرفة “أين وصل القضاء العراقي في التحقيق بقضية مقتل قاسم سليماني،،وفي رواية اخرى الضغط على الحكومة العراقية لمواجهة  الولايات المتحدة..!!

الزيارة أثارت حفيظة كثير من العراقيين خاصة بعد الاستقبال المبهرج “لرئيسي” وفتحت قريحة الناشطين لينتقدوا طريقة الاستقبال خاصة بعد أن انتشرت مقاطع فيديو مصورة تظهر اجتماعا موسعا للحشد الشعبي وبعض من الشباب يقال إنهم عراقيون يهتفون للمرشد الايراني “علي خامنئي” ويجددون ولائهم له بنصرته على الاعداء على حد قولهم.

تستغل المذهب والعقيدة للسيطرة على العراق

هكذا استغلت ايران المذهب والعقيدة للسيطرة على العراق ومقدراته السياسية والاقتصادية وحتى المجتمعية والدينية, بحجة حماية “الشيعة” والأماكن والمزارات الدينية في العراق،،ثم استغلت شريحة واسعة من العراقيين من خلال إثارة القضايا الطائفية والترويج لفكرة المظلومية وتحريك قضايا سياسية عن طريق الفتاوى الدينية التي يُصدرها رجال دين مرتبطون بإيران،، في محاولة لخلق قاعدة شعبية لها مؤيدة لتوجهاتها, بحجة وحدة المذهب وضرورة الالتزام الشيعي بولاية الفقيه بناء على تفسيرات دينية استغلتها طهران سياسيا , غير مكترثة لوجود المرجعية الشيعية العليا في النجف والتي حاولت مرارا سحب البساط منها.

فبعد دخول القوات الامريكية للعراق،،أتيحت الفرصة لنظام إيران بمدّ نفوذه في العراق , ثم استغل الفرصة الثانية عام 2014 عندما احتل تنظيم داعش الإرهابي عددا من المحافظات العراقية،،فلعبت طهران دور المساند والجار الغيور لتمد اذرعها بصورة أكبر داخل بلد منهك من الحروب،،ثم ادخلت ضباطا وخبراء وقوات من الحرس الثوري الإيراني إلى العراق بحجة مساندة القوات العراقية،،والحقيقة كانت هي لفرض هيمنتها على القوات الأمنية العراقية والتقليل من هيبتها وامكانياتها في دحر تنظيم داعش ، ثم باعت الأسلحة والمعدات العسكرية.. كلها كانت طرق لتحتل العراق وتتوسع في سيطرتها ونفوذها..وبهذا تتحول من داعمة للإرهاب إلى شريك في محاربته.

هذا إضافة إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما آنذالك شجعت الدور الإيراني على ممارسة تأثيراته في التوازنات الداخلية العراقية،، فبالرغم من عدم مشاركة إيران رسمياً في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي قادته واشنطن، الا أن الإدارة الأمريكية رحبت بالدور الإيراني في العراق، ما يعني منح طهران الضوء الأخضر لتأدية دورها في العراق .

توغل نظام الملالي في أرض الرافدين واصبح يتدخل في شؤون البلاد حتى الداخلية , من دون أن توجه له تهمة التدخل في شؤون بلد ذي سيادة، وذريعته كانت أن التدخل بطلب من الحكومة العراقية، لتتمكن عبر هذه السياسة من جعل العراق بحكوماته المتعاقبة منصاعا لتوجهاتها.

الاحزاب العراقية الموالية لإيران منحت الاخيرة ايضا فرصة كبيرة لتتغلغل في العراق, وما زاد الطين بلّة انتشار الميليشيات والمرتزقة الذين مدتهم بالمال والسلاح , والذي تحولوا إلى سكين في خاصرة العراقيين الذين يرفضون التدخل الإيراني في بلادهم وجعلتهم يقتلون ويغتالون ويصفّون أبناء جلدتهم ,وهي تقف عن بعد تتفرج لمشهد لطالما كانت تسعى لتحقيقه..

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن