أدوية منتهية الصلاحية ومغشوشة.. سلاح فتاك لقتل العراقيين
وصفت عملية تهريب الادوية الى العراق بالقاتل الصامت، هكذا كانت بداية الحديث الذي دار بيني وبين أحد الصحافيين في العراق حول الواقع الصحي والادوية المتوفرة في العراق، واسعارها وبيع بعضها عن طريق الانترنت، في حديثنا لم أستطع المقارنة بين كندا والعراق خاصة من ناحية الادوية، النظام الرقابي على الادوية بكندا مشدد ولا يستطيع اي شخص الذهاب الى الصيدلية دون وصفة طبيب ما عدا تلك التي تعتبر في المتناول والتي سمحت بها وزارة الصحة الكندية، لذلك كان علي ان استمع له وهو يتحدث عن معاناة العراقيين.
الى جانب اغتيالات الميليشيات للأبرياء هنا اغتيال صدرته إيران للعراق من نوع خاص وبدعم من احزاب الفساد التي تساند إيران، تهريب الادوية المغشوشة ومنتهية الصلاحية اصبحت طريق اخر لقتل واستنزاف العراقيين وتباع بإضعاف اسعارها
ازمة كورونا ضاعفت تهريب هذه الادوية ووجدت إيران في هذه الجائحة سوقا مفتوحا لتصدر ادويتها الصالحة وغير الصالحة خاصة بغياب المؤسسات الرقابية وضعف رقابة الحدود في العراق.
فقد شهدت الآونة الاخيرة اقبالا كبيرا على الادوية التي يقال انها خاصة بعلاج كورونا رغم ان منظمة الصحة العالمية لم تعلن او تصادق على دواء معين بذاته لعلاج كورونا حتى الان.
نقابة الصيادلة تعلن بين حين واخر عن جولات تفتيشية على الصيدليات لكنها تؤكد صعوبة ضبط انتشار الادوية المغشوشة لأسباب عدة. وحين تم سؤال نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي عن حلول للحد من هذه انتشار هذه الادوية قال يجب علينا ان نضع شرطي امام كل صيدلية او مخفر.
الادوية المغشوشة وسيلة ربح للميليشيات والاحزاب الفاسدة
تهريب الادوية المغشوشة للعراق أصبح وسيلة ربح للميليشيات والاحزاب الفاسدة ووسيلة لدعم اقتصاد إيران المنهار بسبب العقوبات المفروضة عليهم، في ابريل الماضي ضبطت مفارز شرطة ميناء ام قصر أربع حاويات حديدية حجم الحاوية الواحدة اربعين قدما وقدر خبراء نسبة ما يدخل للعراق من ادوية مهربة بنحو 70% اغلبها من إيران، وما يعزز هذا الكلام تصريح النائب باسم خشان في وقت سابق عندما قال ان ما يدخل العراق من ادوية بشكل رسمي لا يتجاوز 30% فقط وبقية النسبة ادوية مهربة.
علاء الدين القيسي المتحدث باسم المنافذ الحدودية كشف الشهر الماضي عن الطرق التي تهرب بها الادوية، مؤكدا انها تأتي عبر حاويات بضائع اعتيادية متعرضة للشمس ومياه البحر، وتكون مخبأة خلف حاويات ملابس، او دراجات هوائية، او مواد غذائية، او معلبات. وبهذا نستنج ان الادوية، حتى لو كانت صالحة فان طريقة تهريبها تفسدها، هيئة المنافذ الحدودية لطالما تعلن ان الادوية المنتهية الصلاحية والرديئة تأتي عبر منافد الشلامجة وزرباطية الحدوديان مع إيران، بالإضافة الى ميناء ام قصر ومطاري بغداد والنجف.
العام الماضي تم ضبط أكبر شحنة ادوية مغشوشة لأكثر من 100 طن بينها 19 شاحنة دخلت من إيران عن طريق محافظة ديالى، سلكت منافذ غير حدودية.
دخلت من إيران عن طريق محافظة ديالى، عبر منافذ غير رسمية. وأبدى أطباء عاملون في المستشفيات الحكومية في البصرة أسفهم لوفاة أكثر من 150 شخصاً في مستشفياتهم لإصابتهم بمضاعفات سببتها هذه الأدوية المهربة والمغشوشة..ملف الادوية المغشوشة ليس بالجديد هو منذ عام 2003 لكنه نشط بشكل أكبر مع الميليشيات المدعومة من إيران والتي تحاول ايجاد طرق تمويل لها، متغاضين عن الاذى الذي تسببه تلك الادوية لأبناء وطنهم واصبحت الادوية تباع حتى في ” البسطات” خاصة في المناطق الشعبية من قبل اشخاص لا علاقة لهم لا بالطب ولا الصيدلة وربما لا يعرفون ماذا يبيعون، وفي وقت سابق أعلن اطباء في مستشفيات حكومية في البصرة عن وفاة أكثر من 150 شخصا لإصابتهم بمضاعفات سببتها الادوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية.
وزير الصحة السابق جعفر علاوي قدر حجم اموال الادوية المهربة، بسبعة مليارات دولارات سنويا، مشيرا الى أن سلفه الوزير علاء عبد الصاحب العلوان استقال من منصبه ولم يتم سنة في الوزارة، بسبب ضغوطات الاحزاب عليه فيما تتعلق بعقود أدوية ولقاحات..
تهريب الادوية أصبح امرا مكشوفا لدى الحكومة، وبتصريحات رسمية لكن حتى الان لم نشهد اي خطة رسمية لأنها التهريب والحد من هذا السلاح القاتل.