الحياة الدراسية على الأبواب في مظم البلدان العربية
هناك بعض المراحل في الحياة التي نتذكرها يوما بعد يوما وتكون شخصيتنا وهويتنا لأنها جزء منا.
تلك المراحل التي نتحدث عنها مع أصدقائنا وأقاربنا ونخبرهم بخصوصها عن أوقات الفرحة والسعادة والبهجة.
تلك المراحل التي تتكرر ولكن كل واحدة منها لديها نكهة مختلفة وتذكرنا بذكريات خاصة لا نود الاستبعاد منها أبدا.
خلال فترة الطفولة والحياة الشبابية، أبرز تلك المراحل نعيشها في المدرسة وعلى صف القسم خلال حياتنا الدراسية.
التغير الحقيقي الذي يحدث بحياتنا هو مرورنا من مرحلة التعليم الثانوي إلى الجامعة؛ نتعرف على الحياة الجامعية التي تكون بوابة جديدة نحو عالم مختلف؛ عالم يعشقه الكثير والكثير من الناس. نشاهد العديد من الأفلام السينمائية حول هذه المرحلة المهمة وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعطي أهمية خاصة إلى هذا الحدث حيث إنه يمثل نهاية خطوة مهمة في الحياة وبداية واحدة أخرى مصيرية ولكن في نفس الوقت، ممتعة و سلسة.
أتذكر أنني شاهدت العديد من المسلسلات حول حفلات التخرج والخطابات التي يتم إلقاؤها حينها؛ خطابات تمثل المستقبل وترسم نجوما جديدة في الحياة.
عشت بنفسي تلك المرحلة عندما دخلت كلية الطب ولكنني كنت أتمنى أن أحضر حفل تخرج مثل ما يقام في أمريكا وتحققت لي هذه الفرصة قبل أيام.
بتنسيق مع سعادة ايريك غارشيتي عمدة مدينة لوس أنجليس، استدعاني المعهد الفرنسي في لوس أنجليس لإلقاء خطاب أمام الطلبة بمناسبة دفعة تخرج هذا العام.
هذه الفرصة كانت لديها نكهة خاصة لأنني كنت أتذكر اللحظات الرائعة والاستثنائية التي عشتها قبل سنوات عندما زرت المدرسة الفرنسية بلوس أنجليس والتقيت بالتلاميذ للتحدث عن التنمر و تقبل الآخر.
كانت هناك ذكريات تربطنا وتقربنا لبعضنا البعض؛ ذكريات لم يكن ممكن أن يبعدها أي حاجز أو مسافة.
عندما أتتني الدعوة، فرحت كثيرا ورغم أن حفل التخرج انعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، أردت أن نعيشه و كأنه كان حضوريا. بالتأكيد يبعدنا الاتصال المرئي لكن ذلك لا يمنعنا من التعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا.
قدمت كلمتي بالفيديو من مطار باريس شارل دي غول، لأن ذلك المطار هو الذي مكنني من أن أسافر حول العالم وجعلني أستطيع أن أمر حول القارات والبحار للقاء الشباب.
المطارات هي مراكز التبادل الثقافي حيث يختلط فيها الملايين من البشر من جنسيات مختلفة و يسلكون مقاصد متصادفة تؤدي الى خلق السلام بين الأمم.
السفر يمثل كذلك بداية جديدة في الحياة مثل التخرج وبداية الحياة الجامعة؛ جزء جديد من الحياة ينفتح و يجب الاستفادة منه لأجل تحقيق المستحيل.
في الأيام القادمة، تحل العودة الجامعية في عدد من دول العالم بينما يتخرج البعض منا في دول أخرى، مهما كان الحدث والحفل فالأولوية تبقى الدفاع عن المعرفة.