أهالي المقدادية يقبعون بين سندان داعش ومطرقة الميليشيات التي لا ترحم
- قتل وخطف وتهجير قسري طال أهالي المقدادية
- عانت المدينة كثيراً من إرهاب تنظيم داعش
- اليوم تعاني المدينة بسبب ظلم الميليشيات الإيرانية
يومان وأنا أفكر في اختيار وتحديد موضوع يخص الشأن العراقي لأكتب عنه، فـ العراق احداثه ومشاكله كثيرة ويومية بحيث انني احتار في اختيار أي قضية مهمة لتسليط الضوء عليها.
فمن احداث المقدادية الى الانتخابات التي لم تتم المصادقة عليها حتى الان مرورا بتسمم مئات الأشخاص في محافظة ميسان، التي يقول الاعلام المحلي عنها إنها بسبب تناول “الفلافل” فيما يؤكد ناشطون ان الموضوع اكبر من ذلك ويعود الى المياه الآسنة وغير الصالحة للشرب وتلوث المياه هي وراء ارتفاع نسبب التسمم ويجب التحقيق بهذه القضية.
اذا لأتحدث عن المقدادية حيث القصص الانسانية المحزنة والأليمة التي طالت اهالي القرى من قتل وخطف وتهجير قسري المشاهد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لما يحصل في المقدادية اعادت الى الاذهان احداث عام الفين وستة عندما وصلت الطائفية الى اوجها واصبح القتل والخطف على الهوية والجثث ملقاة هنا وهناك.
احداث المقدادية اعادت الى الاذهان ايضا ما عانت منه ذات المدينة عام ٢٠١٦ عندما انفجرت سيارتين مفخختين بمقهى شعبي في الحي العصري بالمدينة، وتبنى الهجوم تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يفرق بين شيعي او سني او مسن او طفل ، المقهى كان يرتاده شباب لم يكن يعلم احدهم ان صديقه سني او شيعي، كانت تجمهم الصداقة والمودة والجيرة، على اثرها انطلقت أعمال عنف دامية قادتها المليشيات أيضا استهدفت المساجد التابعة للوقف السني وكذلك مدنيين سُنة.
هذه الميليشيات اقتحمت المنازل ونفذت إعدامات جماعية على الهوية قتل فيها أكثر من مئة وعشرين شابا وفجرت وحرقت الميليشيات اثني عشر مسجدا، وأضرمت النيران في بساتين اربعة عشر قرية سنية، لتبدأ بعدها المليشيات بمحاصرة المدينة وقصف بقذائف الهاون على المناطق السكنية، ثم مطالبة سكان المدينة بالرحيل وإلا سيلاقون حتفهم، لدرجة أن أغلب أهالي الضحايا لم يجدوا من يغسل ويكفن أبناءهم.
بالإضافة الى قتل صحفيين يعملان في احدى القنوات العراقية المحلية بسبب تغطيتهما المصورة للأحداث. وكان شهود عيان آنذاك اتهموا ميليشيات عصائب اهل الحق وحزب الله ومنظمة بدر وجميعها ميليشيات تابعة ومدعومة من إيران.
السيناريو يكرر نفسه في نفس المدينة
لم يختلف المشهد ابدا عن احداث اليوم السيناريو يكرر نفسه في نفس المدينة وقراها والميليشيات هم ذاتهم وطريقة القتل والحرق والسرقة أيضا ذاتها، والحُجة جاهزة كالعادة “داعش“.. شاهد فيديو لامرأة تروي كيف هاجمت الميليشيات بيتها وحاولوا قتل والدها لكنّها قالت ان الله نجاهم منهم، عندما جاء قائد العمليات الأمنية في المحافظة وأنقذهم من هذه المليشيات، المرأة ذكرت ان الميليشيات حرقوا بيوتهم وسيّاراتهم وسرقوا أموالهم، الابرياء في قرى المقدادية في محافظة ديالى يقبعون بين سندان داعش ومطرقة الميليشيات التي تتخذ من داعش تبريرا لعملياتهم ضد الابرياء وتنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي الذي تسعى اليه الميليشيات منذ سنوات خاصة وان محافظة ديالى تقع على الحدود مع ايران.
يوم السادس والعشرين من اكتوبر الماضي شن تنظيم داعش هجوماً على قرية الرشاد في المقدادية الهجوم أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى..وبداعي الانتقام من عناصر داعش المحتمين بتلك القرى والتي طالما دعا سكانها الحكومة والقوات الامنية لإيجاد حل وتخليصهم من جيوب داعش الذي يشن هجمات متفرقة بين حين واخر، هجوم داعش قابله هجوم للميليشيات المدعومة من ايران على أهالي المقدادية وحرق وسرقة منازلهم وبساتينهم بحجة الانتقام من داعش..
هذا ناهيك عن الاعدامات الميدانية التي نفذتها مجاميع مسلحة يستقلون سيارات رباعية الدفع بحسب ما افاد شهود عيان من داخل القرى الى مركز توثيق جرائم الحرب وبعد ان اشتعلت الاوضاع وكان القتل طائفيا وبعد مناشدات السكان وحملة شنها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ قرى المقدادية، أصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي توجيهاته بتعزيز القوات الأمنية ومنع الهجمات والتحقيق في هذه الجرائم..
كما أكّدت جهات رسمية أن وفداً أمنياً برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ووزير الداخلية عثمان الغانمي ورئيس أركان الجيش عبد الأمير يار الله ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق، وصل إلى ديالى، لاحتواء الأزمة الطائفية، وفق لبيا مستشارية الأمن القومي العراقي.
مركز توثيق جرائم الحرب سجل اعداد العائلات التي تهجرت قسرا من قرى المقدادية على يد الميليشيات، فقد تم تهجير 200 عائلة من قرية الإمام و 55 عائلة من قرية العامرية و 69 عائلة من قرية الميثاق الأولى والثانية فيما تم تهجير 25 عائلة من قرية الرشاد وبهذا يكون المجموع الكلي للاسر النازحة ( 349 ) عائلة كل عائلة تتألف على الاقل من خمسة افراد.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن