هلال الأشول قصة نجاح من اليمن

يشعر اليمنيون -أكثر من غيرهم- بالفخر لأي إنجاز يحققه أحد المنتمين لهذا البلد الذي يتشبث في ظل الأزمات التي يعاني منها بأي مبعث أمل، ويتطلع إلى أي نقطة ضوء في ظلام الأزمات، ولذلك اعتز اليمنيون بذلك الرجل في منتصف الأربعينات من عمره، الذي قضى العقد الأول منه في اليمن، ثم السنوات السبع اللاحقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقرابة العقدين منه في سويسرا، محققاً إنجازات علمية كبيرة، فصار قدوة لطلاب العلم من اليمنيين، وعلَمَاً يشار إليه بالبنان.

إنه عالم الأعصاب، والكيميائي اليمني الأمريكي الدكتور هلال الأشول

هلال أحمد الأشول – أستاذ مشارك في علوم الحياة، ومدير مختبر البيولوجيا الجزيئية والكيميائية للتدهور العصبي في مركز الدماغ بالمعھد الفيدرالي للتكنولوجيا في لوزان بسويسرا التي يعمل فيها منذ عام ٢٠٠٥

مؤسس وكبير المسؤولين العلميين في شركة ND BioSciences وهي شركة تكنولوجيا حيوية تعمل على تطوير علاجات، وتشخيصات مبتكرة للأمراض التنكسية العصبية بما في ذلك مرض ألزهايمر، ومرض باركنسون (شلل الرعاش)، وأمراض الخرف.

سُمي ضمن قائمة المائة شخصية المؤثرة في المناطق السويسرية الناطقة بالفرنسية من قبل مجلة الأعمال السويسريه L’Hebdo

سُمي من قبل المنتدي الاقتصاد العالمي كواحد من القيادات العالمية الشابة

حاز علي جائزة الكويت في العلوم الأساسية البيولوجية ٢٠١٨

حاز علي جائرة تكريم للأبداع العلمي والتكنولوجي ٢٠٢٠

له عدد من براءات الاختراع، ونشر اكثر من ٢٠٠ بحثاً علمياً، وتم الاقتباس منها 30 ألف مرة ساعة إعداد هذا الحوار.

في  مختبر الأشول لعلم الأعصاب تقام العديد من الأبحاث، وسألنا هلال الأشول عن الأبحاث الأخيرة والتي ستحدث تغييراً مهماً

ماهي الأبحاث الأخيرة التي تقومون بها في lashuel Neuro Lab، وهل ستُحدث –برأيك- تغييراً مهماً؟

تركز الأبحاث في مختبرنا علي معرفة، وتحليل التغييرات الجزيئية التي تسبب أمراض الشيخوخة، وخاصة مرضَي الألزهايمر، والباركنسون، وتطوير وسائل مبتكرة للتشخيص المبكر لهذه الأمراض، واستراتيجيات جديدة لأدوية تحدّ من تطورها بعد تشخيصها.

العامل المشترك بين هذه الأمراض هي أن أحد مسبباتها الرئيسية هو حدوث تغيرات في تركيبة، أو وظائف بروتينات معينة مما يؤدي إلى تجمعها، وترسبها داخل، أو خارج الخلايا العصبية، والذي يؤدي إلى تعطل التواصل بين الخلايا في الدماغ، وإحداث خلل في وظائفها، ومع مرور الزمن يسبب ذلك تنكساً عصبياً، وموت الخلايا العصبية.

في المراحل الأولى تتكون هذه الترسبات البروتينية في مناطق محددة في الدماغ، ولكنها تنتشر إلى أجزاء أخرى في الدماغ مع تطور المرض.

من أهم إسهاماتنا في هذا المجال هو تطوير تكنولوجيات، وأدوات كيمائية مبتكرة لفك الشفرة الجزيئة لأمراض الدماغ التي تنتج عن ترسب البروتينات.

كما أننا طورنا نماذج لهذه الأمراض في خلايا عصبية، والفئران التي تستخدم لاكتشاف، وابتكار وسائل جديدة لعلاج هذه الأمراض، أو الحد من تطورها.

وفي الأعوام الثلاثة الماضية كانت لنا إسهامات نوعية في تطوير وسائل لاكتشاف مؤشرات جزيئية في الدم، أو السائل النخاعي للاكتشاف المبكر لمرض الباركنسون، ومراقبة تطوره، وقياس فعاليات أدوية هذا المرض. جميع هذه الأعمال، والإسهامات تشكل جزءاً مهماً من القاعدة العلمية التي تنطلق منها المراكز البحثية، وشركات الأدوية التي تعمل علي تطوير أدوية لهذه الأمراض. بالإضافة إلى التعاون مع العديد من الشركات الرائدة في هذا المجال، في عام ٢٠١٩ أسست شركة ND BioSciences SA. وهي شركة تكنولوجيا حيوية تعمل على ترجمة الأبحاث، والتكنولوجيات التي تخرج من مختبرنا، وتطويرها إلى علاجات، ووسائل للتشخيص المبكر للأمراض التنكسية العصبية بما في ذلك مرض ألزهايمر، ومرض باركنسون (شلل الرعاش)، وأمراض الخرف.

في كتاباتك نلاحظ بأنك من الداعمين للمرأة في كافة المجالات خاصة من الباحثات اليمنييات، لماذا برأيك من المهم دعم النساء خاصة في المجال العلمي والبحثي؟

في البداية أود أن أوضح أنني أدعم جميع السياسات، والمبادرات، والإجراءات التي تحتفي بتنوعنا، واختلافاتنا، وإدماج جميع شرائح المجتمع في جميع القطاعات، والمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية، والتمثيل العادل الذي يضمن لها حقوقها، ومكانتها، ودورها الفعال في طاولات صنع  القرارات، ورسم الخطط التي تؤثر على حياتنا اليومية، ومستقبلنا. البلد، والأجيال القادمة. في بلد مثل اليمن الذي عانت فيه فئات عدة مثل الشباب، والنساء، والأقليات الكثير من الإقصاء.

المرأة اليمنية تمثّل نصف المجتمع اليمني، ولا يمكن لأي مجتمع أن يرتقي، ويلحق بركب التطور، والبناء، وتحقيق الأمن الصحي، والاقتصادي، والسياسي في ظل سياسات، وممارسات تهمش دور وإمكانيات نصف المجتمع.

يجب علينا أن نمتلك الشجاعة لمواجهة واقعنا، والعادات، والتقاليد التي تحرم المرأة في جميع أنحاء اليمن من حقها أن تكون شريكة متساوية الحقوق، والمسؤليات في جميع جوانب الحياة.

على مدى عقود حرمت المرأة اليمنية من أبسط حقوقها في التعليم، والصحة، والكثير من مجالات الحياة، والفرص التي تمكنها من إثبات قدراتها المهنية، والقيادية، وهمش دورها في المؤسسات الحكومية، وفي مؤسسات صنع القرار، ويحزنني أنها ما زالت تعاني من كل هذا بالرغم من أننا وصلنا إلى مرحلة أثبتت المرأة اليمنية في الداخل، والخارج أنها تملك القدرة ليس فقط على النجاح ولكن أيضا على التميز على نظرائهن من الرجال في جميع المجالات في داخل الوطن، وخارجه.

يؤسفني غياب التمثيل العادل للمرأة اليمنية في المجلس الرئاسي، ومجلس الوزراء، ونتمنى أن يتم تعديل هذا الوضع في أقرب وقت. ندعو القيادة السياسية إلى العمل بسرعة، واتخاذ التدابيراللازمة لضمان تمثيل عادل للنساء اليمنيات المؤهلات، وممن لديهن الخبرة في جميع قطاعات الحكومة تمثيلاً يعكس تضحيات المرأة اليمنية، وإسهاماتها، ويعترف بقدراتها القيادية، ومكانتها، ودورها في المجتمع.

وجود تكتلات نسائية في الآونة الأخيرة شيء إيجابي، ولكن أتمنى أن تُبذل الجهود لتكون هذه التكتلات أكثر شمولية لتحتوي الكفاءات النسوية في جميع المجالات، وأن تعمل على إبراز نجاحاتهن، وإسهاماتهن في المجتمع، ولكي يكنّ قدوة، ومصدرإلهام للشابات، والشباب اليمني.

لاحظنا اهتمامك بالسياسة منذ سنوات طويلة، وتعليقك على الوضع بشكل دائم، ويبدو أنك لم تنسَ اليمن رغم أنك تعيش في دولة أخرى.

 أهتمامي بالسياسة اليمنيية لا يخرج عن إطار اهتمامات أي مواطن يمني يحمل هم وطنه، ويحن إليه، ويتمنى أن يراه يستعيد مكانته التأريخية، وينعم بالأمن، والرخاء، والسلام. اهتمام مواطن يدرك أن بلده تمتلك كل المقومات البشرية، والطبيعية، والجغرافية التي تمكنه من تأسيس دولة مؤسسات، واقتصاد تكفل لابنائه أن يعيشوا حياة كريمة، وأن يوفروا مستقبلاً واعداً لأبنائهم، وللأجيال القادمة. اهتمام مواطن يحزن، ويغضب عندما يري تجاهل كل هذا، وتهميش شرائح كبيره من المجتمع (النساء والشباب)، وانشغال القوى السياسية بصراعات تتمركز حول مصالحها الشخصية، والحزبية الضيقة بينما يمزق اليمن، ونسيجه الاجتماعي، ويشرد أبناؤه، وتهدر ثرواته، ويتاجر بتراثه، وتستباح أرضه، وسيادته. من الصعب أن يرى الشخص كل هذا، ويصمت. نحاول دوما أن يكون نقدنا بناء.

أنا هاجرت من اليمن في سن الخامسة عشرة، ولكن الفترة التي عشتها في اليمن كانت أهم فترة في حياتي، وكان وما زال لها تأثير كبير في جميع جوانب حياتي الشخصية، والأسرية، والمهنية.

لا يمكن لمن ترعرع فيها أن ينساها أو أن يتجاهل آلامها، ويظل حبها يجري في عروقه.

اليمن موجودة في تركيبتي الجينية، ولذلك لا يمكن أن أنساها، أو أن تغيب عني لحظة واحدة، وسيظل لعلاقتي بها، وبأهلها التأثير الكبير في حياتي.

هل أثر الوضع السياسي في اليمن على حياتك بشكل شخصي؟ وهل لديك الأمل بأن يتغير حال اليمن قريبا؟

نعم، وبشكل كبير. كانت آخر رحلة لي إلى اليمن في عام ٢٠١٤. كانت العادة أن يقضي أفراد أسرتي جزءاً كبيراً من عطلتهم الصيفية في اليمن، وكان لهذه الزيارات دور كبير في توطيد علاقة الأبناء بالأهل، وتعزيز انتمائهم إلى اليمن. للأسف حرمنا جميعا من هذا بسبب الحرب، وغياب الأمن، والاستقرار، والخدمات الأساسية في الوطن. من الصعب، والمحزن أن تحنّ إلى وطنك، وأهلك، وتجد نفسك غير قادر على العودة.

على المستوي العلمي، والمهني كنا نتمنى أن نتمكن من المساهمة في بناء، وتطوير البنية التحتية، واستراتيجيات التعليم، والتعليم العالي في اليمن. كان ذلك أمرا صعبا في الماضي، وأصبح أكثر صعوبة في زمن الحرب، والصراعات نظراً لأن أولويات الحرب، وصعوبة توفيرالمقومات المعيشية، والصحية الأساسية للبقاء، وانعدام الأمن جعلت من الحديث عن التعليم، والاهتمام بمستقبل الأجيال القادمة كأنه نوع من الكماليات التي لا ترقى إلى قائمة أولويات الحكومة أو الدول الداعمة لليمن، والمجتمع الدولي.

على المستوى الشخصي، لديّ حلم في تأسيس مركز أبحاث وطني في جزيرة سقطرى، وبدأنا بالعمل على هذا الهدف، ولكن توقف العمل فيه بسبب الحرب، وتداعياتها.

نعم انا متفائل لأن دوام الحال من المحال، ولكن من أجل أن يتغير اليمن علينا أن نتغير نحن أولاً، وعلينا أن ندرك أننا اليمن، واليمن نحن جميعنا، وأن تنوعنا، واختلاف آرائنا، وثقافاتنا مصدر قوة ما دام حبنا، وولاؤنا لليمن، وأهله يجمعنا.

نلاحظ دعمك الدائم للطلاب، والطالبات اليمنيين، وكنت سابقا تقدم المشورات المجانية؟ فهل ما زلت تقدم المشورات للطلاب الذين يدرسون في الخارج؟ وكيف تجد الوقت للقيام بهذه الأعمال رغم انشغالك؟

اهتمامي بشؤون الطلاب ينبع من خلال تجربتي الشخصية، والدعم الذي حصلت عليه، وما كان له من تأثير في تمكيني من الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم.

أنا ما زلت أعطي ٣-٤ ساعات من وقتي كل يوم أحد لتقديم التوجيه، والإرشاد الأكاديمي، والمهني للطلاب اليمنيين، والعرب. عليهم فقط التواصل معي مسبقا لشرح وضعهم، أو طلبهم، وبناء عليه يتم تحديد موعد للقاء عبر منصة زووم.

ما لمسته من خلال هذه اللقاءات هو أنه لدينا الكثير من الشباب، والشابات المثابرين، والمتعطشين للعلم، ولديهم إرادة، وقدرات، وإمكانيات تمكنهم ليس من النجاح فقط بل أيضا من المنافسة في أرقى الجامعات، والمؤسسات العالمية، ولكنهم بحاجة إلى التوجيه، والإرشاد، وتطويربعض مهاراتهم، وتمكينهم من اكتشاف مواهبهم، ومساعدتهم على أخذ الخطوات الأولى التي تمكنهم من شق طريقهم، وصناعة مستقبلهم بأنفسهم.

عندما تؤمن بشيء ستجد الوقت المناسب له، كما أنني أجد سعادة في التعرف علي الشباب اليمني، والعربي المتميز. في أغلب الأوقات تكون هذه اللقاءات بمثابة جلسات علاجية لأنها تمنحني شخصيا جرعات من الأمل، والتفاؤل بمستقبل أفضل.

هل حصلت على الدعم عندما كنت طالباً، ومن الذين دعموك؟ وكيف أثر ذلك على اهتمامك بدعم الطلاب؟

نعم هنالك الكثير ممّن وقفوا إلى جانبي، وأخذوا بيدي، ودعموني خلال مسيرتي العلمية من الأهل، والأساتذة، وبعض الزملاء.

أهم الدعم الذي حصلت عليه في بداية حياتي، ودراستي هو دعم الوالد، والوالدة الذين برغم الصعوبات التي واجهتها في صغري، وعدم اهتمامي بالتعليم في تلك المرحلة إلا انهم كانوا دوما يؤمنون بإمكانياتي، وقدراتي، ويعملون على تعزيز ثقتي في نفسي، والرفع من سقف طموحاتي. في مراحل الدراسة الجامعية كان أيضا لأخي شاكر دور كبير، وفي مرحلة الدكتوراة كان الدور الأكبر بجانب الأهل لشريكة حياتي ونجاحاتي، ونصفي الأفضل زوجتي وفاء، والأستاذ المشرف على أبحاثي.

فلولا وقوفهم جميعا إلى جانبي، ودعمهم لي، وإيمانهم بي لما تمكنت من الاستمرار، والبحث دوما عن التميز.

نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات، ومبادرات تسلط الضوء على الشباب، والشابات المتميزين، والمبدعين، وتكرمهم، وتمنحهم المساحة، والإرشاد، والدعم لتحقيق أحلامهم من دون أن يضطروا إلى مغادرة أوطانهم.

حصلت على جوائز كثيرة، فهل حصلت على التكريم من قِبل موطنك اليمن أم لا؟ وإن كانت الاجابة لا فما السبب برأيك؟

التكريم، والجوائز لم تكن، ولن تكون في أي يوم من الأيام هدفاً لي أسعى إلى تحقيقه، وإن لم يكن الهدف منها هو استغلالها لنتمكن من أن تكون لنا أدوار أكثر فعالية، وتأثيراً في خدمة من حولنا، والمجتمع، والإنسانية، فلا قيمة ولا معنى لها.

من الجميل جداً أن يكرم الانسان، ويرى تقديراً، واعترافاً بمجهوداته، ونجاحاته، وإسهاماته، وخاصة من قِبل أهله، وأبناء بلده، والوطن العربي فقط لأن هذا النوع من التكريم يعزز من التواصل مع الوطن، والمنطقة، ويفتح أبواباً، وفرصاً، وآفاقاً جديدة للتواصل، والتعاون لخدمة الوطن، وابنائه، والمساهمة في تطوير التعليم، والتقدم في الوطن العربي. كما أنه يعطينا دعماً معنوياً، ودافعاً للاستمرار في المثابرة، والتميز، وتقديم الأفضل في مجالاتنا العلمية، وتسخير خبراتنا، وإنجازاتنا لخدمة المجتمع.

أهم تكريم لي من اليمن هو احترام، وتقديرالشباب، وأهلنا في اليمن، وأن يروا في قصتي، وإنجازاتي، ورحلتي العلمية ما يلهمهم للإيمان بأنفسهم، وقدراتهم، والسعي للتميز، وتحقيق أهدافهم، وأحلامهم، ورد الجميل لليمن، والإنسانية.هنالك عدد كبير من الشخصيات اليمنية التي أرى أنها أحق مني بالتكريم، والتقدير، والدعم لما حققوه من نجاحات وتميز، وما قدموه لخدمة اليمن، ورفع اسمه في كل المحافل الدولية، وخاصة الذين تحدوا كل الصعوبات، وحاربوا المستحيل، وتميزوا، وأثبتوا أنفسهم من خلال أعمالهم، وإسهاماتهم في اليمن، أو الوطن العربي.أيضاً لا بدّ من ألا نحصر التكريم على من حصلوا على الشهادات، والجوائز، والاعترافات الدولية، بل أن نكرّم كل من له قصة نجاح تلهم الأخرين، وإسهامات نوعية في خدمة المجتمع، والإنسانية. هنالك الكثير من أبناء، وبنات الشعب اليمني الذين لم يحالفهم الحظ على أن يحصلوا على فرص التعليم، أوالعمل في مؤسسات تمنحهم فرصة إبراز إنجازاتهم، وبرغم ذلك لهم أدوار نوعية، ومؤثرة في خدمة المجتمع، وهم مصدر إلهام، وفخر لمن حولهم.

أتمنى أن يأتي اليوم الذي نكون فيه السباقين في احترام، وتقدير تميز، وإبداع، وإنجازات أبنائنا، وبناتنا، وأن نعطيهم الاهتمام، والدعم الذي يستحقونه قبل أن يقوم به الاخرون. يجب أن يكون التكريم، والاعتراف بإنجازات، ونجاحات الغير جزءاً من ثقافتنا، فنحتفل به، وندرك أهميته للوطن، ومستقبل أبنائنا، وبناتنا. في نجاح أي يمني أو يمنية في أي بقعة من بقاع الأرض نجاح، وفخر، وإلهام لنا جميعاً.

في الختامِ أحبُّ أن أوجه رسالة بسيطة إلى الشباب اليمني، لا تسمحوا لأحد أن يحدد سقوف طموحاتكم، وأهدافكم. ستمرون بمراحل تشعرون فيها بالنجاح، وأخرى تواجهون فيها اليأس، والإحباط، والاستسلام للفشل، فلا تفقدوا الأمل، استمروا في تطوير معرفتكم، وقدراتكم، وواصلوا المشوار لأن محطات النجاح، والسعادة أمامكم لا محالة.

في كل هذه المراحل، ارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وافتخروا بهويتكم، وبتأريخكم، وبانتمائكم إلى اليمن، وحاولوا ان تقدموا له الأفضل. أنتم الأمل الوحيد لمستقبل واعد لوطننا الغالي. ولن يبني اليمن، ويحميها إلا أبناؤها، وبناتها.