أثار الفنان المصري محمد عطية الجدل بحديثه عن تفضيله المُساكنة عن الزواج.
رغم أن الكثير من المصريين لم يسمعوا بمصطلح “المُساكنة” من قبل، إلا أن بعض المشايخ والمشاهير دخلوا في جدل وتراشق متبادل بالتصريحات حول المُساكنة وقبولها ورفضها.
ما هي المُساكنة؟
المُساكنة هي نظام يعيش فيه الأشخاص، رجل وامرأة، غير متزوجين معًا.
غالبًا ما ينخرط الطرفان في علاقة رومانسية أو حميمة جنسيًا، لكن دون التقيد بالزواج، حيث يبقى خيار الانفصال متاحًا في أي وقت ودون أي ترتيبات اجتماعية أو قانونية.
ظهورها التاريخي
في أوروبا، كانت الدول الاسكندنافية أول من بدأ هذا الاتجاه في أواخر القرن الماضي، وقد تعزز بسقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية والوسطى خلال أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، فانتشرت المُساكنة في أوروبا التي كانت محافظة دينيًا.
خلال العقود الماضية، في الدول الغربية، كانت هناك زيادة في المُساكنة مع تغير الأعراف الاجتماعية، حتى أصبحت المُساكنة بديلة لما يسمى بالخطوبة في المجتمعات العربية.
التغيرات الاجتماعية في أوروبا
إذا كانت المُساكنة قد ظهر بسبب ظروف دينية أو اجتماعية، فقد انتشرت بفضل الظروف الاقتصادية.
في العقود الأخيرة، أدت المعدلات المرتفعة لمشاركة المرأة الغربية في القوى العاملة، وقدرتها على الاستقلال المالي، إلى قيامها بتفضيل الترتيبات المعيشية البديلة للزواج.
نتيجة لذلك، بدأت أنماط الحياة الأسرية تتغير، فانخفضت معدلات الزواج، وتم تأجيل الزواج إلى سن متأخرة.
في دراسة لمنصة EVS عن القيم الأوروبية لعام 2008، كانت نسبة المستجيبين الذين وافقوا على التأكيد على أن “الزواج مؤسسة قديمة” كانت 37.5٪ في لوكسمبورغ، و 35.4٪ في فرنسا، و 34.3٪ في بلجيكا، و 31.2٪ في إسبانيا، 30.5٪ في النمسا، 29.2٪ في ألمانيا، 27.7٪ في سويسرا، 27.2٪ في بلغاريا، 27.0٪ في هولندا، 25.0٪ في سلوفينيا.
الأسباب الاقتصادية في أمريكا
قبل عام 1970، كان العيش معًا خارج نطاق الزواج أمرًا غير شائع في الولايات المتحدة، ولكن بحلول أواخر التسعينيات، كان ما لا يقل عن 50٪ إلى 60٪ من الأزواج يعيشون معًا قبل الزواج.
أصبحت هذه الظاهرة عرفًا مجتمعيًا كمقدمة للزواج، ةفي عام 1996، قال أكثر من ثلثي المتزوجين في الولايات المتحدة إنهم عاشوا معًا قبل الزواج
أما عن أسباب انتشارها في الولايات المتحدة، فكانت الرغبة في توفير المال، حيث يتم تحمل تكاليف المعيشة مناصفة بين الطرفين، دون التقيد بقيود الزواج.
كما قبل العديد من الشباب والشابات بالمُساكنة بسبب صعوبة العثور على السكن المناسب والتكاليف المرتفعة للغاية للإسكان والميزانيات المحدودة.
كان الأكثر ميلاً للمساكنة أصحاب الدخل المنخفض، الذين لا يستطيعون دفع تكاليف الزواج، ويخشون من تكاليف الطلاق إذا لم يتوافقوا مع الأطراف الأخرى.
زواج الأمر الواقع
أصبحت المُساكنة بديلة عن الزواج، وليس فقط مقدمة له، وخصوصًا عندما يكون الزواج غير ممكن لأسباب مالية أو عائلية أو دينية أو عرقية.
ولذلك تم تسميتها في الدول الغربية بـ”زواج الأمر الواقع”، حتى نتج عن 40% من تلك العلاقات في الولايات المتحدة أطفالاً، وتم تسجيل 58% من الأطفال خلال الفترة من 2006-2010.
الهروب من الضرائب
يرى بعض الباحثين أن العديد من الأمريكان يفضلون المُساكنة لأسباب اقتصادية بحتة.
أحد هذه الأسباب هو تخفيف الضرائب، ففي الولايات المتحدة، قد يواجه الأزواج المتزوجون الذين يقدمون إقرارًا ضريبيًا مشتركًا ما يسمى بـ” عقوبة ضريبة الزواج”، وهي تعني أن جمع الراتبين معًا يدخل الزوجان في شريحة ضرائب مرتفعة، لذلك يفضل العديد من الأمريكان عدم الزواج والاكتفاء بالمُساكنة.
كما أن جمع الراتبين للمتزوجين يجعل أقساط القروض مرتفعة، لدخول الرواتب لشريحة أعلى.
ولا يتم منح المتزوجين “ائتمان ضريبة الدخل المكتسب”، وهو عبارة عن رعاية نقدية للعمال ذوي الدخل المنخفض، لكن جمع الراتبين يجعلها في شريحة دخل متوسطة.
لكن المُساكنة لديها خسائر مالية أيضًا، لأن بعض النقابات لا تقدم المزايا القانونية والمالية كاملة لغير المتزوجين، وترتفع عليهم بوالص التأمين.
جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولاتعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن