آخر صورة للنجمة ميرفت أمين تسيل الكثير من الحبر
عبثا هو ما قام به البعض من محاولات ازالة تجاعيد وجه النجمة الكبيرة ميرفت أمين بعد التقاط صورة قريبة لملامحها أثناء تواجدها في عزاء المخرج الكبير الراحل على عبد الخالق.
العبث من وجهة نظري المتواضعة أن المحاولات وتدخلات “الفوتو شوب” كانت بغرض إخفاء تجاعيد ميرفت أمين والمحافظة على نضارتها وحيوية وجهها لكني أعتبرته عبثا لأن هؤلاء الذين حاولوا تجميلها أخفوا بأدواتهم أسرار جمالها ونجوميتها وأوسمة النجاح التي استحقتهم عن جدارة طوال مشوارها.. محاولاتهم رغم براءتها وحسن نواياهم إلا أنها كانت ضد الإنسانية والجمال من وجهة نظري فمن حقي كبني آدم عاشق ومتابع لتاريخ ميرفت أمين أن أرى كل وسام حصده وجهها في سبيل إسعادي وكل تجعيدة رسمت على جبهتها لتخبرني كيف عانت وانا لا اعلم عن حياتها شيئا سوى الإنبساط واللحظات الحلوة.
من حقي كمعجب أن المس معاناتها التي لم تتحدث بها ولن تخبر أحد عنها لكني لمستها واضحة دون أن تقول حرفا في وجهها.
من حقي أن أشاهد ما يستحق كل الاحترام الذي أكنه لها وأن أجد ما يقنعي بالدليل أن تاريخها الذي صنعته أخذ منها المقابل دون مجاملات أو استثناءات.
تجاعيد وجهها رسائل مشفرة لكل من يفهم معنى الجمال ويحترم قواعده، بل اختبار لكل من يلهث وراء الشكل ويتناسي الجوهر، بل أبعد من ذلك لأنها جوائز تنافس الأوسكار لأن وراء كل تجعيدة في وجهها عشرات الأدوار والانفعالات والتقمص والتعبير بصدق وصل لجمهورها و صدقه، ونجحت بالفعل فيه ودفعت المقابل الذي لم تخفيه أو تتنصل من وجوده.
شجاعتها في الظهور تؤكد شعورها بالفخر وتقديرها لكل علامة زينت وجهها وجمالها ورصدت تجاربها وعمرها الذي ترفض حجبه عن محبيها رغم كل ما رسموه في خيالهم عنها كفتاة أحلام الماضي ونجمة نجمات عصرها الذهبي وقاهرة القلوب والعيون في السينما.
شجاعتها أكدت عليها من علامات وجهها التي أعتبرها حكايات بدأت و واستمرت.. حصيلة ضحكات و دمعات خجلوا أن يتركوها في الماضي فأخذوها ملامحاً تزيِن وجهها في الحاضر و المستقبل!
وبنفس الشجاعة أقرت ميرفت أمين بمقولة “بيفرلي سيلز” الشهيرة : “في مرحلة الشباب نحن نسير من خلال الصعوبات، لكن في الشيخوخة تسير الصعوبات من خلالنا”.
نفس المبدأ الذي نلمسه في وجوه نجمات مثل ميريل ستريب التي تؤكد دائما أنها لم تخضع يوماً لعمليات التجميل، وترى بأنها لم يعد يتوجب علىها أن تبدو جميلة، وتؤكد أن حفاظها على بشرتها طوال سنوات شبابها جعلها تبدو رائعة في الستين رغم التجاعيد التي اجتاحتها.
و أيضا جوليا روبرتس التي قالت حين سألوها عن عدم اقتناعها بعمليات التجميل :«أعتقد أنني بمعايير هوليوود أخاطر حقاً بمستقبلي المهني، فهوليوود تريد النجمات دوماً جميلات وبدون تجاعيد لكنني تعودت على تغيير القواعد».
هكذا يكون الجمال حقا وهو نفس جمال ملامح ووجه النجمة ميرفت أمين التي رغم أحزانها ظهرت كوردة لم يختف رحيقها رغم فصل الخريف، ميرفت أمين أعلنت بصورة لم تتعمد ظهورها أنها أقوي من الخريف واعتقد أن هذا الإعلان أقوى الأدلة على عبث كل من حاول تجميلها أو إخفاء أوسمة الزمن على وجهها.
تاريخها وسنوات عمرها وجمالها الصعيدي الإسكتلندي خصوصا وأنها ولدت في محافظة المنيا بصعيد مصر من أب مصري وأم اسكتلندية يؤكدان أنها إمرأة قوية.. سعيدة بكل يوم عاشته وتعيشه وفخورة بكل تجربة نجحت أو فشلت فيها بداية من ظهورها من خلال الجامعة حيث اشتركت في فريق الجامعة وقدمت مسرحية يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم أو بعد تخرجها من جامعة عين شمس كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية حيث احترفت التمثيل وقدمت مسرحية مطار الحب مع الفنان عبد المنعم مدبولي وبعدها اكتشفها وقدمها للسينما الفنان أحمد مظهر عام 1965 من خلال فيلم نفوس حائرة ومنه انطلقت في عالم الفن وقدمت مئات الأعمال الفنية للسينما والتليفزيون مثل 3 نساء مع صلاح ذو الفقار وأبي فوق الشجرة مع عبد الحليم حافظ ونادية لطفي، وفي السبعينات ثرثرة فوق النيل ودعوة للحياة مع صلاح ذو الفقار وعودة أخطر رجل في العالم مع فؤاد المهندس والبحث عن فضيحة وأبناء الصمت والحفيد وحافية على جسر الذهب ودائرة الانتقام وإبليس في المدينة وأريد حبا وحنانا ورجال لا يعرفون الحب وفي الثمانينات نذكر لها سواق الأتوبيس وتزوير في أوراق رسمية وعودة مواطن وزوجة رجل مهم وأيام الرعب مع صلاح ذو الفقار والأراجوز مع عمر الشريف والدنيا على جناح يمامة وأخيرا في التسعينات همس الجواري وكارت أحمر والقتل الذيذ عام 1998. وقامت بدور السيدة جيهان السادات في أيام السادات عام 2001 ومن أفلامها مرجان أحمد مرجان عام 2007 ومن 30 سنة عام 2016 وفيلم ممنوع الإقتراب أو التصوير الذي عرض عام 2017. و بعده مسلسل قيد عائلي مع النجوم صلاح عبد الله وعزت العلايلي وبوسي.
هل إمرأة بهذا التاريخ والنجاح والجمال تخشي ظهورها في صورة بكامل مشوارها المرسوم تحت عينيها وفوق ملامحها.. إمرأة وقفت كتفا بكتف مع عمالقة الفن العربي وعشقها أجيال وراء أجيال ويعلمون جيدا كيف أثرت وتأثرت بكل ما صنعته من نجومية.
اسمها ميرفت أمين وجمالها في تاريخها الذي نفخر به وصورها الحقيقية بوسترات تملأ حياتنا بالأمل والإصرار على النجاح وتأكيد على قوتها في مواجهة الحياة وانتصارها في المعركة بأقل الخسائر.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولاتعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن