تنظيم القاعدة يغازل جماعة الإخوان في اليمن
- الإصدار الجديد زعم أن القوات الأمريكية تشارك في دوريات عسكرية داخل محافظات ومدن يمنية منها مدينة حضرموت
- حاول التنظيم أن يغازل حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في البلاد
بث تنظيم القاعدة في اليمن إصدارًا مرئيًا جديدًا ضمن سلسة “شاهد”، وهي خدمة دعائية أطلقتها مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامي للقاعدة في اليمن، للترويج للتنظيم ومهاجمة خصومه.
وحمل الإصدار الجديد عنوان “اليمن المحتل”، وتحدث فيه التنظيم عن مشاركة القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية في تأمين منشأت ومواقع داخل اليمن، وانخراطها في أعمال مكافحة الإرهاب وقتال تنظيم القاعدة في البلاد.
ويبدو أن تنظيم القاعدة في اليمن يرسل رسائل ضمنية لأتباعه وأنصاره بأنه سيواصل اتباع إستراتيجية “قتال العدو البعيد” التي يقصد بها الولايات المتحدة والغرب، كما يحاول حشد القبائل اليمنية في صفه، بعد توجيه إرهابيين بارزين دعوات للتنظيم بقطع صلاته تنظيم القاعدة المركزي (قاعدة خراسان) والتحول لجماعة محلية تُركز على القتال ضد جماعة الحوثي داخل اليمن، وذلك في أعقاب الانتكاسات والهزائم التي تعرض لها التنظيم في اليمن، واستمرار حملة مكافحة الإرهاب تقوم بها جهات عدة من بينها التحالف العربي، والولايات المتحدة الأمريكية.
وسبق لخالد باطرفي، أمير تنظيم القاعدة في اليمن، أن أعلن، أواخر العام الماضي، رفضه تغيير إستراتيجية القاعدة من قتال العدو البعيد إلى قتال العدو القريب والذين يُقصد بهم جماعة الحوثي، معللًا ذلك بأن الظروف التي دفعت التنظيم لانتهاج الإستراتيجية الأولى لم تتغير.
وزعم الإصدار الجديد للقاعدة في اليمن أن القوات الأمريكية تشارك في دوريات عسكرية داخل محافظات ومدن يمنية منها مدينة حضرموت، كما أن الطائرات الأمريكية العسكرية تحلق في الأجواء اليمنية وتواصل القيام بالرصد العملياتي وشن الغارات ضد مقاتلي وأنصار التنظيم، منذ أكثر من عقدين، معتبرًا أن هذا يحيي الصراع القديم بين القاعدة والولايات المتحدة.
وحاول التنظيم أن يغازل حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في البلاد، عبر التلميح إلى أن طرد القوات المحسوبة على الإصلاح من محافظة شبوة، مؤخرًا، جاء كثمرة لاتفاق أمريكي فرنسي مع محافظ شبوة عوض محمد بن الوزير العولقي والداعمين له.
ويسعى تنظيم القاعدة في اليمن للتحريض ضد التحالف العربي وتصويره على أنه يتلقى دعمًا من دول أخرى لمواصلة عمله العسكري في اليمن، كما يحاول التنظيم استقطاب شباب جماعة الإخوان في البلاد، وأبناء القبائل اليمنية لتعويض خسائره المستمرة، لا سيما بعد اضطراره للانسحاب من معاقله الرئيسية في اليمن، وفقدانه لفاعليته العملياتية وسط رواج اتهامات لقيادة التنظيم وفي مقدمتها أميره خالد باطرفي بالتعاون و التخادم مع جماعة الحوثي.
وفي نفس السياق، هاجم تنظيم القاعدة القوات الجنوبية اليمنية التي تخوض، في الفترة الأخيرة، قتالا مستمرًا ضد التنظيم، في جنوب البلاد، داعيًا القبائل اليمنية لمساندة التنظيم والوقوف معه لمواجهة هذه الحملات، أو حتى الوقوف ضد هذه الحملات بشكل منفرد دون الارتباط المباشر بالتنظيم