اليوم العالمي للقلب
- 80 % من حالات وفيات القلب المُبكرة يمكن تجنبها بـ3 خطوات
- تلوث الهواء هو المسؤول عن 25% من الوفيات بأمراض القلب
- هذه النصائح تقيك من خطر أمراض القلب
القلب النابض يعد علامة حيوية على أن الشخص لا يزال على قيد الحياة، لكن ليس كل قلب ينبض يتمتع صاحبه بحياة صحية خالية من الأمراض.
اليوم نحن على موعد مع اليوم العالمي للقلب 2022، الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام، وهو مناسبة دولية لرفع الوعي بأمراض القلب وخطورتها وكيفية الوقاية منها.
هذه المناسبة التي يرعاها الاتحاد العالمي للقلب، تعتبر فرصة عظيمة لتوعية الناس حول العالم بالأمراض القلبية الوعائية التي تُعد السبب الرئيسي للوفيات في العالم، حيث تودي بحياة 18.6 مليون شخص سنويًا، وهذا رقم مقلق للغاية لأنه في تزايد مستمر.
احُتفل بهذه المناسبة لأول مرة في عام 2000، من قبل الاتحاد العالمي للقلب، وهو منظمة غير حكومية، رائدة في التعريف بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ تهدف لتمكين المواطنين من جميع أنحاء العالم من الوصول إلى المعلومات الأساسية والرعاية والعلاج من أجل الحفاظ على سلامة هذه العضو الحيوي.
شعار وأهداف حملة 2022
الاتحاد العالمي للقلب دشن حملة هذا العام تحت شعار “استخدم القلب لكل قلب” (USE Heart FOR EVERY Heart)، ليبعث برسالة للأشخاص، مفادها أننا مسؤولون جميعًا ليس فقط عن صحة قلوبنا، ولكن عن صحة قلوب الآخرين.
وفي تصريحات لـ”أخبار الآن”، تقول مونتس مورتارا، مديرة الحملة بالاتحاد العالمي للقلب، إن 80 % من حالات الوفيات القلبية الوعائية المُبكرة يمكن تجنبها إذا ابتعدنا عن 3 عوامل خطر أساسية وهي: تدخين التبغ، واتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول البدني.
وتضيف أن حملة هذا العام، تركز على أهداف رئيسية، أبرزها توحيد الناس من جميع البلدان والخلفيات والأعراق على مكافحة الأمراض القلبية الوعائية، وتشجيعهم على حياة صحية لقلوبهم، وهذا نابع من الإيمان بأن صحة القلب هي حق أساسي من حقوق الإنسان.
وأوضحت أن “حملة هذا العام تعتبر فرصة للجميع للنظر في أفضل السبل، لاستخدام القلب من أجل الإنسانية، من أجل الطبيعة، من أجلك أنت؛ فالتغلب على الأمراض القلبية الوعائية شيء مهم لكل قلب ينبض.
وتابعت في تصريحاتها لـ”أخبار الآن”: “ما نطلبه من الناس، أن يستخدموا قلوبهم في جميع أفعالهم، ليفكروا بشكل مختلف، ويتخذوا القرارات الصحيحة، ويعلموا بشجاعة لمساعدة الآخرين؛ لذلك فإننا نتطلع بأن تصل رسالة حملتنا إلى أكبر عدد ممكن من الناس، للمساعدة في تحقيق هدف الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية لكل قلب”.
وعن أهمية هذا العضو الحيوي، أشارت “مورتارا” إلى أن القلب هو العضو الوحيد الذي يمكنك سماعه والشعور به. إنه أول وآخر علامة على الحياة. إنه واحد من الأشياء القليلة التي يمكن أن توحيدنا جميعًا كأشخاص.
3 ركائز أساسية
تنوعت ركائز حملة هذا العام، بهدف توسيع الاهتمام بالقضايا الأساسية التي تسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن الشعار الأساسي للحملة “استخدم القلب لكل قلب”، انبثقت 3 ركائز أساسية أولها “استخدم القلب من أجل البشرية”، لتسليط الضوء على من يفتقرون إلى الرعاية والدعم للوقاية من أمراض القلب عبر العالم وبالتالي تتفاقم ليهم نسب الإصابة والوفيات، حيث كشف الاتحاد أن 75٪ من وفيات الأمراض القلبية الوعائية تقع بين الأشخاص الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط، ويفتقرون إلى مراكز الرعاية المتخصصة في أمراض القلب.
وتساهم فعاليات دولية مثل اليوم العالمي للقلب، بالإضافة إلى الأنشطة المحلية في انتشار الوعي والمساعدة في صنع اختلاف في حياة البشرية جمعاء.
أما الركيزة الثانية، فهي “استخدم القلب من أجل الطبيعة”، حيث يشير الاتحاد إلى أن تلوث الهواء هو المسؤول عن 25% من جميع وفيات الأمراض القلبية الوعائية، إذ يودي بحياة 7 ملايين شخص سنويًا حول العالم.
وتلفت الحملة النظر إلى إجراءات فورية يمكن اتخاذها للحد من التلوث وتقليل الوفيات، مثل المشي أو ركوب الدراجات بدلاً من التنقل بالسيارات، بالإضافة إلى دعم الجهود الدولية للتوجه إلى الطاقة النظيفة، فكل كل واحد منا يستطيع بطريقه الخاصة أن يساهم في جعل الكوكب أكثر صحة.
الركيزة الثالثة هي “استخدم القلب من أجلك أنت”، في إشارة إلى أن الضغط النفسي الذي نتعرض له، يمكن أن يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب.
ونصحت الحملة الأشخاص باتباع مجموعة من الإجراءات لزيادة صحة قلوبهم، كالتمارين الرياضية وممارسة رياضة التأمل، والحصول على قسط كافٍ من النوم، لأن ذلك يساعد على خفض مستويات التوتر والضغط النفسي، التي تضر بصحة قلوبنا.
حقائق وأرقام
اليوم العالمي للقلب فرصة للتذكر بمجموعة من الحقائق والأرقام عن أمراض القلب، وهي مصطلح لوصف مجموعة من الأمراض التي تُؤثِّر في القلب، أبرزها أمراض الأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي، وعدم انتظام القلب، ومرض صمام القلب، واعتلال عضلة القلب.
أمراض القلب تُصنّف على أنها “القاتل الأول” على الصعيد العالمي على مدى السنوات العشرين الماضية، لأن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد أيّ من أسباب الوفيات الأخرى، وفق منظمة الصحة العالمية.
وفي 2019 وحدها، قضى نحو 17.9 مليون نسمة نحبهم جرّاء الأمراض القلبية الوعائية؛ ما مثّل 32% من مجموع الوفيات التي وقعت حول العالم في العام نفسه.
وكان 85٪ من وفيات أمراض القلب بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وحدث حوالي 75% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وحدثت ثلث هذه الوفيات قبل الأوان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا.
وفي الولايات المتحدة وحدها، يموت شخص كل 34 ثانية بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، التي قتلت حوالي 697 ألف شخص في البلاد خلال عام 2020 فقط، أي 1 من كل 5 وفيات وقعت في هذا العام هناك، وفق المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
لتقدير حجم الضرر، نجد أن أمراض القلب تُكبّد الولايات المتحدة وحدها حوالي 229 مليار دولار سنويًا، وهذا يشمل تكلفة خدمات الرعاية الصحية والأدوية والإنتاجية المفقودة بسبب الوفاة.
الخطورة هنا تتمثل في أنه لا توجد في أغلب الأحيان أيّة أعراض تنذر بحدوث الأمراض الكامنة التي تصيب الأوعية الدموية، فقد تكون النوبة القلبية أو السكتة الدماغية الإنذار الأوّل بحدوث تلك الأمراض. وتشمل أبرز أعراض النوبة القلبية، ألم في وسط الصدر، أو الذراعين أو الكتف اليسرى أو المرفقين أو الفك أو الظهر.
وفي أحيان أخرى قد يعاني الإنسان، من صعوبة في التنفس أو ضيق النفس، وغثيان أو تقيّؤ، ودوخة أو إغماء، وعرق بارد؛ وشحوب الوجه. ومن الأعراض التي تعانيها النساء بوجه خاص ضيق النفس والغثيان والتقيّؤ وألم الظهر أو الفك.
وأكثر أعراض السكتة الدماغية شيوعًا حدوث ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، وغالباً ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم.
ومن الأعراض الأخرى شعور مفاجئ بخدر في الوجه أو الذراع أو الساق، في جانب واحد من الجسد على وجه التحديد، وصعوبة في الكلام أو في فهم كلام الآخرين، وصعوبة في الرؤية بعين واحدة أو بكلتا العينين، وصعوبة في المشي أو الشعور بالدوخة أو فقدان التوازن، وصداع شديد بدون سبب ظاهر، والإصابة بالإغماء أو فقدان الوعي.
لذلك ينبغي للأشخاص الذين تظهر عليهم هذه الأعراض التماس الرعاية الطبية على الفور، للتشخيص وتلقي العلاج المناسب، لإنقاذ حياتهم.
كيف نتجنب أمراض القلب؟
رغم كثرة الوفيات بها، لكن الخبر السار، أن أغلب إصابات أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها من خلال التصدي لعوامل الخطر الرئيسية، مثل تدخين التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والسمنة والسكري والخمول البدني وتعاطي الكحول.
ولتجنب الخطر، يحتاج المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الأشخاص المعرضون لمخاطر عالية بسبب وجود عامل خطر أو أكثر مثل الارتفاع المفرط في ضغط الدم أو داء السكري أو ارتفاع نسبة الشحوم في الدم، إلى الكشف المبكر والتدبير العلاجي باستخدام المشورة الطبية والأدوية، وهذه نصيحة مهمة تقدمها منظمة الصحة العالمية لتقليل المخاطر، لأن تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وضمان حصولهم على العلاج المناسب، يسهم بشكل كبير في الوقاية من الوفيات المبكرة بالمرض.
بقى أن نؤكد على ضرورة تجنب عوامل الخطر، من خلال الإقلاع عن تعاطي التبغ وتجنب شرب الكحول، والإقلال من الملح في النظام الغذائي، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والمواظبة على النشاط البدني المنتظم، لخفض معدلات الخطر.
وتساهم ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميًا في الوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقاً لما ذكرته المنظمة، إلى جانب تناول 5 حصص من الفاكهة والخضار يوميًا، والحد من كمية ما يتناوله الفرد من الملح بحيث يكون أقل من ملعقة شاي واحدة يوميًا.
وأخيرًا، طالما أن لدينا قلب سليم ينبض بالحياة، فهذه نعمة كبيرة تستحق الشكر، وتتطلب منا بذل المزيد من الجهد للحفاظ عليها، تجنبًا لخطر أمراض القلب المُهدد للحياة.