إعدام الكتاكيت..صدمة في مصر
انتشرت حالة من الصدمة في وسائل الإعلام المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي بعد تداول فيديو لإعدام كتاكيت (صغار الدواجن) في إحدى المزارع المصرية.
تعاني مصر منذ عدة أشهر بنقص في الأعلاف وزيادة أسعارها، ضمن التداعيات الاقتصادية التي تأثرت بها مصر عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
لجأ بعض مزارعي الدواجن في مصر إلى إعدام "#الكتاكيت" في مزارعهم بسبب أزمة عدم توفر الأعلاف. وتداول نشطاء مصريون على نحو واسع مقاطع فيديو توثق عمليات الإعدام، التي تنذر بكارثة تهدد قطاع تربية الدواجن.pic.twitter.com/QCYi7jyEd0
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) October 16, 2022
كارثة غذائية
قال الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية المصرية، إن ما حدث (إعدام الكتاكيت) كارثة كبرى على الغذاء في مصر.
وأوضح السيد أن العجز في توفير الأعلاف وصل لـ50% في السوق، رغم الإفراجات الجمركية الأخيرة.
واعتبر رئيس شعبة الدواجن أن الوضع الحالي أصعب من الوضع وقت أزمة أنفلونزا الطيور، وأن الوضع “كارثي بمعنى الكلمة”.
تكاليف عالية
وأوضح ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن المصريين، إن الدافع وراء إعدام الكتاكيت هو ارتفاع تكاليف العمالة والأدوية ونفقات تربية الدواجن في ظل عدم وجود العلف.
وأشار الزيني، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن إنتاج مصر من الدواجن كبير، والأعلاف الموجودة حاليًا لا تكفي لتشغيل كافة المزارع.
وتوقع الزيني بخلق سوق سوداء للعلف وارتفاع أسعاره بشكل كبير، إذا لم يتم حل الأزمة وضخ كميات من الأعلاف في السوق بأسرع وقت.
وأكد الزيني أن إعدام الكتاكيت مستمر منذ أيام بسبب عدم توافر الأعلاف، مشيرًا إلى احتمالية تشرد 3 ملايين عامل في صناعة الدواجن في ظل استمرار الأزمة.
ارتفاع أسعار الدواجن
قال نقيب الفلاحين المصريين، حسين أبو صدام إن كتاكيت اليوم فراخ الغد، وأن الإقدام علي التخلص من الكتاكيت (إعدام الكتاكيت) بالقتل سوف يؤدي الي ارتفاع أسعار الدواجن- المرتفعة بالفعل- في المستقبل القريب.
وأشار صدام إلى أن هذا سيؤدي الي تدهور الثروة الداجنة المحلية وزيادة استنزاف العملة الصعبة لاستيراد لحوم بيضاء لتلبية احتياجات الطلب المتزايد على الدواجن والبيض، التي كانت مصر تحقق فيهما اكتفاء ذاتي قبل الحرب الروسية.
تأثير الحرب على الأعلاف
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في قلة المعروض من الأعلاف في السوق الدولية، لاعتماد الكثير من الدول عليهما في توريد الأعلاف والحبوب المستخدمة فيها.
توفر مصر نحو 90% من احتياجات خامات الأعلاف عبر الاستيراد، بما يتجاوز 11 مليون طن سنويًا.
بسبب قلة الأعلاف، انخفض سعر الكتكوت الأبيض من 16 جنيهًا قبل الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جنيهان بسبب قلة طلب المربين على شراء الكتاكيت، وفي المقابل ارتفع كيلو الفراخ البيضاء من حيز 25-28 جنيهًا إلى ما يزيد عن 45 في بعض الأوقات، ووصلت قيمة البيضة الواحدة في متاجر البقالة إلى ما يجاوز الثلاث جنيهات ارتفاعًا من حوالي جنيه وربع.
تسببت الحرب الروسية في وصول سعر طن بعض أنواع الأعلاف إلى 16 ألف جنيه من 8 آلاف جنيه فقط قبل الحرب، بسبب ارتفاع عمليات الشحن وقلة المعروض في السوق الدولية وتكدس الكميات المستوردة في الموانئ بسبب عدم توفر العملة الصعبة.
ووصل سعر طن فول الصويا إلى 17 ألف جنيه مقارنة بـ9 آلاف جنيه قبل الازمة، وارتفع سعر الذرة الصفراء من 5 آلاف جنيه إلى 9 آلاف جنيه.
وتعتبر الدواجن البروتين الأرخص في مصر مقارنة بأسعار الأسماك واللحوم، وإذا قل المعروض منها، ستزداد أسعار أنواع البروتين الأخرى، وعلى رأسها اللحوم التي تسببت الحرب الروسية في رفع أسعارها في محلات الجزارة لما يساوي أو يتجاوز المئتين جنيهًا.
وزير الزراعة: هناك أزمة بالفعل
وقال وزير الزراعة المصري السيد القصير، إن هناك أزمة موجودة بالفعل، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأوضح القصير، في تصريحات تليفزيونية، إن الأزمة الحالية، أدت لتقليل عمليات الشحن والتوريد للذرة وفول الصويا، كما ارتفعت أسعار الشحن والتأمين.
وقال الوزير إن الظروف التي يعاني منها العالم قللت عمليات الشحن للذرة وفول الصويا التي تستورد منها مصر كميات كبيرة تصل إلى نحو 7 مليون طن ذرة وثلث الكمية صويا.
وأكد القصير أن الحكومة قامت بإفراجات جمركية وصلت إلى 50 مليون دولار من الذرة والصويا في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري.